طرائف

قال أبوالحسن الدامغاني، حاجب معز الدولة: كنت في دهليز معز الدولة، فصاح صائح بنصيحة، فاستدعيته، وقلت: ما نصيحتك ؟ قال: لا أذكرها إلا للأمير، فدخلت فعرفته، فقال: هاته، فأحضرته بين يديه، فقال: ما عندك؟ قال: أنا رجل صياد بناحية المدائن، وكنت أصيد فعلقت شبكتي بأسفل جرف، فاجتهدت في تخليصها، فتعذر ذلك علي، حتى نزلت وغصت في الماء، فإذا هي معلقة بعروة حديد، فحفرت، فإذا قمقم مملوء مالاً فرددته مكانه، وناديت لأعرف الأمير. قال الدمغاني: فانحدرت معه في الوقت إلى المدائن العتيقة، وقصدنا الجرف فوجدنا القمقم وقلعناه، وسعيت بنفسي في تتبع الموضع، فتقدمت إلى الصياد لاستقصاء الحفر، فوجدنا سبعة قماقم أخر مملوءة مالاً فحملنا الجميع إلى معز الدولة فسر به، فأمر للصياد بعشرة آلاف درهم، فامتنع من قبولها، وقال: الذي أريده غيرها! قال: ما هو؟ قال: تجعل لي صيد تلك الناحية، وتمنع كل أحد غيري من الصيد، فضحك الأمير، وعجب من جهله وحمقه، وأمر له بما سأل.

تويتر