لطيفة: أدين ببداياتي الفنية لقناتي «أم بي سي» و«دبي الفضائية». تصوير : دينيس مالاري

لطيفــة: أنا الممول الــوحيد لأغنيـاتي

بباقة ورد حملتها بأطراف أناماها، وضحكة عريضة رافقها سلام شخصي للإعلاميين الذين تحملوا خسارة 90 دقيقة ذهبت في انتظارها، ولباقة بدت كأنها أحد أسرار نجوميتها، تمكنت الفنانة التونسية لطيفة من تجاوزها غضباً إعلامياً طالما كان حاضراً عند تأخر الفنانين، المعتاد، عن مواعيدهم، وعلى الرغم من أن الساعة كانت تشير إلى الواحدة بعد الظهر، فإن اللقاء مر «بردا» على لطيفة التي تحدثت بتلقائية خلال الحدث الذي اتخذ ظاهره الاحتفاء بتوقيعها مع شركة «بلاتينيوم» للإنتاج الفني التابعة لمجموعة «إم بي سي» الإعلامية، فيما كان غرضه الرئيس الترويج لألبومها الجديد، في جو أشبه بالجلسة الإعلامية.

وقالت لطيفة لـ«الإمارات اليوم» إنها لن تتخلى عن خطها الإنتاجي الذي تعتمد فيه على إنتاج وتمويل أغنياتها بنفسها اعتماداً على إمكاناتها المادية بعيداً عن سطوة وتحكمات شركات الإنتاج»، وأكدت أن تعاونها الجديد مع شركة «بلاتينيوم ريكوردز» لا يتضمن سوى حقوق التوزيع فقط للشركة وفق بنود واتفاقية وقعتها أمام وسائل الإعلام، وأضافت «تعلمت الكثير من جيل أباطرة وعمالقة الفن والطرب الذين رحلوا في ظل ظروف مادية سيئة وأصبحوا أفقر الناس بعد أن أثروا حياتنا بفنهم».

بيوغرافيا

وأضافت لطيفة «المتفحص في البيوغرافيا الخاصة للكثير من فنانينا سيجد أن انتهاك حقوق الملكية الفكرية وعدم صون واحترام حقوقهم يقف وراء الكثير من معاناتهم بعد تقلبات الزمن، سواء في ما يتعلق بشخصهم أو عوائلهم»، مشيرة إلى أنها تعلمت الكثير في هذا المنحى من المأساة الفنية لحقوق الفنان عبدالوهاب محمد الذي كان قريباً منها بشكل خاص، آملة أن تُقر البلدان العربية التي يشير واقعها إلى تأخرها في مجال قوانين تحمي حقوق الملكية الفكرية، وبشكل خاص في بلدها تونس. وأكدت لطيفة أن مزية الإنتاج الخاص تمنحها الكثير من الحرية المسؤولة عند اختيار أعمالها من دون الاضطرار إلى الاحتكام لمتطلبات السوق معياراً منفرداً. وأوضحت أنها «المطربة الوحيدة التي تمتلك إنتاجياً كامل أرشيفها الفني، وهو أمر يتطلب مهارات أخرى في ما يتعلق بضمان ظروف مواتية لنجاح العملية الإنتاجية»، معتبرة أن «تنوع الألوان الغنائية، والتمسك بمعيار الجودة في مختلف جزئيات العمل، هو الضمانة الأساسة للنجاح»، واستبعدت أن «يكون مجاراة الأغنيات الخفيفة والزاعقة أحد معايير نجاح الألبوم من الناحية التسويقية».

دعم خليجي

ووصفت لطيفه نفسها بأنها مصرية حتى النخاع، وخليجية الانتماء ولبنانية بالفطرة، إلى جانب أصالة جنسيتها التونسية، وقالت «الثوب الخليجي ليس جديداً بالنسبة لي، ولا يمكن أن يكون الهدف مجرد كسب شعبية وجماهيرية جديدة، لأنني موجودة بقوة هنا، تماماً كما هو الأمر في مختلف البلدان العربية، التي تتذوق الأغنية الجيدة بصيغ أصبحت تتعدى المفهوم الضيق للهجات».

وأكدت لطيفة التي انطلقت في ثمانينات القرن الماضي بـ«أكتر من روحي بحبك» أنها مدينة في بداياتها الفنية لدعم خليجي مهم، ممثلاً في قناة «أم بي سي» التي كانت تبث حينها من لندن، وقناة «دبي الفضائية»، وأوضحت أن «الإقدام على إفراد ألبوم كامل للهجة الخليجية لم يكن خياراً عشوائياً، بل كانت خطوة تم التحسب لها سواء من حيث التوقيت أو المحتوى الفني للألبوم فالتنوع الفني ليس خياراً تسويقياً بقدر ما هو خيار فني سواء تعلق الأمر بتعدد اللهجات أو تنوع الألوان الموسيقية التي قادتها إلى التعاون مع الرحابنة».

وعلى الرغم من أن الحدث تم التأكيد قبله وخلاله أنه لن يتضمن الخوض في أية تفاصيل متعلقة بالألبوم الجديد، فإن التصريحات اتجهت في أحيان كثيرة إلى هذا العمل، الذي أعلنت لطيفة لأول مرة عن عنوانه، وهو «أتحدى»، وهي أغنية من كلمات حمود الشمري وألحان حسن حامد، فيما يتضمن الألبوم 14 أغنية، تم تسجيل 90٪ منها في العاصمة القطرية الدوحة.

وصرحت لطيفة بأن موعد طرح الألبوم سيكون بين 20 أو22 الشهر الجاري، ما يعني حسب ما هو سائد في الأوساط الفنية، أن الألبوم سيتم طرحه قبيل عيد الأضحى مباشرة، لاسيما أن عادة طرح الألبومات الجديدة قضت أن يتم تسريب موعد مبكر بحيث يبقى الجمهور في انتظار جديد الأسواق، مع العلم بأن لطيفة تستعد أيضاً لإنتاج ألبوم باللهجة المصرية مطلع الصيف المقبل.

وعلى رغم من إشارتها إلى أن «توقيت طرح الالبوم الخليجي مدروس» فإن لطيفة قالت «تصادف وجودي في قطر والعدوان الإسرائلي على غزة، وكنت وقتها مدعوة للمشاركة في افتتاح قناة «فخورة» القطرية، ثم دعاني الفنان لطفي بوشناق لإحياء حفلة لصالح أطفال غزة، في تلك الفترة تعرفت إلى عدد من الشعراء الخليجيين المهمين الذين تعاونت معهم لاحقاً في الألبوم الجديد،مثل الفيصل ومطر علي وحسن حامد وفايز السعيد، وسجلت أغنيتين إحداهما لنزار قباني بعنوان «القدس يا حبيبتي»، والأخرى لشاعر فلسطيني تدعى «أحبك يا فلسطين».

الأكثر مشاركة