حكاية القدس التي تتغيّر

المعرض يقترب من معاناة الفلسطينيين اليومية. أ.ف.ب

«ظل المدينة الآخر» هو عنوان المعرض الفني الدولي الذي يستضيفه مركز «حوش الفن الفلسطيني» في القدس، ويرسم صورة للتغير الذي لحق بالتركيب المعماري والمدني للمدينة المحتلة. ويسعى المعرض الذي يقام ضمن فعاليات «القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009» إلى إلقاء الضوء على صورة مختلفة للقدس وسكانها. وقالت حنان وكيم، من المكتب الإعلامي لـ«حوش الفن الفلسطيني»، «نسمع كثيراً عن القدس والروحانيات، ويتجاهل الجميع الحياة اليومية الحافلة بأنواع الضيق والأزمات. القدس ليست مدينة رومانسية ،بل فيها عائلات تطرد من بيوتها، ومنازل تهدم».

يضم المعرض أعمال 26 فناناً فلسطينياً وعربياً وأجنبياً، منها لوحات مرسومة وتماثيل وأفلام وتسجيلات مصورة وصور ونصوص مكتوبة. وتشارك الفنانة شروق حرب في المعرض بعمل عنوانه «كتاب التوقيع»، يضم توقيعات رجال اسمهم محمد. وتشير بيانات مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني إلى أن 13.5٪ من الفلسطينيين يحملون اسم محمد.

وقالت شروق حرب «المرجع دائماً كان توقيع السلام، والأشياء الثانية كانت ردود الفعل التي وجدتها من الذين رفضوا التوقيع»، وترتبط معروضات عديدة في «ظل المدينة الآخر» بالراهن الاجتماعي والسياسي. واستخدمت الفنانة رنا بشارة وسائد رتبتها في تشكيل خاص لعملها الذي يحمل عنوان «الوسادة»، للتعبير عن حياة ثلاث أسر فلسطينية طردتها الشرطة الإسرائيلية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، قبل أن تنتقل أسر يهودية إلى تلك المنازل. وذكرت الشرطة أنها تنفذ أوامر بالإخلاء، صادرة من محكمة إسرائيلية أيدت مزاعم جماعة تمثل المستوطنين اليهود، عن امتلاكها الأرض المبنية عليها المنازل، بناء على مستندات ترجع إلى القرن الـ.19

ويمثل «الوسادة» العائلات الفلسطينية التي طردت من ديارها، وأصبح أفرادها لاجئين بعد .1948 وقالت رنا بشارة «الوسادة تعني الراحة.. الاطمئنان.. أن ينام أحدنا في بيت لا يخاف أن يطرد منه بعد ساعه. هذا المعرض يجسد معاناة الشعب الفلسطيني منذ النكبه ».

ومن الفنانين الأجانب الذين شاركوا بأعمال في المعرض البريطاني، آنا بوجوم، والتي رسمت في عملها «مع طيران الغراب» خطاً أحمر، يقسم خريطة لبريطانيا يمثل بمقياس الرسم 709 كيلومترات، وهو طول الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية وحولها. واعتبرت زائرة لمعرض «ظل المدينة الآخر» تدعى ناهد أبو عصبة أن المعرض يعكس جوهر معاناة أهل القدس. وسينتقل المعرض الى الضفة الغربية بعد انتهائه في القدس نهاية أكتوبر.

وقال زائر آخر للمعرض، يدعى خالد القواسمي، «المعرض يعكس حضارة القدس، وكيف يغير الإسرائيليون معالم الحضارة العربية». وأتاح المعرض فرصة لفنانين فلسطينيين وعرب لا يستطيعون زيارة القدس، للتعبير عن إحباطهم من خلال تسجيل مصور للوحة مواعيد وصول وإقلاع الطائرات في أحد المطارات، منها رحلات جوية إلى القدس مكتوب أمامها جميعا «تأخير».
تويتر