مشاركة فنية محدودة في وقفة غضب مصرية

شارك عدد محدود من كبار نجوم الفن في مصر، أول من أمس، في وقفة احتجاجية دعا إليها اتحاد النقابات الفنية المصرية الاثنين على مسرح الصوت والضوء على مقربة من أهرامات الجيزة، لتأكيد غضبهم عن الإساءة لمصر وشعبها من عدد من الجمهور الجزائري، عقب لقاء فريقي البلدين في السودان الأسبوع الماضي.

وفيما تضم مصر ما يقرب من 10 آلاف فنان، كان عدد الحضور هزيلاً، حيث لم يتجاوز الـ،10 ومنهم عمر الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي ويسرا وليلى علوي، وغاب جيلا الوسط والشباب ولم يظهر منهما إلا المطرب هشام عباس.

واتخذت الوقفة القصيرة من أهرامات الجيزة وتمثال أبي الهول خلفية لها، في محاولة مقصودة لتأكيد تاريخ الحضارة المصرية الممتد أمام وسائل الإعلام التي اكتظ بها المكان، ولام الحاضرون منظمي الوقفة على عدم توجيه الدعوة لوسائل الإعلام العالمية التي قيل إنها المعنية بالوقفة بالأساس، وكان معظمهم غائباً بشكل لافت في مقابل الحضور الإعلامي المصري والعربي الكثيف.

وحمل الفنانون الحاضرون في الوقفة العلم المصري ورددوا هتافات وطنية كثيرة، قبل أن تبدأ بيانات غاضبة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، تلاها بالترتيب عمر الشريف ومحمود ياسين وحسين فهمي، وقرأ الأخير بياناً بالإنجليزية والفرنسية. وكان النجم عمر الشريف مثيراً للجدل كعادته، حيث تحدث بعامية مصرية عن الحضارة المصرية العريقة، وعن طيبة الشعب المصري التى يعرفها جيداً والتي ستجعله يسامح الجزائر، مردفاً «هنسامح بعد ما تجف دموعنا وننسى جراحنا، ليس الآن، ولكن، في ما بعد، بعدما ننسى ما فعله فينا بعض من أهلها».

وفاجأ الشريف الحضور قائلاً عن مدرب المنتخب المصري «حسن شحاتة ذكي جداً ولئيم جداً، لأنه عرف أن الجزائريين في السودان يشترون مطاوي وسكاكين من بدري، فقال للاعبيه أوعوا تكسبوا ليدبحونا»، مستدركاً «إوعى تزعل منى يا شحاتة، أنا عارف إنك مش هتوافقني على كلامي، لكنها دعابة مني، عشان ننسى الهزيمة ونفرح». وشهدت الوقفة عرض مشاهد تلفزيونية المصورة لما جرى بعد لقاء مصر والجزائر في السودان.

وعقد رؤساء ومالكو قنوات فضائية وصحف مصرية في القاهرة اجتماعا لإقرار بروتوكول تعاون فيما بينها في ما يخص تحسين صورة مصر أمام الرأي العام العالمي، لمواجهة حملة التشويه الإعلامي الواسعة التي بدأت خلال الأسبوع الأخير.

ووافق الحاضرون على شراء أوقات إعلانية في فضائيات أوروبية وأميركية ذات تأثير عالمي لعرض وجهة النظر المصرية، والعمل على عرض فيلم تسجيلي عن الاعتداءات المنظمة للجزائريين على الجماهير المصرية في السودان عقب المباراة.

وأبلغ منظمو حفل فني كان مقرراً له مساء أمس، في نادي شباب الجزيرة في القاهرة بإلغاء الحفل الذي كان شعاره كلمتين لمصر «بنحبك قوي»، من دون أسباب واضحة. وأشار عدد منهم إلى تدخل أمني لمنع إقامة الحفل، أو تأجيله إلى وقت لاحق، لكونه يقام على مقربة من السفارة الجزائرية في القاهرة التي شهدت في الأيام الماضية محاولات للإضرار بها من مصريين غاضبين.

وكان مقرراً أن يضم الحفل فرقا موسيقية مستقلة، وتقدم فيه أغنيات وطنية مصرية، وسط جمهور من الشباب الذين تمت دعوتهم للحفل المجاني بأساليب مختلفة، بينها الرسائل الهاتفية والمنتديات والمواقع الإلكترونية. وأعلن صحافيون مصريون عن تنظيم وقفة رمزية على مدخل نقابة الصحافيين في القاهرة، يرفعون خلالها العلمين المصري والجزائري، تعبيراً عن غضبهم من محاولات الإيقاع بين شعبي البلدين التي يدعمها عدد من وسائل الإعلام.