التجارب على هذه الطريقة العلاجية بدأت منذ 6 سنوات. غيتي

باحثون فرنسيّون يتغلّبون على داء السكّري

تمكّن باحثون فرنسيون من التغلب على داء السكري في مراحله الأخيرة، من خلال جراحة موضعية لمرضى يعانون من المرض. وبعد أن أصبحت جرعات الأنسولين لاتلبّي حاجة المرضى، حيث تبقى مستويات السكر مرتفعة، على الرغم من مواظبتهم على أخذ الحقن. ومنهم من يعاني من السكري منذ 25 أو 30 عاماً.

وفي سبق طبي فريد، زرع جراحون في المستشفى الجامعي في ليل الفرنسية خلايا حية في الجسم، تم استخراجها من البنكرياس. وخضع 14 شخصاً للعملية، نصفهم رجال والنصف الباقي نساء، من المصابين بالسكري «الصنف 1»، ويعتمدون على الأنسولين. ولم يتمكن العلماء في فرنسا، حتى الآن، من معرفة أسباب إصابة الأطفال والشباب بالمرض. فعندما يصاب الشخص بالمرض، تدمر الأجسام المضادة خلايا البنكرياس التي تتحكم في مستوى السكر في الجسم. وعند غياب الخلايا، يتراكم السكر في الدم، ومن ثم، يصبح الجسم يعتمد على حقن الأنسولين لتنظيم مستويات السكر. ويحقن الأطباء الخلايا البنكرياسية في أجسام المرضى. ويعطى كل مريض ثلاث جرعات في مدة ثلاثة أشهر، في المعدل. وإلى حد الآن، تحسنت حالة ثمانية مرضى من أصل ،14 وتركوا المستشفى.

وقال رئيس فريق الباحثين، الجراح فرانسوا باتو، «بعد ست سنوات من العمل، أصبح لدينا دليل يمكننا القول لمرضانا إن هناك فرصة 50٪ بأن تستغنوا عن الأنسولين». ويوضح أن «زراعة الخلايا تستهدف شريحة محددة من الذين يعانون من مرض السكري الحاد، والذي يمثل إحدى حالتين. ويستثنى من العلاج الأطفال والنساء اللواتي يرغبن في الحمل».

وقام العلماء بتجارب منتظمة، تعتمد الطريقة على حقن الخلايا البنكرياسية في الوريد المغذي للكبد. ويستغرق وقت استقرار الخلايا في الكبد نحو 20 دقيقة فقط. وأوضح باتو أن «البنكرياس عضو حساس جدا، ويتطلب سحب الخلايا منه مهارات متقدمة، وتبقى 50٪ من الخلايا التي تحقن في المريض، حية». ولايكتفي الجراحون بجرعتين، حتى لو تجاوب الجسم مع العلاج واستغنى المريض عن الأنسولين، حيث يعطى جرعة ثالثة.

ويخطط الباحثون في المرحلة المقبلة لحقن دواء مع الخلايا، للمحافظة على الخلايا البنكرياسية والتقليل من تلفها. ويأمل الخبراء الفرنسيون في استخدام الخلايا الجذعية لتكون بديلاً لخلايا البنكرياس. ونجح باحثون، في ،2008 في التغلب على السكري من خلال زرع خلايا جذعية، إلا أن الأبحاث لاتزال في بدايتها. وتعمل مختبرات أوروبية وأميركية على إيجاد علاج نهائي للمرض، بطريقة زرع الخلايا.

وقال باحثون أميركيون إن «الخلايا الجذعية يمكن أن تغني مرضى السكري عن حقن الأنسولين لمدة قد تصل إلى أربع سنوات. وبدأت التجربة بحقن المرضى بخلايا جذعية، أخذت من نخاعهم العظمي، وبعد فترة، تم إجراء التحليلات لقياس نسبة السكر في الدم لديهم، فتبين أن لدى معظمهم الإنسولين اللازم لإتمام عملية التمثيل الغذائي.

 

 بوادر ناجحة


قبل ثماني سنوات، نجح باحثون في جامعة «ألبرتا» الكندية في استخلاص خلايا «لانجرهانز» التي تفرز الأنسولين في البنكرياس من أشخاص متوفّين. وزرعوا الخلايا عن طريق حقنها في الوريد البابي للكبد لثمانية مرضى بالسكري لمدة عام، وعاش بعدها الأشخاص لفترة سنتين حياة طبيعية مثل أي شخص عادي، ولم ترفض أجسامهم الخلايا، وعاشوا من دون أنسولين خارجي، ومن دون حمية غذائية خاصة بمرضى السكري.

 




 

الأكثر مشاركة