سكان دبي يمشون نصف المسافة المطلوبة صحياً

أظهرت دراسة جديدة أجرتها شركة التطوير العقاري ذات التوجه العالمي، ليمِتلِس، أن سكان دبي لا يمشون سوى نصف المسافة التي يتعين عليهم قطعها للحفاظ على صحتهم، كما اعترف واحد من بين كل 20 شخصا بأنه نادرا ما يتنزه أو يذهب مشيا إلى مقصده.

ويخطو سكان الإمارة في المتوسط 5506 خطوات في اليوم، بدلا من الرقم الموصى به وهو 10 آلاف خطوة. وبينما يقطع مشاة دبي الأكثر نشاطا نحو 7900 خطوة يوميا في المتوسط، يقول 5٪ من السكان إنهم لم يذهبوا مشيا إلى أي مكان خلال الأسبوع الفائت، كما أظهرت الدراسة التي ستساعد ليمِتلِس على تلبية احتياجات الناس عند تصميم المشروعات، بحيث تؤخذ في الاعتبار نتائج الدراسة في المخـططات الرئيـسة التـي تضـعها الشـركة.

وقد شملت الدراسة، التي أجريت في مارس من العام الجاري 625 شخصا، من شرائح اقتصادية مختلفة وخلفيات عرقية ومكانية عدة، حيث تم التطرق إلى الأنماط التي يتبعونها في المشي واستخدام وسائل النقل، كما تم تزويد 188 مشاركا بعدادات مشي من أجل تتبع عاداتهم في المشي لمدة أسبوع.

وقد تبين أن نحو النصف 46٪ تحديدا، من الذين خضعوا لاختبار المشي الذي وضعته ليمِتلِس هم من المشاة النشطين، ويغطون 5000 خطوة في اليوم على الأقل في إطار وعيهم بضرورة المشي من أجل صحة أفضل، لتقليل الوزن أو تفادي مشكلات إيقاف السيارات، وكان واحد من كل خمسة تقريبا (19٪) غير نشط، يقطع أقل من 3000 خطـوة كـجزء من روتـينه اليـومي في المـكتب أو البيـت، بينما يقطع المتبقون من 3000 إلى 5000 خطوة.

وقال كبير المسؤولين التنفيذيين في ليمِتلِس سعيد أحمد سعيد، إن «انعدام النشاط الجسدي يمكن أن يكلف اقتصاديات العالم مليارات الدولارات حيث إنه يضع عبئا هائلا على الخدمات الصحية إلى جانب أيام العمل الضائعة بسبب الإجازات المرضية». ومما لا شك فيه أن المجتمعات التي تتوافر فيها الشروط المشجعة على المشي مع بنية تحتية مخطط لها بعناية تسهم في إيجاد مجتمع أكثر استدامة عبر تعزيز الاقتصاد وتحسين الحياة الاجتماعية، وتقليل الغازات الضارة المنبعثة من السيارات.

وأضاف سعيد أن ليمِتلِس تسعى إلى ترويج التفاعل والرخاء الاجتماعي من خلال تصميم مجتمعات مستدامة يمارس فيها المشي، وتكون مصممة بما يناسب البشر الذين يعيشون ويعملون فيها، وعلى سبيل المثال، فإن مشروعنا في دبي «وسط المدينة جبل علي» يتضمن مساحات عامة مفتوحة ومساحات مظللة وبدائل نقل عوضا عن السيارة تتسم بكونها قليلة التكلفة وصديقة للبيئة.

على القدمين أولاً

الآسيويون والغربيون هم الأكثر سيرا على القدمين، بمتوسط يبلغ على التوالي 6687 و6135 خطوة في اليوم، وطبقا للدراسة، فإن سكان بر دبي يسيرون أكثر من سكان أية منطقة أخرى (6416 خطوة)، كما أن الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 سنة يقطعون مسافة أكبر من تلك التي تقطعها المجموعات العمرية الأخرى، حيث يمشون يوميا 8128 خطوة، أي نحو 3000 خطوة زيادة على المتوسط.

كما أن السكان الأقل دخلا يتفوقون على الأعلى دخلا، فالذين تقل رواتبهم الشهرية عن 15000 درهم يمشون 31٪ أكثر من الذين يبلغ دخلهم 25000 درهم أو أكثر.

