الأحجار الكريمة.. طاقات مرتبطة بــ «الإيحاء النفسي»
بعيداً عن جمالها الطبيعي، وسحر ألوانها البراق، وإيحاءاتها النفسية، اعتقد كثيرون بالقدرات الكامنة في الأحجار الكريمة، وتناقلوا حكايات أقرب إلى الأساطير حول سحر العقيق والفيروز والكهرمان والياقوت والزفير وغيرها، معتبرين أن باستطاعة تلك الأحجار «التقريب بين الأحبة وتقوية العلاقات العاطفية وطرد الأرواح الشريرة ومنع الحسد، وشفاء كثير من الأمراض»، وهذا ما يؤكده أحد أصحاب المحال في جناح القرية اليمنية في القرية العالمية في دبي الحاج محسن علي، الذي يلقب نفسه بشيخ وعاشق الأحجار الكريمة.
ويضيف علي لـ «الإمارات اليوم» «بخبرتي الطويلة التي تجاوزت 20 عاماً في هذا المجال، رأيت قدرة تلك الأحجار على إراحة النفس البشرية، وإبعاد كل شر عنها»، مستغرباً شك بعض الناس في الإيمان بما تنجبه الطبيعة، معتبراً أن في الأرض علاجات لكل الأمراض تقريباً، على حد تعبيره. ويشير إلى أنه سمع عن حالات تم شفاؤها من امراض مزمنة كالسرطان والقلب، مستدركاً «لكنني لم أرها بعيني، ومنذ القدم استطاعت الاحجار الكريمة ان تكون جزءاً حياً في حياة البشر، فهي اضافة الى جمالها وألوانها المميزة تحمل في اعماقها سحراً آمنت به حضارات، واتخذ منها أفرادها تعاويذ وحلياً يتقون بها الأرواح الشريرة»، مشدداً، «لكن هذا كله مرتبط بإرادة الله وهو وحده النافع الضار».
من الطبيعة
يتميز العقيق اليماني الأحمر اللون حسب علي بغلاء ثمنه، «لأنه يحوي داخل لونه الرماني صوراً من الطبيعة، وأحياناً نجد داخله أحد أسماء الله الحسنى، وترتفع أسعاره لأن طريقة استخراجه صعبة للغاية، واختلاف نوعه يجعل المنقب عنه يقصد مناطق مختلفة، ففي اليمن معظم العقيق يستخرج من منطقة خولان الواقعة في صنعاء، وهناك أنواع موجودة في منطقة آنس وعنس من محافظة ذمار، ويتم الحصول على العقيق أيضاً من قمم الجبال التي تحتاج إلى آلات غالية جداً لاستخراجها من بطون الأرض».
وعن المعتقد الذي يرافق العقيق، يقول علي «يعتقد أنه وبسبب لونه الأحمر يعمل على إشعال وتيرة العاطفة بين الأحبة، ويحفظ الإنسان من الشر، وهناك أحجار لا يعرف سرها إلا الذي خلقها، ولكن وجودها في حياة الناس مهم جداً»، لافتاً إلى أنه لا يلغي دور الطب في علاج الكثير من الأمراض.
ويتابع، «ألوان الأحجار تساعد أيضاً على إراحة النفس، فالفيروز بلونه الأزرق يعرف بقدرته على صد العين الحاسدة، وكلما مال لونه إلى الأزرق السماوي ارتفع ثمنه وازدادت قيمته، وهو الأكثر رواجاً، حيث يقتنيه الكثير من النساء والرجال ويوضع في أعناق الصغار وفي واجهات المنازل ومرايا السيارات».
ألوان وأفعال
وحول الطاقات الخفية في الأحجار الكريمة يضيف علي، «الألوان أثبتت طبياً وعلمياً قدرتها على تغيير نفسية البشر من الشر إلى الخير، فعلى سبيل المثال لا الحصر، حجر الكهرمان يخفف من الآلام المصاحبة للشد العضلي بمجرد وضعه على المنطقة المصابة، فالطاقة الكامنة في الحجر مع طاقة الإنسان تشكلان قوة كبيرة تغلب أي معضلة، والزمرد الأخضر يعطي راحة نفسية لصاحبه، حيث يبث فيه سكينة وسلاماً ودعوة للمحبة بشكل مستمر، فيلغي الخلافات بين الأزواج والأحباب، بسبب قدرته على امتصاص الغضب بإذن الله»، مطالباً من يقتنون الأحجار بأن يتعاملوا معها بحساسية.
أما بالنسبة للياقوت، الذي يعتبر الأغلى ثمناً بعد الألماس فيقول عنه عاشق الأحجار الكريمة، «ذكر الياقوت في القرآن الكريم واستخراجه كان بعد اندفاع البراكين إلى سطح الأرض، وهو مفيد جداً للعشاق، حيث يخلق الوئام بينهم، ومن الضروري لمن يقتني حجر الياقوت أن يقتني أيضاً حجر الزفير، لأن زرقته الأقرب إلى اللون الكحلي تعطي شعوراً بالإخلاص وديمومة العلاقات بإذن الله تعالى، وهي جيدة للزوجات كي يربطن أزواجهن بشكل ودي ومحبب».
عامل نفسي
يرى رئيس قسم علم النفس في أكاديمية شرطة دبي، الأستاذ الدكتور محمد رمضان، أن معتقدات بعض الناس حول الطاقات الكامنة في الأحجار خاطئة، مشدداً على أن العامل النفسي والإيحاء هو ما رسخ ذلك لدى كثيرين، موضحاً أن «النفس البشرية قابلة للإيحاء، وهذه القابلية تجعل البعض يعتقدون بأن شيئاً غير علمي قد يؤدي إلى سعادتهم».
ويضيف «في الحوار بين النفس والعقل، كثيراً ما يتخذ التكوين النفسي القرار، والتكوين العقلي هو الذي ينفذ، فإذا اعتقدت النفس أن هناك حجراً يشفيها من مرض ما على سبيل المثال فهذا قرار نفسي، العقل واجبه أن يطيع، فالعقل يعقلن ما تريده النفس، فهو بالنهاية أداة تحركها تلك النفس»، مشدداً على أن «كل داء له دواء بالعلم وليس بالحجر».