عيد الإمارات.. كرنفال فرح

يستقبل الشارع الإماراتي عيد الأضحى المبارك هذا العام بفرحة مزدوجة، إذ يحل متزامناً مع العيد الوطني للبلاد، والذي يوافق الثاني من ديسمبر، ما دفع الحكومة إلى ربط عطلتي الأضحى والعيد الوطني لتمتد على مدار 10 أيام، يحتفل فيها الإماراتيون بالمناسبتين في وقت واحد. وأجمل ما يميز الإمارات في العيد أنها تجمع على أرضها عشرات الجنسيات العربية والمسلمة، ويحرص أبناء كل جنسية على التجمع، وإحياء طقوسهم وعاداتهم في المناسبة لتتحول الإمارات في هذا اليوم إلى مسرح كبير، أو كرنفال، يجمع عادات بلاد إسلامية عديدة على أرض واحدة.

ويقول عادل الكعبي، وهو إماراتي يعمل موظفاً في بنك، «تزامن عيد الأضحى مع العيد الوطني أمر يجعلنا نعيش نحو 10 أيام في احتفالات وسعادة متواصلة»، ويضيف «العيد الوطني احتفال بذكرى تأسيس اتحاد الإمارات وقيام دولتنا، وهي أغلى مناسبة لكل إماراتي، وفيها نخرج للشوارع بسيارات مزينة بعلم الدولة ومطلية بألوانه في مسيرات مبهرة لا تتوقف على مدار أيام عدة، للتعبير عن سعادتنا وفخرنا باتحادنا».

وتزينت الدوائر الحكومية بالعلم الإماراتي وسلاسل الأضواء والزينة، احتفالاً بيوم الاتحاد. وتزينت المراكز التجارية الكبرى والصغرى في أنحاء البلاد، وأعلنت عن عروض وخصومات كبرى بمناسبة عيد الأضحى لجذب المشترين.

ويقول حسين فودة، وهو مصري يعمل في مجال العقارات في الشارقة، «كان عام 2009 صعباً على نسبة كبيرة من الموظفين والمقيمين في الإمارات»، ويتفق معه أحمد عيسى، وهو أردني يعمل في الإمارات منذ سبع سنوات، مشيرا إلى أن مقيمين كثيرين في الإمارات يستقبلون عيد الأضحى بشراء أكثر من اضحيـة، ولا مانع من قضـاء أيام العطلـة في فنادق خمس نجوم داخل الإمارات، وأحياناً قضاء العطلة في دول أوروبية وآسيوية.

ويحرص الإماراتيون على مظاهر تراثية في الاحتفال بالعيد، والتي تبدأ بعد صلاة العيد، بالتزاور مع الأهل والأقارب وإعداد أكلات شعبية دسمة يتناولونها في صباح العيد. ويذكر الإماراتي، خالد الزعبي، إن الأسر الإماراتية تحرص على تناول وجبة رئيسة هي «الهريس»، وتتكون من قمح ولحم وسمن، ووجبة «الثريد» المكونة من خبز ورقاق مع مرق دجاج أو لحم.

ويحرص الإماراتيون على تقديم أجود أنواع التمور لضيوفهم في العيد، ويصل أحياناً سعر الكيلو من التمر الفاخر إلى ما يعادل 150 دولاراً.

ويرتدي الشباب والأطفال «الحمدانية» أو «العصامة» أعلى الرأس، وهي ربطـة خاصـة للغترة أشبـه بالعمامـة. ويطوف الأطفال على منازل الحي لجمع العيدية من الأهل والأقارب والجيران. وعلى مدار اليوم يتجمع الإماراتيون في حلقات احتفالية غنية بالأهازيج الشعبية، ويحرصون على أداء رقصات شعبية، مثل «الرزفة» و«الحربية» و«اليولة».

الأكثر مشاركة