الشتات الفلسطيني عبر «لغة الجسد»
«الانتظار ممنوع» عمل فني راقص يقدم فيه خمسة راقصين فلسطينيين يعيشون في دول مختلفة عرضاً لحكاياتهم المتعددة باستخدام لغة الجسد التي تكسر كل الحواجز. وعرض العمل أول من أمس، على مسرح قصر الثقافة في رام الله. ويشارك في العمل الذي صممه الهولنديان فيري دي غوس ونورتييه بيفوتس راقصون من فرقة «الفنون الشعبية الفلسطينية» في رام الله، ومسرح «البلد» في الأردن ومهرجان «الرقص على الحافة» في هولندا في صورة تعكس تشتت الفلسطينيين في اصقاع مختلفة من العالم تشكل «فلسطين بالنسبة كل منهم جزءاً أساسياً من الهوية»، بحسب ما جاء في نشرة وزعت قبل العرض. وتضيف النشرة «يتحدث العرض عن أشخاص يرتبطون معاً ويناضلون ضد القهر.. حلقة نفسية مفرغة امتدت 60 عاماً من العنف لم يعد فيه ما يتحلى بالبراءة. الوقت هو الشيء الوحيد الذي يتحرك إلى الأمام».
وقال دي غوس بعد العرض الذي استمر 50 دقيقة على وقع أغاني فيروز والهيب هوب، إضافة إلى التراث الفلسطيني «كنت أبحث عن عمل فني يشارك في مهرجان الرقص على الحافة في هولندا الهادف إلى الربط بين الشرق والغرب. وخلال تجوالي في سورية والأردن، قررت القيام بهذا العمل الذي يجمع فلسطينيين من أماكن مختلفة في عمل مشترك». وأضاف «فكرة العمل تقوم على البحث في جذور عائلة الشخص نفسه والوالدين والأجداد، وبدأت بالاستماع إلى حكايات الشباب الخمسة الذين تم اختيارهم للمشاركة في العمل الفني لتجد نفسك أمام قصص تشكل في مجملها حكاية الفلسطينيين منذ 60 عاماً».
يبدأ العرض برقص منفرد لإحدى الراقصات على وقع أغنية فيروز «يلا تنام ريما» ليظهر بعد ذلك تباعاً الأربعة الآخرون يروون باللغة الإنجليزية كيف تشرد الفلسطينيون من بيوتهم عام 48 بطريقة فنية، ولكنها حقيقية تتحدث عن أقارب وأصدقاء خرجوا أو أجبروا على الخروج لأسباب مختلفة، ولم يتمكنوا من العودة الى بيوتهم لينضم الجميع معاً في اداء لوحات فنية راقصة بلغة الجسد. ويستخدم مصمم الرقصات مجموعة من اكياس الطحين المرتبطة بحياة اللاجئين الفلسطينيين تم الحصول عليها من وكالات الإغاثة، إضافة إلى بوابة حديدية.
وقال دي غوس «العرض باللغة الإنجليزية، لأنه مصمم للجمهور الغربي، وقد استمعت إلى ترجمات للأغاني المستخدمة فيه، حتى تتناسب حركات الجسد مع الموسيقى، ربما يمكننا بعد عرضه في هولندا في ديسمبر المقبل أن يتم ترجمة العمل إلى العربية».
وتطلب الفنانة لانا ناصر الفلسطينية من أم أردنية التي غادر والدها القدس قبل عام ،67 ولم يتمكن من العودة إليها بعد احتلالها من الجمهور أن «ينسى أنه فلسطيني في هذا العرض، ويتخيل أنه شعب أوروبي يستمع إلى الفلسطينيين». وتضيف «منذ 60 عاماً، وأنتم تشاهدوننا في الأخبار العالمية ولم نتمكن من مشاهدتكم عن قرب هذه فرصة نادرة.. ألم تملوا منا بعد 60 عاماً».
ويرى دي غوس أن أهمية العمل «تكمن في عزوف الجيل الشاب في أوروبا عن سماع نشرات الأخبار، لذلك، لديه فجوة في المعلومات ولكنه يتوجه لدور العرض والسينما، لذلك، من خلال عمل فني يمكن لنا أن نقدم له صورة أخرى عن الشعب الفلسطيني من الناحية الانسانية ونعرفه بحكاية مستمرة منذ اكثر من 60 عاماً». ويتناول العرض الحديث عن قضايا إنسانية «عن رائحة المنزل والأم والربيع الذي كان يحيط بالمنزل وصوت العصافير والشمس وقصة ام كانت تحاول منع اعتقال زوجها بعد اقتحام جنود الاحتلال لمنزلها».
وقالت لانا بعد العرض «القصص التي يقدمها العرض رمزية ونماذج لقصص كثيرة لا يعرفها الغرب اليوم، نريد أن نقدم للغرب القصص بطريقة مختلفة من خلال الرقص التعبيري للغة الجسد التي لا حدود أمامها». وأضافت «هذا العرض بحث عن الهوية التي لا تضيع مع مرور الزمن، نحن نشعر فيه كأننا عائلة واحدة، قدمت العرض الاول في عمان، وهنا في رام الله، نحن سعداء برد فعل الجمهور مع العرض مع أنه باللغة الانجليزية».
ويستعد المشاركون للانطلاق في جولة عروض في خمس مدن هولندية في ديسمبر ضمن مهرجان «الرقص على الحافة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news