القدس.. إلى أين؟
الثقبُ الأسودُ؛ تَعريفُه هو ذاك الجسمُ الذي تكونُ قُوّتُه الثقاليّةُ على درجةٍ من الشّدةِ، حيثُ لا يُمْكن لأيّ جسمٍ آخرَ أو لأيّ مادةٍ أو لأيّ أشعّةٍ بما في ذلك الضّوء أنْ يُفلِت منه بل يَرتَشفُه بقوّةٍ هائلةٍ إلى جَوفِه..
انتصبَ في خاطري الثّقبُ الأسودُ وأنا أتأمّلُ المشهدَ الفلسطيني بكلّ انْدياحِه، بكلّ تَداعياتِه، بكلّ امتداداتِه، بكلّ تأثيراتِه وبكلّ استِحالاتِه الجِيُوسِياسيّة..
بدايةً لم أتَلمّسْ الرّابطَ العجيبَ بين الثّقبِ الأسود وبين القدس، غير أنّني وببعضِ تَمَثلٍ كَمن يُلاحق لحظةَ تَجَلّي الحقيقة التي تُصرّ على التّنكر، وقفتُ على ما يزيد من وعكتي النفسية وحالة الدوران الفكري ويزيدُ من إرادة الاستفراغ التي راحت تُلازمني وتَتَشبّث بي هذه مدة أعوام..
هل الثّقب الأسود في الراهن المقدسي هو الكيان الصهيوني الغاصب؟ الذي وبكل وقاحة وصفاقة وصَلَفٍ بعدما كان يُغلّف ذاتَه بقناع الدهاء والذكاء، راح يَرتشف إلى جوفه كل ما هو أصيل في الأرض المحتلة فلا تُفلت منه أي مُقاربة تَهْدف إلى حلّ إشكالية الراهن، فَيَئِدها قبل الولادة وليس في المهد، ونحن ندرك أن خصائص هذا الكيان الغاصب تُشابه خصائص الثقب الأسود من حيث قوة الثقالة التي تُميّزه والتي تجعله يرتشف أي بقعة في العالم المنظور بما في ذلك الداعمون بقاءه.
من جهة أخرى يقول لي الخاطر إنّ إرادة التآكل الذاتي الداخلي هي الثقب الأسود الذي يرتشف الجهة المقابلة - الضفة العربية - لهذا الكيان التي ربما تُشابه نظرية المفكر الجزائري «مالك بن نبي» في «القابلية للاستعمار»، إن إرادة التآكل الذاتي الداخلي تَفَنّنت وأبدعت بل غيّرت من أبجديات المشهد وتَعَدّت إلى الثّوابت وأعطت عناوينَ جديدةً لفُصول مسرحية لم تنتَهِ وقد لا تنتهي في المدى المنظور ولا بُعَيْدَ المنظور.. ثم هل يُمْكن أن يكونَ الثّقبُ الأسودُ ذاك الكائنَ الخفيّ الذي استولى على الصّمود والتّصدي وهزم اللاءات الثّلاث؟ أم هو الكامن في من يُجهِض كل مشروعٍ يَقصِد إلى السّلم وِفْقَ شُروطٍ تَحْفظ الخصوصية التّاريخية للقُدسِ، إنّ إرادة التّآكل الذاتي الداخلي لدى العرب تُماثل «دراكولا» الذي راح ينشب أنيابه في دول الجوار وغير الجوار..
إنّ اللوحةَ - المشهدَ - تَتَغيّر ألوانها، تتغيّر ريشتها، تتغيّر هي في حدّ ذاتها، إنما الظاهر أن الذي يرسمها - لا أقصد الرسّامَ الذي يبدو في الواجهة - لم يتغيّر، قد يكون هو الثابت وغيرُه المتحول فيجعل من الهزيمة المستديمة عنواناً للوحة عِوضَ التنمية المستديمة بشرياً ومادياً..
ويبقى السّؤال: القدسُ.. إلى أين؟
كاتب وقاصّ جزائري ـ عضو صحيفة ومنتديات العروبة
انتصبَ في خاطري الثّقبُ الأسودُ وأنا أتأمّلُ المشهدَ الفلسطيني بكلّ انْدياحِه، بكلّ تَداعياتِه، بكلّ امتداداتِه، بكلّ تأثيراتِه وبكلّ استِحالاتِه الجِيُوسِياسيّة..
بدايةً لم أتَلمّسْ الرّابطَ العجيبَ بين الثّقبِ الأسود وبين القدس، غير أنّني وببعضِ تَمَثلٍ كَمن يُلاحق لحظةَ تَجَلّي الحقيقة التي تُصرّ على التّنكر، وقفتُ على ما يزيد من وعكتي النفسية وحالة الدوران الفكري ويزيدُ من إرادة الاستفراغ التي راحت تُلازمني وتَتَشبّث بي هذه مدة أعوام..
هل الثّقب الأسود في الراهن المقدسي هو الكيان الصهيوني الغاصب؟ الذي وبكل وقاحة وصفاقة وصَلَفٍ بعدما كان يُغلّف ذاتَه بقناع الدهاء والذكاء، راح يَرتشف إلى جوفه كل ما هو أصيل في الأرض المحتلة فلا تُفلت منه أي مُقاربة تَهْدف إلى حلّ إشكالية الراهن، فَيَئِدها قبل الولادة وليس في المهد، ونحن ندرك أن خصائص هذا الكيان الغاصب تُشابه خصائص الثقب الأسود من حيث قوة الثقالة التي تُميّزه والتي تجعله يرتشف أي بقعة في العالم المنظور بما في ذلك الداعمون بقاءه.
من جهة أخرى يقول لي الخاطر إنّ إرادة التآكل الذاتي الداخلي هي الثقب الأسود الذي يرتشف الجهة المقابلة - الضفة العربية - لهذا الكيان التي ربما تُشابه نظرية المفكر الجزائري «مالك بن نبي» في «القابلية للاستعمار»، إن إرادة التآكل الذاتي الداخلي تَفَنّنت وأبدعت بل غيّرت من أبجديات المشهد وتَعَدّت إلى الثّوابت وأعطت عناوينَ جديدةً لفُصول مسرحية لم تنتَهِ وقد لا تنتهي في المدى المنظور ولا بُعَيْدَ المنظور.. ثم هل يُمْكن أن يكونَ الثّقبُ الأسودُ ذاك الكائنَ الخفيّ الذي استولى على الصّمود والتّصدي وهزم اللاءات الثّلاث؟ أم هو الكامن في من يُجهِض كل مشروعٍ يَقصِد إلى السّلم وِفْقَ شُروطٍ تَحْفظ الخصوصية التّاريخية للقُدسِ، إنّ إرادة التّآكل الذاتي الداخلي لدى العرب تُماثل «دراكولا» الذي راح ينشب أنيابه في دول الجوار وغير الجوار..
إنّ اللوحةَ - المشهدَ - تَتَغيّر ألوانها، تتغيّر ريشتها، تتغيّر هي في حدّ ذاتها، إنما الظاهر أن الذي يرسمها - لا أقصد الرسّامَ الذي يبدو في الواجهة - لم يتغيّر، قد يكون هو الثابت وغيرُه المتحول فيجعل من الهزيمة المستديمة عنواناً للوحة عِوضَ التنمية المستديمة بشرياً ومادياً..
ويبقى السّؤال: القدسُ.. إلى أين؟
كاتب وقاصّ جزائري ـ عضو صحيفة ومنتديات العروبة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news