ميريام نار على خشبة «يا سلام»
ساعة من الرقص الناري شبه المتواصل؛ قدمتها الفنانة اللبنانية ميريام فارس أول من أمس، على كورنيش أبوظبي، خلال مشاركتها في أولى سهرات مهرجان «يا سلام»، وسط جمهور شبابي كبير تنقلت فيه الفنانة بين مختلف أشكال الرقص الشرقي والغربي، وأفردت مساحة واسعة للرقص الخليجي الذي أدته ببراعة، وعلى طريقتها الخاصة. وتضمن الحفل فقرة فنية للنجم فارس كرم، والفرقة الغنائية «فريشلي غراند» من جنوب إفريقيا.
وأقيم الحفل ضمن مهرجان «يا سلام» واحتفالات العاصمة أبوظبي باستضافة سباقات «الفورمولا1»، ومشاركة مجموعة من النجوم من مختلف أنحاء العالم يقدمون فنونهم على مدى خمسة أيام. وضم أربع فقرات لمدارس وتجارب فنية مختلفة، بدأت بفقرة الفنان الأردني كمال مسلم، قدم خلالها معزوفات جمع فيها بين الأنغام الشرقية والعربية من جهة والموسيقى العالمية من جهة أخرى مثل الجاز والفلامنكو.
ومع اقتراب موعد فقرة الفنانة ميريام فارس، بدأ عدد الجمهور يتزايد بشكل ملحوظ، وعند الثامنة والنصف، ارتفعت أصوات الجمهور وهتافاتهم مطالبة بظهور نجمتهم، واستمر انتظارهم نصف ساعة أخرى، أخذ خلالها أعضاء الفرقة الموسيقية أماكنهم على المسرح، وداعب بعضهم الجمهور بعزف بداية مقطوعة موسيقية ليتحمس الجمهور معتقداً أن الفقرة ستبدأ، وقابل الجمهور الدعابة بالضحك في البداية، ثم عاد لاستهجانها عندما تكررت.
في التاسعة تقريبا؛ ظهرت ميريام فارس على خشبة المسرح، مرتدية بدلة رياضية ضيقة باللونين الأبيض والأزرق الفاتح، استوحي تصميمها من أزياء سائقي سيارات الفورمولا، وهي تغني «واحشني إيه». وعلى الفور، انخرطت في أداء رقصاتها التي اشتهرت بتقديمها في أغنياتها المصورة، والتي كانت ومازالت محل جدل لما يجده فيها كثيرون من إيحاءات وحركات تتجاوز الرقص المعتاد.
بعد انتهاء الأغنية، تحدثت فارس إلى الجمهور بلهجتها اللبنانية و باللغة الانجليزية، معربة عن سعادتها بزيارة أبوظبي والإمارات التي تجمع مختلف جنسيات العالم على أرضها، لتعود بعدها للغناء وتقدم أغنية «أنا عمري أتولد من جديد»، ثم أغنية «ماشي براحتك» ، وتواصل خلالهما رقصاتها التي عكست بوضوح ما تتمتع به الفنانة الشابة من رشاقة ومرونة، لتنتقل بعد ذلك إلى الغناء باللهجة الخليجية، وتقدم أغنيتها «مكانه وين»، مصحوبة بفقرة من الرقص الخليجي، توقفت خلالها عن الرقص لتسأل الجمهور بدلال «كيف ترقصون في أبوظبي؟» لتعود وتؤدي حركات الرقص الشعبي السائد في الإمارات والمنطقة، ببطء ودلال وإتقان، وسط صيحات وهتاف الجمهور الذي رفع صورة كبيرة لها.
بعد ذلك، قدمت ميريام أغنية «بتقول إيه»، ثم الأغنية الشهيرة «حبيبي يا عيني»، وواصلت الرقص خلالهما. ومن الأغنيات الراقصة، انتقلت إلى تقديم أغنيتها «مش أنانية»، وعلى الرغم من طابع الأغنية الرومانسي، إلا أن مريام صحبتها بأداء راقص أيضا امتد إلى الأغنية التالية لها، وهي أغنية «سواح» للراحل عبد الحليم حافظ، حيث توقفت فيها وهي تسأل الجمهور «في مصر كيف يرقصون؟»، ثم تسارع بتقديم الإجابة عبر وصلة راقصة، جمعت فيها ملامح من أبرز الرقصات الشعبية في أقاليم مصر.
ومن التراث الشامي، قدمت أغنية «جسر الحديد انقطع»، تلتها أغنية «عالندا الندا»، بعدها طلبت من الجمهور اختيار الأغنية الأخيرة التي ستقدمها، قبل ان تنصرف، حيث عليها ان تستقل الطائرة إلى قطر لتحيي حفلاً آخر هناك، ليستقر اختيار الجمهور على أغنية «أنا والشوق»، وبالطبع تخللتها وصلة حامية من الرقص، دعت الكثير من الجمهور الحاضر للتعجب من قدرة ميريام على الرقص والغناء طوال ساعة كاملة باللياقة نفسها. وقبل أن تترك المسرح، ألقت ميريام فارس، بناء على هتافات الجمهور، المنشفة التي كانت تستعملها لتجفيف عرقها بين الأغنيات على الجمهور الذي حاول التقاطها ليفوز بها أحد المعجبين.
وكانت الفقرة التالية من الحفل لفرقة «فريشلي غراند» من جنوب إفريقيا، ولذا، بدأ ينسحب جانب من الجمهور العربي الذي فضل ممارسة أنواع أخرى من الأنشطة والفعاليات الترفيهية التي تتوافر في المنطقة، في حين بدأ يتزايد عدد أصحاب البشرة السمراء من أبناء القارة الإفريقية، والذين حرصوا على متابعة الفرقة التي قدمت أغنيات وألحانا مزجت فيها بين الألحان الفلكلورية الإفريقية وموسيقى الجاز والبلوز والروك.
واختتم الحفل الفنان اللبناني فارس كرم الذي ظهر على المسرح مع منتصف الليل تقريباً، حيث كان جانب كبير من الجمهور انصرف ليتمكن من الذهاب إلى عمله في اليوم التالي، على الرغم من أن معظم الحضور في بداية السهرة كان يرغب في سماع كرم ومتابعة فقرته. وقدم كرم في فقرته التي ارتدى فيها ملابس كاجوال، جاءت مناسبة للمكان وطبيعة المناسبة، تكونت من تي شيرت أبيض اللون وبنطلون جينز مع حذاء رياضي، مجموعة من أغنياته التي اشتهر بها وأحبها جمهوره، مثل «في شارع الحمرا»، و«نسونجي»، و«التنورة»، و«ختيار عالعكازة»، وقام خلالها بالرقص على المسرح، بمصاحبة عازف الطبلة التقليدية في فرقته، والذي قام بدوره بأداء حركات أثار بها حماس الجمهور. وحرص كرم على تقديم أغنيته الجديدة «الغربة» التي تجاوب معها الجمهور، ثم عاد ليختتم بها فقرته.