العناد المُقدّس
ربما لم تصل نداءات عائلتي غاوي وحنون إلى مسمع العرب والمسلمين وأحرار العالم.. وربما إجهاش الطفولة الذابح تسمر في وسط الطريق.. مَنْ غير شعبنا تستباح محارمه في مثل هكذا شهر؟ أيها الراجعون إلى الخلف.. مشهد سوريالي فجائعي يضفضف بالحسرات والدمع اليابس، عائلتان قبالة بيتهما.. إنه التحديق في ذاكرة المكان ومكان الذاكرة.. تفاصيل الأيام الساجيات على أرفف الحلم.. ألعاب الطفولة الذبيحة.. يجلس الصغار ممتشقين كراساتهم المدرسية التي تطيرها الريح طائرات ورقية. مكابدةٌ يومية وحزن يضحك القلوب.. سيكون وجعٌ.. ويكون شردٌ.. ويكون بردٌ.. وتكون القدس.. فكيف ينعم العالم بلذة العيش وهؤلاء الشهداء الأحياء على قيد الحزن والتفجع والحرمان! كيف يلعب أطفال العالم وأطفال العائلتين يعصف بهم الأسى وتعول الأيام بين أيديهم.. إنهم والمئات مثلهم ممن أجبرهم على هدم منازلهم بأيديهم فكان العراء بيتهم والسماء سقفهم العالي.. إنهم قصة الصبر الفلسطيني والعناد المُقدّس.. والجسارة باستبدادها.. والإصرار على الكرامة حتى الحياة.
وإذا كان ثمة زمن للمعاناة والكروب، فسيكون زمنٌ قادمٌ يليق بالشهداء والأسرى والقابضين على تراب البلاد المحارب.. سيكون للصغار وقت وللأعياد وقت وللشجر الهتّاف على تلالنا الصابرات وقت.. وللحرية كل الوقت.. وإنها بلادنا الجديرة بالحرية والاستقلال.. وانه شعبنا العظيم قوس نارنا العارمة ورهاننا الأكيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news