الطريق إلى القدس

الطريق الى القدس.. هو ليس فيلماً سينمائياً أو مسلسلاً رمضانياً، وليس كتاباً يروي جمال وقدسية هذه المدينة، بل هو بكل بساطة يافطة بشكل مستطيل أزرق من السيراميك في وسطها كلمة «القدس» بالعربية والإنجليزية وتحتهما المسافة بين مكان تعليق اليافطة ومركز المدينة المقدسة.

هذه اليافطة أو اليافطات هي من إبداع الفنان خالد الحوراني، الذي أراد منها أن يجعل بوصلة المدن الفلسطينية تتجه إلى القدس، مسافة ومعنويات، كتابة وصورة، لتكون القدس ليست مجرد مدينة، بل عاصمة أبدية لدولة فلسطين.

وقال الحوراني «في كل مدن العالم هناك يافطات تبين المسافة بين المدن والقرى والعاصمة، ومدينة القدس تعتبر مدينة عالمية لها منزلة مميزة عبر التاريخ، فهي مهد الديانات الثلاث وتعيش تحت ظروف احتلالية يصعب التواصل والاتصال معها لذلك فهي تستحق هذا المشروع»، وأضاف «أردت من خلال الفن تجاوز العراقيل الإسرائيلية التي منعت ومازالت تمنع أي نشاط لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، لنؤكد أنها مدينة عربية، وعاصمة فلسطين الفلسطينية».

وتابع «بإمكان إسرائيل السيطرة على الأرض بحكم قوتها العسكرية، لكنها لا تستطيع السيطرة على الفكر والإبداع، فمن غير الممكن الوقوف أمام صناعة قطعة السيراميك». وأوضح الحوراني أنه يتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين الأكاديمية الدولية للفنون ولجنة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية ،2009 ويشتمل المشروع على تعليق 80 لوحة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، موضحاً أنه تم تعليق 50 لوحة كانت الأولى في القدس القديمة وكانت المسافة صفر، واللوحة الـ50 أيضاً علقت بالقدس خارج أسوار المدينة باللون الأحمر إشارة إلى الأخطار المحدقه بها، مشيراً إلى قيام بعض الجاليات العربية في العالم بتعليق اللوحة في منازلهم وشوارعهم.

وقال الحوراني «كل مواطن في العالم يستطيع المشاركة والحصول على تصميم اللوحة من خلال الموقع الإلكتروني وباستطاعته تعليقها على واجهة منزله أو في أي مكان يريده، وذلك تأكيداً على أن القدس قبلة للجميع». وأضاف لقد تم اختيار السيراميك لدلالته إلى الصناعة الفلسطينية الأصلية، ولتحمله التغيرات المناخية، وذلك في ظل قيام الحكومة الإسرائيلية بتغير أسماء المدن العربية وشطبها من قاموسها. وتمنى الحوراني من العائلات كافة والمدارس والهيئات المشاركة في تعليق اللوحة حساب المسافة التي تفصلهم عن القدس، وذلك تحدياً لمسلسل التهويد الذي تعاني منه المدينة