الزاوية الأفغانية.. ملتقى الحجاج والصوفيين

من يزور الزاوية الأفغانية يجدها مكونة من ساحة صغيرة تتوسطها حديقة صغيرة مزروعة بأشجار الليمون وفي منتصفها نافورة ماء، وعلى جوانب الساحة غرف للضيافة وديوان للزاوية، وفي الطابق العلوي جامع ومتوضأ وآبار مياه مع أقطعة أرض تحوي أشجار زيتون. هي مبنية على أالطراز العثماني، وداخل الديوان مخطوطة معلقة ومكتوبة بيد الوالي العثمانيأ عامأ 1846 تنصّ حينها على واجب تأمين المأكل والمشربأ لساكني الزاوية. أكانت الزاوية تعج سابقاً برجال يساعدون على التنظيفات بعد أسبوع حافلأ بذكرى المولد النبوي الشريف، أحد المناسبات الدينية والتي لا تمر من دون احتفال كبير يجتمع فيه الرجال والنساء ويستمعون إلى الدروس والأناشيد الدينية، كانوا يعملون بجد وبلا مقابل، لم يأخذوا استراحة أو يماطلوا في العمل، فقطأ يساعدون حباً في الله ثم الزاوية.

تاريخ الزاوية

وقال شقيق والي الزاوية من عائلة الأفغاني، والذي رفض ذكر اسمه الأول «تأسست الزاوية في عام أ3401 هجري، أنشأها والي القدس العثماني محمد باشا مع عدد من الزوايا المتخصصة بنشر الثقافة الصوفية في فلسطين والعالم العربي، كالأفغانية المتخصصة بنشر الثقافة الصوفية القادرية، وغيرها من الزوايا كالرفاعية والمَوْلَوِيَةِ والمغربية المعروفة «بأبي مدين الغوث» ولكن معظمها انقرض في فلسطين وبقيت الأفغانية تقوم بعملها، في الوقت الذي بقيت فيه الزوايا قائمة ومستمرة في دول شمال إفريقيا». وأضاف «سميت بزاوية «الأفغان» لكثرة المنتمين إليها وتقع في حارة الواد على بعد بضعة أمتار من الزاوية النقشبندية إلى الجنوب الغربي».

سر الزاوية

سر تميز الزاوية أنها بقيت بالشكل الذي تأسست عليه منذ 400 عام ولم تتحول إلى ملكية خاصة، إضافة إلى أنها لاتزال مستمرة بالاعتماد على الدعم الذاتي من تبرعات المحبين والمنتسبين. وعلى الرغم من أن بعض الناس ينظرون إليها على أنها نوع من البدع البعيدة عن الدين، فإنها تظل عامرة بالناس والمؤمنين بغض النظر عن اللون أو العرق.

والجدير ذكره أن وجـود الأفغان في بيت المقدس ويافا والرملـةأ قبل هذا التاريخ بكثير نظراً لاتجاه وفود الحجاج قبل أو بعد أدائهم فريضة الحج في ديار الحجاز إلى المسجد الأقصى لاعتبار الحج إليه فريضة، فكان الحاج أيجد متسعاً ومكاناً له في الزاوية.

وفي يومنا هذا يعدّ الأفغان الموجودون في فلسطين والحاملون لاسم بلدهم عبر عائلاتهم بالمئات، وهم موزعون ما بين القدس ورام الله.

هدف الزاوية

تهدف الزواية الأفغانية إلى تفعيل وتعليم مفاهيم الإيمان والإحسان حتى لا يكتفي المسلم بدرجة الإسلام فقط، فالفهم المتعمق للدين هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة من وجهة نظر أعضاء الزاوية التي تصل مساحتها تقريباً إلى 2000 مترمربع ويراعى زراعة الأشجار والزهور في الزاوية لأن المؤمن إذا أراد أن يختلي عن الدنيا وما فيها يشعر بأنه يملك أرضاً وداراً وفضاءً فيتأمل الكون ويتصوف.

ومع انقطاع الحجيج أصبحت الغرف مدارس صوفية إيمانية بحتة لا شروط للانتساب إليها أإلا الرغبة في التعلم.

أنشطة الزاوية

المجالس العلمية والدروس الدينية وحلقة الذكر تقام كل جمعة واثنين بشكل دوري، ويقبل الناس عليها، وتحتفل الزاوية بثلاث مناسبات دينية رأس السنة الهجرية المولد النبوي والإسراء والمعراج وشهر رمضان، مع غداء عام ومطبوعات دينية، وكلمات للعلماء سواء في العلوم أو الفقه، وبعد مغيب الشمس تبدأ فرقة أناشيد بيت المقدس بزيها المميز بالغناء.أ

تويتر