هرتا مولر.. كتبت عن المحرومين وفازت بجائزة نوبل

هرتا مولر فاجأت الأوساط الثقافية العالمية بفوزها بجائزة نوبل للآداب. أ.ب

قلبت الكاتبة الألمانية هرتا مولر، الرومانية الأصل، قائمة ترشيحات جائزة نوبل للآداب رأساً على عقب، حيث أعلنت الأكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة، وقيمتها 1.4 مليون دولار أميركي، أمس، فوزها بالجائزة التي تعتبر أبرز جائزة أدبية عالمية. وعلى عكس توقعات تناقلتها وسائل الإعلام على مدى الأيام الماضية، حصلت هرتا ميلر على الجائزة، لقدرتها على «تصوير حياة المحرومين عبر تكثيف الشعر وصراحة النثر، لأعمالها المستوحاة من حياتها، في ظل ديكتاتورية نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا، وانتهى حكمه بإعدامه في 1989».

وشكل فوز ميلر (56 عاماً) بالجائزة مفاجأة للمؤسسات الثقافية والإعلامية، حيث أن الكاتبة لا تعتبر من الوجوه الأدبية ذات الأثر البارز في المستوى العالمي، وكان أول ظهور أدبي لها عبر مجموعة قصصية صدرت في 1982 بعنوان «المنخفضات»، تعرضت للمنع من الرقابة الرومانية، وبعدها بعامين، نشرت رواية «التانجو القمعي» عن الفساد والقمع في قرية تتحدث الألمانية في رومانيا.

ولدت مولر في 1953 في غرب رومانيا، لوالدين من أقلية تتحدث الألمانية. وكان والدها في الحرس الخاص النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وقام الشيوعيون الرومانيون بترحيل والدتها إلى معسكر اعتقال في الاتحاد السوفييتي بعد الحرب. وطردت من أول عمل لها كمترجمة، بعد أن رفضت العمل لحساب الشرطة الخاصة التابعة لتشاوشيسكو.

ومن بين أشهر رواياتها «جواز السفر» التي نشرت في 1986 في ألمانيا، و«الموعد» التي نشرت في ،2001 وتصف القلق الذي تعيشه امرأة بعد أن استدعتها مديرية أمن الدولة. وذكر رئيس بلدية قرية نيتشدورف إيان ماسكوفيسكو، وهي القرية التي تتحدر منها مولر، أن «المنزل الذي ولدت فيه أصبح الآن من أملاك الدولة، لكنها لاتزال تملك أرضاً، ورثتها هناك، على الرغم من أنها لم تزرها مطلقاً».

ووصفت هرتا مولر الديكتاتور الروماني السابق نيكولاي تشاوشيسكو، في مقال نشرته صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» في ،2007 بأنه «محدث نعمة، يستخدم الصنابير وأدوات الطعام المصنوعة من الذهب، ولديه ضعف خاص تجاه القصور». وقالت إن رومانيا أصيبت «بفقدان الذاكرة الجماعي، وإن سكان رومانيا يتظاهرون بأن ذلك الماضي اختفى، إن البلاد جميعها مصابة بفقدان الذاكرة الجماعي، رومانيا كانت مأوى لأعتى الطغاة في شرق أوروبا، وأكثرهم شراً بعد ستالين».

وأعرب قطاع النشر في ألمانيا عن سعادته «الكبيرة وغير المحدودة» بفوز مولر بجائزة نوبل للآداب، وقال رئيس رابطة تجار الكتب الألمانيةجوتفريد هونفيلدر أمس «قد يكون الأمر مفاجئاً، ولكنه مبهج»، ووصف مولر بأنها «واحدة من أعظم الأصوات عندنا، وهي تتسم بالقوة والرقي»، وشدد هونفيلدر على الحماس الشديد الذي يولده فوز امرأة ليست مسنة بجائزة نوبل.

يذكر أن مولر مرشحة مع خمسة أدباء آخرين للفوز بجائزة الكتاب الألماني، وسيعلن عن الفائز بها الإثنين المقبل في فرانكفورت. وقال عمدة برلين كلاوس فوفرايت إن مشاعر «المفاجأة والسعادة البالغة» اعترته لدى سماع نبأ فوز الأديبة التي تعيش في برلين بالجائزة. وأضاف «أهنئ مواطنتنا هيرتا مولر باسم جميع سكان برلين على هذا النجاح المبهر الذي ربما يكون فاجأها هي الأخرى».

وأكد عمدة برلين سعادته بحصول مولر على «أعلى تقدير في عالم الأدب»، بعد حصولها على جائزة الأدب في برلين عام .2005

فائزون

جان ماري غوستاف لو كليزيو «فرنسا» .2008

دوريس ليسينغ «المملكة المتحدة» .2007

أورهان باموك «تركيا» .2006

هارولد بنتر «المملكة المتحدة» .2005

ألفريدي يلينيك «النمسا» .2004

ماكسويل كويتزي (جنوب إفريقيا».2003

إيمري كرتيس «المجر» .2002

ف. إس. نيبول (ترينيداد / المملكة المتحدة» .2001

غاو كسينغجيان «الصين» .2000

غونتر غراس «ألمانيا» .1999

تويتر