مقتنيات «لوفر أبوظبي» حوار مفتوح مع العالم

ابريق الحوض من مقتنيات المتحف المهمة.   من المصدر

حوار فريد بين حضارات العالم وثقافاته وفنونه؛ تحتضنه العاصمة الإماراتية أبوظبي، في معرض مقتنيات «متحف لوفر أبوظبي»، الذي يعد المتحف العالمي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط. حيث يكشف المعرض عن باكورة مقتنيات لوفر أبوظبي، وعن المفهوم الذي يقوم عليه «لوفر أبوظبي» باعتباره ملتقى لفنون العالم وراعياً لحوار فريد من نوعه بين حضارات انسانية متعددة.

ويضم معرض «مقتنيات لوفر أبوظبي» المقام منذ مايو الماضي في «غاليري وان» بفندق قصر الإمارات ضمن سلسلة فعاليات برنامج «حوار الفنون: اللوفر أبوظبي»، وتم تمديده حتى 29 أغسطس، مقتنيات قيمة تعود إلى مختلف حضارات الشعوب من مختلف أنحاء العالم، وهي من باكورة مقتنيات متحف «لوفر أبوظبي» الذي سيقام على جزيرة السعديات وينتهي العمل به في ،2013 بالإضافة إلى أعمال فنية وأثرية من «متحف اللوفر» في باريس ومجموعة من المتاحف الفرنسية، حيث من المقرر أن يستفيد متحف «اللوفر أبوظبي» من غنى التراث الفرنسي العريق في عالم المتاحف خلال أول 10 سنوات من عمره، ما يمكنه من تحقيق طموحه على مستوى عالمي في المستقبل.

حضارات العالم

ومن أبرز المعروضات التي يضمها المعرض «الإناء الفاخر» (سوسيبيو)، المصنوع من الرخام الأثيني الذي يعود إلى منتصف القرن الأول قبل الميلاد والمستعار من قسم الآثار الإغريقية والإتريورية من متحف اللوفر، وهو يمثل التاريخ العريق والتراث الأصيل للمتاحف الفرنسية، حيث كانت هذه التحفة المنحوتة جزءاً من المقتنيات الملكية الفرنسية وكانت تعرض في قصر فيرساي في عهد لويس الرابع عشر.

ومن الحضارة العربية الاسلامية، ومن مجموعة الفنون الإسلامية لمتحف اللوفر بباريس، ضم المعرض أثرين يرجعان إلى العصر المملوكي؛ هما مقطع لآيات من القرآن الكريم مرسوم في مصر أو سورية في الربع الثاني من القرن الرابع عشر، وقنديل مسجد (1347-1361)، والذي يستخدم الضوء رمزاً لنور العقل والعلم والإيمان، حيث توجد شعلة في إناء كريستالي تشع كالنجم الساطع، تعبيراً مجازياً عن عظمة الخالق عز وجل ومستوحاة من الآية الكريمة في سورة النور {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار}.

ويظهر التأثير المتبادل بين الحضارات؛ وكذلك التآلف بين ها في «لوفر أبوظبي» في تمثالين بوذيين، يعرضان إلى جانب الآثار الاسلامية، أحدهما من منطقة قندهار (القرن الثاني - الثالث الميلادي) يحمل سمات الأسلوب الفني لمنطقة البحر المتوسط في منحوتة هندية، والثاني تمثال من شمال الصين (550-577) يقدم ترجمة للتراث الفني الهندي في قالب صيني.

ينما يشكل «الزي الإمبراطوري» الصيني - وهو من مقتنيات متحف غوميه - انعكاساً لجانب رئيس آخر في الفن الآسيوي وهو الأعمال النسيجية الصينية، بشكل خاص تلك التي تصنع من الحرير الأسطوري. حيث تنتمي هذه التحفة، بالمقارنة مع بعض الأعمال المقتناة، إلى فترة أقرب إلى الحداثة، وتنسجم مع مطرزات «البيوفس» بمادتها وموضوعها، كما تبدو متأثرة بالصفات الجمالية المستوحاة من الغرب.

