المصابيح الموفّرة للطاقة تحيل «التقليدية» إلى التقاعد

ربما كانت أيامه معدودة، إلا أن المصباح الكهربائي يستحق استعادة تاريخه الطويل، وهو في طريقه إلى الزوال، لمصلحة التطور التكنولوجي.

رأى ضوء المصباح الكهربائي النور لأول مرة في أكتوبر ،1879 بعد اختراع الأميركي توماس ألفا أديسون فتيلة كربونية، ظلت تحترق على مدى 40 ساعة.

بعدها بثلاثة شهور، وبالتحديد في 27 يناير ،1880 اكتسب أديسون براءة الاختراع، وبدأ الانتاج الضخم التجاري، وكان هذا علامة فارقة في العمر الافتراضي لمصباح الغاز والشمعة، كمصدر للضوء الصناعي فى البيوت والمصانع، وكان ثمرة جهد سنوات عديدة من التجارب لمخترعين آخرين تعود لعام ،1802 بيد أنه إلى أن تمكن أديسون من الوصول إلى حل للمشكلة، فإنه ما من أحد تمكن من الوصول إلى مصباح ضوئي عملي. كانت النسخ السابقة من المصباح الضوئي تظل مضاءة لسويعات عدة فقط، لكن أديسون حقق اختراقه باستخدام فتيلة كربون، أو ملف سلك عار ومتصل ببلاتين متصل بسلك، ووصف في طلبه الحصول على براءة اختراع، وتطورالنجاح بإيجاد فراغ داخل الانتفاخ الزجاجي للمصباح.

قدم أديسون فكرته للجماهير في 31 ديسمبر ،1879 عندما صار كريستي ستريت في بلدة مينلو بارك أول شارع في العالم يضاء باستخدام مصباح كهربائي، كانت مينلو بارك أول موقع لأول مختبر صناعي لأديسون، وسميت المدينة التي تقع على بعد 50 كيلومترا من مانهاتن باسمه في .1954وأقيم برج ضخم ذو قبة تمثل مصباحا كهربيا تكريما له، وكان مختبر أديسون في مينلو بارك (نيو جرسي) رائداً لحدائق التكنولوجيا الحديثة، ودفع ثمنه مع تقديم أول نظام هاتفي له. وشهد المختبر البحثي مولد أول فونوغراف، وهو جهاز يسجل الأصوات على أسطوانة، ثم افسح الطريق لأول تسجيلات غراموفونية. وبعد الاختراع، صارت مينلو بارك رسميا «مسقط رأس التسجيلات الصوتية». أشرف أديسون بعد ذلك على نظام رائد للسكك الحديدية الكهربائي، يستخدم جسور الإشارات والأسلاك كما تقول سجلات المدينة، وحصل أكثر من 400 اختراع خرجت من تجارب أديسون في مينلو بارك على براءة اختراع. توفيت زوجته ماري ستيلويل في 1884 عن عمر يناهز 29 عاما فقط، ودفعه هذا للانتقال شمالا إلى ويست أورانج (نيوجرسي)، حيث واصل أبحاثه لمدة 47 عاما، قبل أن يتوفى عن عمر يناهز 84 عاما في أكتوبر .1931 وعند وفاته، كان ثمة 41093 براءة اختراع باسمه، وأصبح مصباحه الكهربائى أحد أشكال الإضاءة ذات الكفاءة المحدودة، وقد بدأ الاتحاد الأوروبي بالفعل في إلغاء المصابيح الكهربائية التي من المفترض أن تختفي من المحال بشكل كامل على مدى السنوات القليلة المقبلة، لمصلحة مصابيح من الفلورسنت الموفرة للطاقة .

تويتر