بيونسيـــه».. عـروس علــى منصة «ياس»

40 ألف شخص حضروا حفل بيونسيه في منصة جزيرة «ياس» للاحتفـــالات. تصوير: جوزيف كابيلان

المكان : جزيرة ياس في أبوظبي.

الحدث : حفل الفنانة العالمية بيونسيه.

وبين المكان المميز الذي لم يكن قبل أعوام أكثر من فضاء، والحدث الفني الأول من نوعه في المنطقة، علاقة وإغواء، دفع بأكثر من 40 ألف شخص (حسب تقديرات اللجنة المنظمة) إلى الحضور والانتقال عبر كورنيش أبوظبي إلى جسر الشيخ خليفة الذي تم افتتاحه منذ أيام، والذي يعتبر صرحاً حقيقيا، بدد حالة الخوف التي كانت عند الجميع من إمكانية الوصول إلى الجزيرة مع هذه الأمواج البشرية. ولم يكن مستغرباً أن يتسبب حفل بيونسيه التي تعتبر من بين 100 شخصية هي الأكثر تأثيراً في العالم، وأغلى نجمة استعراض تحت سن الـ،30 بحالات إغماء تجاوزت 16 حالة، إضافة إلى حالات صعوبة في التنفس كانت في معظمها لفتيات، ما عدا حالة واحدة لرجل صيني.

 
لفتة طيبة

كشف مسؤولو وحدات الإسعافات الأولية التي تمت إقامتها في مكان الحفل عن تلقيهم نحو 16 حالة إغماء من جمهور الحفل. وفي التفاتة طيبة؛ تم إقامة منصة خاصة في مكان العرض ليجلس عليها أفراد الجمهور من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليتمكنوا من متابعة الحفل من دون مشكلات، وبالفعل، أعرب عدد منهم عن تقديرهم لهذه اللفتة.


لم تبخل بيونسيه على جمهورها في «منصة ياس للاحتفالات» إن كان بالغناء أو الرقص أو الملابس التي كانت تبدلها بين الأغنيات بسرعة كبيرة، حيث كان يتم ذلك في ثوان ، تطفأ فيها أضواء المسرح، ثم تضاء ليفاجأ الجمهور بظهورها بزي مختلف، وتنوعت ألوان الأزياء التي ارتدتها بين الذهبي والأبيض والأسود، وبدت بيونسيه في أغنية «إيفا ماريا» كعروس ناعمة، بعد أن أضافت راقصات مساعدات في فرقتها ذيلا واسعا للزي الذي ترتديه، ليبدو مثل فستان العرس ووضع طرحة عروس مزينة بتاج من الكريستال على رأسها. وفي أغنية «أخيراً»، احتلت شاشات العرض الثلاث التي كانت تحيط بخشبة المسرح مقاطع مع حفل تتويج الرئيس الأميركي باراك أوباما، ظهر فيها وهو يراقص زوجته ميشيل، بينما كانت بيونسيه تغني فيه.

مكان

ومن هنا، ساهم المكان والحدث في إضفاء طابع خاص على الأمسية التي أقيمت أول من أمس، ولم تكن مشاهدة بيونسيه عن قرب وهي تؤدي أغنياتها السبب الوحيد لمشاعر الحماس التي سيطرت على كثيرين، بل أيضاً اكتشاف ملامح الجزيرة المميزة التي لم يكن الوصول إليها صعباً مع اللافتات الإرشادية على جانبي الطرق. ومن المدخل الخارجي للجزيرة، تجد رجال الشرطة والمسؤولين عن تنظيم الحضور في استقبال السيارات، كما ستجدهم في كل مكان على الجزيرة وطرقاتها الحديثة والمتداخلة، في جهد مميز لا يمكن تجاهله، وللوصول إلى مركز الجزيرة ومكان إقامة الحفل الذي تنظمه «فلاش للترفيه» في منصة الحفلات الجديدة، والتي تم بناؤها خصيصاً للمناسبة في عالم «فيراري» على الجزيرة، حيث تم تقسيم مواقف السيارات، وفقاً لألوان التصاريح التي حصل عليها الجمهور مسبقاً ، ومن دونها لا يمكن الدخول إلى الجزيرة.