عصر النهضة

ومن المقتنيات التي تمثل عصر النهضة الأوروبية؛ ضم المعرض عدداً من القطع التي منحت زخماً قوياً للأعمال الفنية المكلفة والباهظة مثل «مائدة الأمير» التي تم تقليدها والتي كانت تزين بالأشياء الثمينة وتطلى بالمينا، وإبريق الحوض المزخرف ذو الشكل البيضاوي الذي يمثل انتصار الإلهة سيريز، والطبق الذي يصور زواج سايكي؛ المرأة اليونانية اليافعة التي أحبت كيوبيد وأحبها فأصبحت مجسدة للروح، والتي يمتلكها الآن «اوفر أبوظبي»، وانتقلت مضامين وأجواء هذه الأعمال من مكان لآخر لتغذي خيال فنانين آخرين لتقديم أعمال مماثلة لها، بالرغم من التقنيات المعقدة المتبعة فيها. فألهمت قصة الروح الفنانين في فرنسا فأبدعوا تصاميم رائعة من وحي التصاميم الأصلية، مثل جان كور الذي قام بتصميم طبق موائد ومآدب الآلهة خلال زفاف كيوبيد بسايكي، وهو أيضاً من معروضات «حوار الفنون: لوفر أبوظبي». ومن إيطاليا يعرض وعاء صنع في اوربينو عام 1541 ، يصور عيد كيوبيد وسايكي. إلى جانب الماجوليكا «الخزف المطلي بالمينا» بألوانه الزاهية القادم من مجموعة كامبانا المستوحاة من الموضوع نفسه والتي عرضت في اللوفر عام .1863

البوهيمي

ويستضيف «حوار الفنون: اللوفر أبوظبي» لوحتين للفنان إدوارد مانيه، «البوهيمي» و«طبيعة صامتة، السلة والثوم»، فصلهما مانيه نفسه من لوحة كبيرة، وظلتا منفصلتين لفترة طويلة حتى اجتمعتا مجدداً في «اللوفر أبوظبي». وسيتم عرض اللوحتين مع اللوحة المطبوعة «الغجري» (1862) التي تُظهر التكوين الفني الأصلي الذي رسمه مانيه. وسيتمكن زوار الحدث أيضاً من مشاهدة اللوحة التجريدية «الصخور المجاورة للمغائر فوق القصر الأسود» للفنان الفرنسي «بول سيزان»، وهي إحدى روائع الفن العالمي، ومن آخر أعمال ا.لفنان، وأحدثت هذه اللوحة تأثيراً كبيراً في حركة الفن التشكيلي مطلع القرن العشرين، حيث تتلاحم الأشكال والألوان في نسيجها البصري لتعكس جوهر الطبيعة. وقد كانت هذه اللوحة أحد العناصر التي ألهمت بول موندريان خلال تطوير أسلوبه الفني التجريدي، والذي يبدو واضحاً في لوحته «تكوين مع الأزرق، الأحمر، الأصفر، والأسود» (1922).

وتضم الأعمال المعروضة أيضاً مقعداً خشبياً أنجزه بيار ليغرين، فنان الديكور المفضل لدى مصمم الأزياء الشهير وراعي الفن جاك دوكيه، بمناسبة إقامة معرض الفن الإفريقي الأول في فرنسا، والذي يعقد منذ نهاية العقد الأول من القرن الماضي حتى اليوم. ويستحضر هذا العمل اثنين من مقتنيات «متحف كواي برانلي»، أولهما مسند رأس أنيق مصنوع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وانضم إلى المجموعة الوطنية الفرنسية في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، والثاني مقعد مصنوع أواخر القرن التاسع عشر من خشب الكابوك، ودخل المجموعات الوطنية الفرنسية عام .1931

وهناك مجموعة من المقتنيات صممت ما بين 1920- 1925 معارة من متحف دو كي برانلي وهي «مسند للرأس - تسونغا» (زامبيا، شرق إفريقيا) الذي تم ضمه إلى مجموعة المقتنيات الوطنية الفرنسية بعد ،1890 وأجرام مزخرفة مسننة بدقة لكرسي لوغرين، وكرسي أبومي مع كرسي الكورول (بينين، شرق إفريقيا) المصنوعة من خشب شجرة السيبة تم ضمها إلى مجموعة المقتنيات الوطنية عا

تويتر