دبي الحاضر بعــدسة عمرها 170 عاماً
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.147228.1462811992!/image/image.jpg)
مارتن بيكا: المغامرات الفنية ليست كل شيء. تصوير: باتريك كاستيلو
يستعرض الفنان العالمي، مارتن بيكا، مجموعة من أبرز معالم دبي الحديثة، عبر آلة تصوير تقليدية تعود إلى 170 عاماً مضت، مستغنياً عن خيارات تقنية وفنية يمكنها أن تلعب دوراً كبيراً في إضفاء أبعاد جمالية لـ40 صورة فوتوغرافية، تحضر في معرض «تحولات دبي» الذي افتتح أول من أمس، في «قرية البوابة» في «مركز دبي المالي العالمي»، ضمن معرض«الربع الخالي» الذي يستمر حتى 28 نوفمبر المقبل .
سيرة
شارك في معارض فنية عدة، وبشكل خاص في ألمانيا وفرنسا، وله مجموعات مصورة تحتفظ بها المكتبة الوطنية في فرنسا، ومتحف الكرنفال باريس، ومركز ماريون للتصوير الفوتوغرافي سانتا في نيو مكسيكو في الولايات المتحدة الأميركية. و أحدث مجموعاته، بخلاف «تحولات دبي»، فهي الجديدة الخاصة بالولايات المتحدة الأميركية في فرنسا وبلجيكا والتشيك. وخصص مارتن بيكا أيضاً جزءاً من وقته للبحث في تاريخ التصوير الفوتوغرافي والتدريس، ومن أشهر مؤلفاته المشتركة في هذا المجال «كيمياء التصوير» الذي طُبع في باريس في 1999 . |
وقال بيكا لـ«الإمارت اليوم» «التطلع إلى مغامرة فنية جديدة ليس كل شيء، على الرغم من لذة التجريب، في ما يتعلق بعوالم الفنون بشكل عام، وفن التصوير الضوئي خصوصا». ويوضح أن الفيصل بالنسبة إليه هو «إعادة الاعتبار لفن التصوير الضوئي الذي اعتقد بعضهم في غمرة ثورة التكنولوجيا الحديثة أنه أضحى وظيفة أكثر من كونه فناً تحدد جمالياته وتصنعها دقة الآلة، وليس العنصر البشري الذي تنسحب من تحت قدميه، في ما يتعلق بهذا الفن، أي إقرار بمهارات ذاتية، تمنح صاحبها لقب فنان».
وعلى الرغم من ذلك، فإن التحدي المهني، وجاذبية استعارة آلة تصوير تعود إلى قرنين مضيا، بكل ما يحمل ذلك من لذة التجربة، هما السببان الحصريان وراء «تحولات دبي»، كمعرض فني يرصد حاضر المدينة بعدسة الماضي، لأن دبي، حسب مارتن بيكا، لم تكن عنصراً محايداً في التجربة، بل «هي المؤثر والمحرض الأول على الفعل الإبداعي، بفضل حركة عمرانية نشطة تحدت الزمن، وحافظت على جماليات هندسية، احتفظت للإمارة بطابعها العريق، في الوقت الذي قامت فيه بتطوير شامل لبنيتها التحتية، في مقاربة صعبة بين احتفاظ المعالم بأصالتها، والتطوير الشامل».
ويبدو إخلاص دبي في المزج بين ثنائية الأصالة والمعاصرة مدخلاً منطقياً بالنسبة لـمارتن بيكا لرصد «تحولات دبي» في صور فوتوغرافية شكلت قوام المعرض، إضافة إلى جمعها في دفتي كتاب يحمل العنوان نفسه، عبر الإخلاص لقيم فنية معاصرة، ولكن، بوساطة آلة تصوير خشبية قديمة، وباستخدام التقنيات نفسها التي كانت متبعة قبل 170 عاماً، لتأكيد فكرته بأن التصوير الضوئي في حال الإخلاص لقيمه الفنية. وبغض النظر عن الجيل التقني لآلة التصوير، فإنه يبقى قادراً على التقاط اللحظة الحاضرة وتخليدها للأبد.
ويصاحب المعرض عرض كاميرا قديمة تعود إلى عام ،1857 إضافة إلى غرفة مظلمة لتظهير الصور، تعود إلى الفترة نفسها.
عمد مارتن الذي التقط الصور التي يضمها المعرض في 1998 إلى إيجاد صدام بين الماضي والحاضر، بحيث تأخذنا المفارقة الظاهرة في الصور بين المكان والزمان، بعيداً عن توقعات معتادة حول دبي. وعند تأمل الصور التي تركز على التصميم المعماري والتخطيط المدني لدبي المعاصرة في القرن ،21 يبدو أن الزمن يمتد، وأننا ننظر إليها من المستقبل البعيد. ويكون الانطباع الأخير أن المدينة بشوارعها وأماكنها وجسورها وطرقها تبدو وكأنها معالم تذكارية تاريخية.
وتم تصوير مواقع الإنشاءات الضخمة التي تشهد على تحولات دبي، بوساطة أداة تصوير خشبية كبيرة، وباستخدام الورق المشمع كمسودة للفيلم، وهي طريقة التصوير التي اخترعها غوستاف لو جراي قبل نحو 160 عاماً. وكان تظهير الصور يتم على ورق «ألبومين»، ومن ثم يجري توضيحها باستخدام الذهب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news