30 ألف بريطاني يحتفون بفرقة «آبا»

لا تقتصر نظرة سكان لندن إلى «هايد بارك» على اعتبارها رئة لعاصمتهم المزدحمة. فالحديقة المترامية الأطراف تحظى بمكانة خاصة في قلوب اللنديين، لا تحظى بها أية حديقة أخرى. وظهرت المكانة الخاصة في اختيار راديو-،2 التابع لـ«بي بي سي»، لهايد بارك لتكون مكاناً للاحتفاء بفريق غنائي، له مكانة خاصة جداً لدى البريطانيين، على الرغم من جنسيته السويدية.

فبعد أكثر من ثلاثة عقود على احتلالهم قوائم المبيعات حول العالم، قدم «راديو-2» الشكر لفريق «آبا»الغنائي الذي شكل رمزاً لمرحلة كاملة من الموسيقى. وعلى الرغم من انتهاء مسيرة الفريق الغنائية في ،1983 إلا أن الفريق الذي تشكل في 1970 استطاع أن يجعل ثلاثة أجيال من عشاق الموسيقى مشدودين إلى موسيقاهم، كما أثبت الحفل الذي حضره أكثر من 30 ألف شخص، من جميع الأعمار والأمزجة والثقافات، ومن المعروف أنه لم يكن أعضاء الفريق الذي تشكل في السويد في 1970 يتوقع أن يحققوا كل هذا النجاح. ولم يكن أيضا أي من محبي موسيقى البوب في العالم يعلم أن فريقا سويديا يغني بالإنجليزية يمكن أن يلهب مشاعر محبي الموسيقى، وأن يحتل مكانة مميزة إلى جانب الفرق الكبيرة، مثل البيتلز ورولينغ ستونز.

كانت موسيقاهم الجيدة والخاصة بالطبع أحد الأسباب الأساسية في نجاحهم، ولكن السبب الأبرز وراء النجاح، كما يرى نقاد الموسيقى، يعود إلى أنهم واكبوا مرحلة موسيقية، عرفت باسم «موسيقى الديسكو»، وازدهرت في الولايات المتحدة والمدن الأوروبية خلال سبعينات القرن الماضي، وشهدت ذروتها مع فيلم «حمى ليلة سبت» الذي لعب بطولته الممثل الأميركي جون ترافولتا، وشكل انطلاقته إلى عالم السينما.

وتعتبر موسيقى «آبا» تعبيراً حقيقياً عن حقبة السبعينات التي شهدت تحولاً في المزاج العام للشباب في العالم. كان الجميع يحلم آنذاك بالسلام العالمي والخلاص من الحرب الباردة والرعب النووي. ولكن، لماذا يعود الناس لسماع أغانيهم الآن، وقد انتهت الحرب الباردة وتحول الرعب النووي إلى خوف من المستقبل.

سيدة بريطانية تنتمي إلى الجيل الأول من عشاق آبا قالت إن «الجيل الثاني والثالث من عشاق الفريق الغنائي يحاول الهروب من الركود الاقتصادي الذي يجتاح العالم في هذه الأيام، موسيقاهم المرحة تجعل الناس تحن إليها». في نهاية الحفل الذي رقص فيه أكثر من 30 ألفا على أغاني «آبا»، بدت «هايد بارك» وكأنها تحولت إلى آلة زمن عملاقة نقلت الجميع إلى زمن آخر، حتى من كانوا شباباً خلال حقبة « آبا» بدوا أكثر شباباً، وهم يستعيدون ذكرياتهم التي شكلت فصلاً كاملاً من تاريخ الموسيقى.

الأكثر مشاركة