«كركتر دبي».. أبطال يقفزون من التلفاز

شخصيات عاشت في الوجدان تتحرك في أرجاء المعرض. تصوير: لؤي أبوهيكل

أكد سـمو الشـيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، ان المعارض التي تجمع تحت سقفها المستثمرين وأصحاب الأعمال والمهتمين بصناعة الشخصيات الكرتونية، بالإضافة إلى ممثلي الشركات المصنعة والمبدعين والمصممين والشركات التجارية العاملة في هذا المجال؛ من شأنها أن تسهم في الارتقاء الفكري وتبادل الخبرات بين هذه الأطراف مع بعضها بعضاً، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه أن يعزز صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني داخل الدولة وخارجها. جاء ذلك خلال افتتاح سموه أمس، معرض «كركتر دبي 2009» الذي يستمر حتى يوم غد في مركز دبي التجاري العالمي.

شعور غريب لابد أن يراودك، وأنت تجوب أروقة هذا المعرض، حيث تجد نفسك محاطاً بشخصيات كرتونية رافقت طفولتك وكانت جزءاً من وجدانك ونموّك، ليكون الأمر برمّته يشبه حلم شخصياته أبطال قفزوا من التلفاز، وكان في استقبالهم بابتسامتهم العريضة «مدهش» الشخصية الإماراتية الكرتونية الأكثر شهرة في المنطقة والعالم، وتجاوز عمرها 10 سنوات.

أكثر من 300 شخصية كرتونية من مختلف أنحاء العالم (4٪ منها من داخل الإمارات) اجتمعت تحت سقف معرض «كركتر دبي 2009». وعلى الرغم من حداثته، إلا أن المعرض استطاع أن يتجاوز هدفه المتمثل في توفير منصة مثالية، للتواصل بين مسؤولي الشركات التي تمنح التراخيص وحقوق الاستخدام للعلامة التجارية الخاصة بالشخصيات الكرتونية، إلى إيجاد جو من التقارب الثقافي بين هذه الشخصيات التي شوهدت من غالبية الأطفال في العالم وشكلت لديهم ثقافة متقاربة بشكل أو بآخر. مثل مغامرات «سبايدر مان وسوبر مان وياهو ذات العيون الكبيرة والجاحظة، واصدقائها ودنج الكورية وغيرها».

وقالت الرئيسة التنفيذية لمكتب مهرجان دبي للتسوق، ليلى سهيل، لـ«الإمارات اليوم» «من الأهداف الرئيسة للمعرض التعريف بشخصية (مدهش) عالمياً، وهي شخصية استطاعت أن تدخل بيوت معظم الناس حول العالم، ونأمل في المستقبل القريب أن يتحول علامة تجارية تكتسح الأسواق العالمية، ولا تقل عن أية شخصية كرتونية، غربية أو عربية»، وشددت على أن المعرض يحمل بين أروقته تاريخاً حافلاً من مسيرة الشخصيات الكرتونية المتعددة الجنسيات، وهو أمر لايختلف كثيراً عن خصوصية دبي التي تجتمع فيها جنسيات من كل أرجاء العالم بكل محبة وسلام.

يوفر المعرض أكثر من 45 ركناً ترفيهياً تجمع اللعب مع الشخصيات والرسم على ألواح قماشية، تحت مسمى «صور دبي» وتعطي الفرصة للزوار أن يحكوا دبي من خلال رسـومات ودلالات تعنــيهم، إلى جانب «عالم مدهش» بعروضه الغنائية والموســيقية الموجهة للأطفال تؤديها فرق من مختلف أرجاء العالم، وشخــصيات كرتونية معروفة لدى الجميع تقدم اســتعراضات لها عــلاقة ببث عناصر التوعية والتربية وبث فضائل الاخــلاق في نفوسهم.

وقالت سهيل «علاقة الطفل مع شخصياته المحببة تخلق له جواً من الثقة التي يجب أن تكون متبادلة، ويجب أن تكون الشخصية الكرتونية تتميز بأخلاق حميدة». وأضافت «الجميع يعي أن الطفل في بداية عمره يلجأ إلى تقليد قدوته، وغالباً تكون شخصيات الكرتون قدوة لأطفالنا»، وأوضحت أن «كركتر دبي 2009 يحمل أكثر من رسالة يوجهها إلى زواره، إضافة إلى هدفه الاقتصادي الذي يسعى من خلاله إلى عولمة الشخصيات الكرتونية الإماراتية».

«فريج» و«خوصة بوصة»

كان «فريج» بشخصياته المحببة للجميع حاضراً في معرض «كركتر دبي ،2009» حيث نجد منزل أم خماس بتفاصيله، وذلك الاجتماع اليومي مع بقية شخصيات هذا العمل الكرتوني الإماراتي الذي حقق شهرة واسعة. وفي الجانب الآخر، نجد بقالية خان أكبر أصغر الذي يبيع منتجات حقيقية من «فريج».

وهناك عبود زخوه الطفل الإماراتي المحبب في «فريج» وحفيد أم سعيد يلهو ويلعب أمام زوار المعرض. ولا تتوقف أم خماس عن الاحتجاج بصوتها الجهوري، وأم علاوي المثقفة الواعية تدور المعرض وبيدها كتاب وقصص. وتجلس أم سلوم في المنزل، تحلل جميع الجمل التي استمعت إليها من المارة، ويكون جوابها دائما متأخراً بطريقة فكاهية وقريبة من القلب.

ولشخصيات المسلسل الكرتوني «خوصة بوصة» الذي عرض الجزء الأول منه في رمضان الماضي جناحهم الخاص، ليتواصلون مع معجبي المسلسل من خلال مجسّمات كرتونية وقماشية.

تويتر