عذب الكلام
قصيدة «لدوا للموت وابنوا للخراب» لأبي العتاهية:
\لِـدُوا للمـــوتِ وابــنُوا لِلخــــرابِ
فكُلّــــكُم يَصـِيرُ إلى تَبــــــابِ
لمنْ نبنِي، ونحــــنُ إلـى تــــرابٍ
نصِـيرُ كمَا خُلِقـْنَا منْ تــــــرابِ
ألا يا مَــــوْتُ لـم أرَ منــــكَ بُــدّاً
أتيـــــتَ وما تحـِيفُ وما تُحَابِي
كأنّكَ قـد هَجَمــتَ عـلى مَشــيبي
كَما هَجَمَ المَـشيبُ على شَبــابي
أيا دُنيايَ ما لـــــــــيَ لا أرانــي
أسُومُـكِ منـــــــــزِلاً ألا نبَا بِي
ألا وأراكَ تَبــذُلُ يـا زَمــــــــاني
لِيَ الدنيــــا وتســرِعُ باستلابِي
وإنكِ يا زمـانُ لـذُو صــــــــروفٍ
وإنــــــــكَ يا زمـانُ لذُو انقلابِ
فما لي لستُ أحلِبُ منــكَ شَطـــراً
فأحْمــــــد مـنكَ عاقِـبَة الحِلابِ
ومــا ليَ لا أُلِــحّ عَلَيــــــــكَ إلاّ
بَعَثـْتَ الهَـمّ لي مِنْ كلّ بــــــابِ
أراكِ وإنْ طلِبـْــتِ بكـــل وجْــهٍ
كحــُلمِ الـــنّوْمِ أوْ ظِـلّ الســّحابِ
أو الأمــسِ الـــذي ولى ذهـــَاباً
وليــسَ يَــعودُ أوْ لمــعِ الســّرابِ
وهذا الخلــقُ مــنك عــلى وفــاءِ
وأرجلــهُمْ جمـيعاً فـــي الــركابِ
وموعـــِدُ كــل ذِي عـملٍ وسعيٍ
بمَا أســـــدَى غـــداً دار الثّــوَابِ