طرائف

قال الشعبي: كان شاب يجلس إلى الأحنف، فأعجبه ما رأى من صمته، إلى أن قال له ذات يوم: أود أن تكون على شُرف هذا المسجد، وإن لك مائة ألف درهم. فقال له: يا ابن أخي، والله إن مائة ألف لمحروص عليها، ولكني قد كبرت وما أقدر على القيام على هذه الشرفة، وقام الفتى، فلما ولى قال الأحنف: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

قال إسماعيل بن زياد: نشزت على الأعمش امرأته، وكان يأتيه رجل يقال له: أبو البلاد، فصيح يتكلم بالعربية، يطلب منه الحديث، فقال له: يا أبا البلاد، إن امرأتي قد نشزت علي وغمّتني، فادخل عليها وأخبرها بمكاني من الناس وموضعي عندهم، فدخل عليها فقال: إن الله قد أحسن قسمك، هذا شيخنا وسيدنا، وعنه نأخذ ديننا، وحلالنا وحرامنا، لا يغرك عموشة عينيه ولا خموشة ساقيه.

فغضب الأعمش عليه وقال: أعمى الله قلبك، قد أخبرتها بعيوبي كلها، اخرج من بيتي.

تويتر