«أبوظبي للثقافة والتراث» تواصل أعمال الترميم
أكد مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، أن الهيئة تركز جهودها في مجال ترميم المباني التاريخية في مدينة العين، كجزء من عملها للحفاظ على التراث المادي في إمارة أبوظبي، ومن بين هذه المشروعات المهمة التي تمّ إنجازها ترميم كل من قلعة الجاهلي وتحويلها إلى منارة ثقافية في المنطقة، وبيت حمد بن هادي الدرمكي، والبرنامج الطارئ للمحافظة على المباني التاريخية، والذي أسهم في ترميم عدد من أقدم المنازل في مدينة العين. وتتولى إدارة الترميم في الهيئة مسؤولية البحث وإعداد سياسات التطوير لضمان تنفيذ نشاطات حماية المباني التاريخية وفق أرقى المعايير العالمية، وتشمل نشاطات الحفظ وحماية التراث الثقافي المادي في إمارة أبوظبي بما في ذلك المباني والمواقع والمقتنيات. وفي نطاق هذه المهام، يُجرى حالياً تنفيذ عدد من مشروعات الصون المهمة، مع التركيز على مواقع المباني التاريخية بصفة خاصة.
وأوضح نائب المدير العام لشؤون الفنون والثقافة والتراث الدكتور سامي المصري، أن الهيئة باشرت أخيراً بتنفيذ برنامج مكثف لإجراء أعمال الترميم العاجل بغرض توفير الحماية لمجموعة من المباني التاريخية التي تستلزم تدخلاً فورياً، وبما يكفل تحقيق السلامة لهذه المباني وتجنيبها المزيد من التدهور، حيث تمّ تطوير منهجيات العمل، وإجراءات الحفظ والحماية والشروع في أعمال التدعيم الأولي للهياكل. وفي هذا الإطار قامت إدارة الترميم في الهيئة أخيراً بتثبيت عدد من الدعامات الخشبية المؤقتة حول منزل عبدالله بن سالم بواحة القطارة، والذي يقع على حافة طريق ثانوي مجاور للواحة، ونظراً لموقع المنزل الحساس وتعرض البرج الرئيس للمنزل لبعض المشكلات في الهيكل والبناء، كان لابد من تأمين سلامة المشاة الذين يمرون بالقرب من المنزل.
وأوضح المصري أنه وبعد تحليل الحالة الهيكلية للمنزل، فقد أوصى عدد من اختصاصيي الترميم في الهيئة في مجال هندسة المباني والمنشآت بوضع هذه الدعامات حول البرج الرئيس وبعض الجدران الأخرى، وكانت المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تلك الأنواع من الدعامات الكبيرة في موقع من المواقع التاريخية.
كذلك، وبعد تضرر منزل خلفان وسيف الظاهري من أمطار العواصف الغزيرة التي هبطت على مدينة العين في موسم الشتاء الماضي، فقد تم إدراج المنزل في خطة الهيئة للحفاظ على المباني التاريخية، وقد كان السبب الرئيس الذي دعا إلى ضرورة التحرك هو عدم وجود جدار دعم مناسب على حافة قطعة الأرض المقام عليها المنزل يستطيع منع تحرك الأرض للخارج، وبناء على هذه المعلومات، تم وضع استراتيجية لبناء جدار الدعم الذي روعي فيه أن يكون من الطوب اللبن لإيجاد نوع من التناسق والانسجام مع السمة التاريخية للبناء، وتم البدء بالحفر حول حافة المنطقة، وذلك من أجل معرفة الموقع التاريخي للجدار السابق وتحديد مكان إقامة الجدار الجديد، وبعد ذلك، تم تنظيف المنطقة وبناء الأساسات الحجرية ثم بناء الجدار المراد طبقة وراء طبقة، أما آخر الخطوات فقد تمثلت في وضع اللصوق لحماية الجدار من التعرض للعوامل الجوية، وبعد تنفيذ جميع الخطوات السابقة، تم إدخال تحسينات واسعة النطاق على المظهر الخارجي للمنزل.