أمواج بشرية

في مكان الحفل، احتشدت أمواج من الجماهير، ولم يمنع الازدحام وارتفاع درجة حرارة الجو في المكان مشاعر الترقب التي سادت الحضور، وعبر عنها بالهتاف باسم المغنية السمراء الشهيرة مطالباً بظهورها، وهو ما حدث في الساعة الثامنة تقريباً، حيث سطع المسرح الضخم بإضاءة قوية، وظهرت معها بيونسيه وهي تهبط ببطء من مدرج تم وضعه على المسرح، وترتدي زياً أقرب إلى ملابس السباحة باللون الذهبي، وظهر بوضوح احتفاظها بالمظهر الرشيق الذي اكتسبته قبل فترة للقيام ببطولة فيلم «فتاة الأحلام»، بعد اتباع حمية قاسية اعتمدت فيها على تناول الكثير من المياه مع الفلفل الأحمر، وهو خليط يقلل من الإحساس بالجوع، ما ساعدها على خسارة نحو تسعة كيلوغرامات. وبمجرد ظهورها على المسرح تعالت صرخات وهتافات الجمهور الشاب في أغلبه، خصوصاً مع أداء بيونسيه رقصاتها وحركاتها الشهيرة والمثيرة.

حوار مع الجمهور

ولم تدل بينوسيه بأي أحاديث صحافية قبل الحفل أو بعده، واكتفت بالترحيب بالجمهور وبأبوظبي، والتعبير عن سعادتها بزيارة العاصمة عبر توجيه الحديث للجمهور مباشرة وهي على المسرح. وفي الحفل الذي استمر ما يقرب من ساعة ونصف الساعة، قدمت مجموعة كبيرة من أغنياتها التي غناها معها الجمهور بحماس، كشف الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها الفنانة العالمية. بدأتها بأغنية «مجنونة بالحب»، كما قدمت أغنيات «لو كنت صبياً»، و«هاللو» و«نساء عازبات»، و«أحلام سعيدة»، وانعكست شعبية بيونسيه من تهافت الجمهور لالتقاط المنشفة التي كانت معها، عندما ألقتها عليهم.

تبديل ملابس

الجزء الأخير من الحفل، والذي اختارت فيه«بيونسيه» ارتداء الزي الشهير الذي ظهرت به من قبل في حفلاتها، وهو باللون الأسود مع تطريز باللون الفضي، كان أكثر حماسة وتفاعلاً بين الفنانة الحائزة سبع جوائز «غرامي» للموسيقى، وتسعة أخرى من «إم.تي.في» والجمهور، خصوصاً عندما تركت خشبة المسرح ونزلت في المنطقة المجاورة للمسرح، وهي محاطة بأسوار، وجالت في محيط المسرح بالكامل بصحبة رجلي حراسة لتحية الجمهور، قبل أن تعتلي المسرح من جديد وتواصل الغناء والرقص المثير وهي جالسة على كرسي، وأيضاً وهي جاثية على خشبة المسرح. واختتمت أغنياتها بأغنية خاصة، أهدتها لملك البوب الراحل مايكل جاكسون بعنوان «للأبد». واحتلت خلالها صورة ضخمة لجاكسون شاشات المسرح.

في ختام الحفل، وفي ظل الأعداد الضخمة من الحضور، كان هناك بعض الازدحام في خارج منصة الحفل، واضطر بعض الجمهور للجلوس على الأرصفة في انتظار الحافلات التي ستقلهم لمواقف السيارات على الجزيرة. وفضل آخرون السير لمقابلة الحافلات بعيداً عن الازدحام، وظهر بوضوح حجم المجهود الهائل الذي يبذله المنظمون في الجزيرة، بالتعاون مع رجال الشرطة لتسيير الأمور بسلاسة.
تويتر