وأظهرت الدراسة أن السيارة هي وسيلة التنقل الأكثر شيوعا في دبي، مع أن مترو دبي سيقلل كما يفترض الاعتماد على السيارات، ويقود السكان سياراتهم بمعدل 24 يوما في الشهر، وقال 80٪ من الذين شملتهم الدراسة إنهم تنقلوا بالسيارة في الأيام السبعة الماضية، بينما قال 42٪ إنهم استعملوا سيارات الأجرة (تاكسي)، وقال 20٪ إنهم ركـبوا حـافـلات النـقل العـام، واستعـمل 14٪ وسـائل مواصـلات توفرها الـشركات التـي يعـملون بها، وتـنقل 8٪ بواسطة قوارب و6٪ على الدراجات.

وأصبح الوافدون يستعملون السيارة أكثر من السابق منذ قدومهم إلى دبي، حيث قال نحو نصف الغربيين وثلاثة أرباع العرب إنهم يستعملون السيارة أكثر من السابق ويمشون أقل نتيجة ذلك.

ويسبق سكان بر دبي بمسافات سكان المناطق الأخرى في المدينة، حيث يمشون أكثر من 6416 خطوة يوميا، يتبعهم عن كثب سكان القصيص (5983 خطوة) ثم ديرة (5295 خطوة) وسكان شارع الشيخ زايد والجميرا (5195 خطوة)، بينما يأتي في المركز الأخير سكان دبي الجديدة (4000 خطوة) الذين يعتمدون أكثر بكثير على السيارات.

فوائد المشي

ويقول أفراد المجموعات العرقية كافة، إن فوائد المشي الأساسية هي تحسين الصحة وتخفيف الوزن وتنشق الهواء النقي وزيادة النشاط والطاقة، لكن نحو ثلث الآسويين ونحو ربع الغربيين يمشون لضرورات التنقل الفعلي.

كما يمشي أفراد هاتين المجموعتين لتفادي مشكلات إيقاف السيارات (28 و24٪ على التوالي)، بينما يمشي واحد من كل خمسة آسيويين (19٪) إلى موقف الحافلات لأنه لا يملك رخصة قيادة ويعتمد على النقل العام.

ويقول تسعة من بين كل 10 سكان إنهم سيمشون أكثر لو كانت هنالك طرق مظللة تقيهم الحر، كما يقول العدد نفسه تقريبا (88٪) إنهم سيمشون أكثر في حال وجود حدائق محاذية للطرقات.

المشي في مراكز التسوق

بعد الأحياء والمناطق المجاورة، فإن مراكز التسوق تمثل الوجهة الأساسية لممارسة المشي في دبي، ويمارس المشي في مراكز التسوق نحو 99٪ من المواطنين ونحو87٪ من الوافدين العرب وثلاثة أرباع الغربيين وأكثر من ثلثي الآسيويين، وتستغرق زيارة المركز في المتوسط ساعة أو أكثر قليلا.

كما أن الشواطئ وخور دبي تحظى بالشعبية لدى المشاة من المواطنين (95٪) والعرب (95٪)، لكن بنسبة أقل لدى الآسيويين (54٪) والغربيين (44٪)، وتأتي الحدائق في مرتبة عالية لدى العرب.

أما التمارين الرياضية ولاسيما على بساط المشي المتحرك (تريدميل)، فهي الأكثر شعبية لدى الغربيين حيث يتمرن نحو ثلثهم (31٪) بشكل منتظم في صالات الجمنازيوم بمتوسط يبلغ 21 يوما في الشهر، مقابل 28٪ لدى الآسيويين و20٪ لدى المواطنين و15٪ لدى الوافدين العرب.

أجريت الدراسة لحساب ليمِتلِس من قبل «اي إم آر بي» في دبي، تجدون أدناه أمثلة عن ممارسات المشي في دبي ودراسات حالات حول المشاركين في البحث. يلي ذلك جدول بمشاوير على القدمين لذكر في السادسة والثلاثين من العمر متوسط البنية واللياقة، وذلك كجزء من البحث.


سكان الإمارات يمشون 5506 خطوات يومياً. - تصوير:سالم خميس

تويتر