عذب الكلام
قصيدة: «عاد المتيم» لعبدالغفار الأخرس:
عادَ المتيّم في غرامكَ داؤهُ
أهُوَ السليمُ تَعودُهُ آناؤهُ
فتأجّجت زفراته وتأهبتْ
جمراتهُ وتوقّدت رمضاؤه
حسبُ المتَيّم وجدهُ وغرامه
وكفاه ما فعلت به برحاؤه
بالله أيّتها الحمائم غرّدي
ولطالما أشجى المشوقَ غناؤه
نوحي تجاوبك الجوانح أنّة
وتظلّ تندب خاطري ورقاؤه
هيهات ما صدق الغرام على امرئ
حتى تذوب من الجوى أحشاؤه
إن كان يبكي الصبّ لا من لوعة
أخذت بمهجته فمِم بكاؤه
بترقرق العبرات وهي مذالة
سر يضرّ بحاله إفشاؤه
لا تذهبنّ بك المذاهب غرة
آرام ذياك الحمى وظباؤه
وبمهجتي من لحظ أحور فاتنٍ
مرض يعزّ على الطبيب شفاؤه
هل يهتدي هذا الطبيب لعلّتي
إن الغرامَ كثيرة أدواؤه
والليل يعلم ما أجَن ضميره
من لوعتي وتضمنَتْ أرجاؤه
مازلت أكتحل السواد بهجركم
أرقاً ويطرف ناظري أقذاؤه
حتى يشق الصبح أردية الدجى
وتحيل صبغة ليله ظلماؤه