عذب الكلام

قصيدة «جراح فلسطينية» لمحمد القيسي:

ولو أنّ الطريق إليك ميسور

لما وهنت خطاي وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب

ولا سهدت عيونك في انتظار زيارة الأحباب

ولا ما بيننا حال العدى والموت والسور

ولكنّ الثعالب في ربوعك تزرع الأهوال

وتغتال ابتسام الصبح فوق مباسم الأطفال

يا دار، يا دار، لو عدنا كما كنّا

لأطليك يا دار، بعد الشيد بالحنّا

معتّقة جرار الحزن من عشرين في قلبي

أشيل عذابها الموروث في روحي وفي هدبي

ولا أسطيع إفلاتاً ونسياناً

وتصفعني عيون الغير في المنفى تعرّيني

تشير إليّ

أين تروح، أيّ هوية تحمل؟

فلسطيني، أجل إنّي فلسطيني

هويتي العذاب يظلّ مصلوباً على وجهي ويدنيني

من الينبوع في وطني، هناك بكفر عانة وجهي

المفقود وجهي الأصل

وأعبر دربي المزروع بالنظرات والعتمة

وأعبر دونما كلمة، ألوذ بصمتي المشحون بالمأساة

وأحضن حزني الموّار، أركن للأسى الخلاّق يبعثني

ويزهر في غد حقلاً من البسمات

أذيب به عذاباتي

وترحل عن فمي مرّ الحكايات

وتحملني الرياح على متون الشوق للأحباب

أعانق طفلة الفجر الجديد وأطبع القبلات فوق جبينها القمحي

وأشدو غنوة الفرح

تويتر