هوليوود.. أرباح جديدة على حساب القرصنة
كان السيناريو الذي كتب في هوليوود مشابها تماما لحرب القرصنة الجارية قبالة القرن الافريقي، الامر الذي اثار حربا في لوس انجلوس حول حقوق قصة القبطان الاميركي ريتشارد فيليبس، الذي كانت عملية إنقاذه الدرامية قد اثارت اعجاب الكثيرين في مختلف انحاء العالم. وبدأ المزاد بعد اقل من اسبوع من قيام الممثل الاميركي صامويل جاكسون بشراء حقوق نشر حياة خبير قرصنة كيني، حيث أراد أن يلعب دوره في فيلمه المقبل.
وكان القبطان الذي عاش لخمسة أيام فوق قارب صغير مع أربعة من المسلحين قبل ان تقوم البحرية الاميركية بقتل ثلاثة منهم، يعتبر من قبل وكالة الفنون الابداعية احد اكبر اللاعبين في هوليوود، وتقوم الوكالة بمساعدة القبطان كي يبحر في مياه تختلف تماما عما اعتاد عليه، وقدمت له عروض فيلم ناجح وتأليف كتاب، في الوقت الذي اندفعت فيه هوليوود نحو ايجاد افضل السبل لجني الارباح على حساب العالم الذي تزايدت فيه اعمال القرصنة في مياه الصومال. وقال ثيمايا باينين وهو مخرج افلام يعمل الان في الصومال لتصوير فيلم وثائقي حول القرصنة إن «هوليوود بدأت تهتم كثيرا بموضوع القرصنة منذ أول محاولة لاختطاف سفينة اميركية الشهر الماضي». وأضاف «منذ محاولة اختطاف سفينة ميرسك الباما، زاد الاهتمام كثيرا».
وفي الاسبوع الماضي، اعلن اندرو موانغورا (47عاما)، الذي يدير اتحادا للنقل البحري غير ربحي، عن دهشته لأن حياته ستكون موضوعا لفيلم ضخم. ويدير هذا التاجر السابق برنامج مساعدة السفن التجارية في افريقية الشرقية لأكثر من عقد من الزمان، وأصبحت مشكلة القرصنة هي المشكلة التي تؤرق كل حياته. وهو يقيم في مدينة مومباسا في كينيا، حيث اعتاد أن يكون مكتبه في كوخ، وهو يعمل الان من دون مكتب، معتمدا على نصف درزينة من الهواتف النقالة كي يحافظ على اتصاله بحركة السفن والمصادر وأصحاب السفن، وفي بعض الاحيان مع القراصنة أنفسهم.
وعندما ذهب اندراس هاموري ممثل شركة جاكسون اوبيت فيلم، و شركة اتش تو موشن» كي يوقع عقدا معه كان رده «لماذا انا؟ لماذا تطير كل هذه المسافة من اميركا كي تراني وليوم واحد ومن ثم تعود أدراجك؟». وأسهم موانغورا في تخليص سفينة «ام في فاينا» الاوكرانية التي تم خطفها اثناء طريقها لنقل اسلحة الى مومباسا في كينيا. وأحرج موانغورا السلطات الكينية عندما كشف عن ان الوجهة الحقيقية لتلك الاسلحة كانت السودان، الامر الذي يخرق الحظر الدولي المفروض على هذا البلد. وعندما اطلق سراح السفينة وجد موانغورا مذكرة اعتقال بحقه قبل وصول السفينة المفرج عنها الى مومباسا. ورفض السيد موانغورا ومحاميه فرانسيس كاديما تهمة تجارة المخدرات، التي أدرك انها تكتيك يهدف الى جعله يختبئ بينما تكون شحنة السفينة لاتزال في الميناء.
وعلى الرغم من أن هوليوود وآخرين يحاولون تصويره باعتباره مفاوضا، فإن السيد موانغورا يصر على انه غير مشارك بصورة مباشرة في مفاوضات اطلاق سراح السفن. وقال لصحيفة اندبندنت في مقابلة اجريت معه أخيرا في مومباسا»، يتصل بي الناس ويطلبون المساعدة «وكان قد وصل الى موعده مبكرا وأغلق هواتفه النقالة وقال انه يعتقد انه مراقب من قبل السلطات. وأضاف «هناك من لا يريد من اندرو موانغورا أن يقول الحقيقة»، وأنكر انه يقبض ثمن قيامه بالوساطات وقال انه يعتمد على التبرعات، ولكن قلقه على جمع التبرعات ربما يضيع وسط الاندفاع نحو تحويل قصص القرصنة الى افلام سينمائية. وقال المخرج الشاب باين «اشعر بالقلق من أن هوليوود يمكن ان تحول ذلك الى افلام كارتون، الامر الذي يعتبر عارا لأنهم إذا دققوا جيدا في الامر، فإن القصة الحقيقية ربما تكون اكبر من اي شيء يمكن تجميله»، ويبدو أن غلطة هوليوود الاولى قد ظهرت، واعترف السيد موانغورا بأنه لو أعطي الخيار فإن هذا الدور يمكن ان يلعبه الممثل المفضل في كينيا وهو دينزل واشنطن.