علي البلوشي لايزال يقود سيارة في تنقلاته.  تصوير: ناصر بابو

علي البلوشي.. أوّل ميكانيكي في العين

يُعد المواطن علي إبراهيم البلوشي، البالغ من العمر 80 عاماً، أول ميكانيكي في مدينة العين، وأول من قام بانشاء كراج لإصلاح السيارات في المدينة، من عام 1957 الى 1975 ،إضافة الى انه يعد اول من قام بتدريب وتعليم الاشخاص في العين على قيادة السيارات، وجاء تعلّمه لهذه المهنة منذ أن كان عمره 15 عاماً عندما كان يعمل سائقاً لاحد المواطنين.

وتفصيلا، يروي المواطن علي البلوشي قصته قائلاً: «كانت الحياة في الماضي بسيطة، على الرغم من مواجهتنا لبعض الظروف الصعبة، ولكن حين اشتد ساعدي قررت البحث عن عمل لأضمن فيه مستقبلي، وكنت وقتها ابلغ من العمر 15 عاماً، ووجدت عملاً عند احد المواطنين في العين يدعى محمد الدرمكي، وكانت وظيفتي معاون سائق، بمعنى أنه في حال تعطل بعض اجزاء السيارة يأمرني السائق بإصلاح الاعطال وهو كان لديه معرفة بأمور الميكانيكا اكثر مني، فتعلمت منه الكثير وهذه كانت بدايتي في عالم تصليح السيارات».

ويتذكر البلوشي أن راتبه كان وقتها لا يتجاوز 10 روبيات أي ما يعادل 10 دراهم، حيث عمل معاوناً لمدة سنتين، ومن ثم «انتقلت للعمل في داس في أبوظبي لمدة ثلاثة شهور في احدى الشركات وكنت اتقاضى راتباً لا يتعدى مبلغ 700 روبية، ولكن بعدها تم انهاء خدماتي».

بعد ذلك رجع البلوشي للعين، وبعد فترة قصد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وطلب منه قطعة ارض لعمل كراج، «فرحّب بالأمر وقام بنفسه بتخطيط موقع انشاء الكراج بعصاه، وموقع الكراج حالياً كان مكان جمعية العين التعاونية في مركز المدينة، وكان عمري وقتها 28 عاماً، وبالتالي قمت ببناء الكراج الذي هو عبارة عن (الدعون) المصنوع من سعف النخيل، وكلفني الدعن الواحد وقتها مبلغ ثلاث روبيات، وبعدها طلب مني الشيوخ إصلاح سياراتهم ومنهم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي خصص لي راتب 100 روبية شهرياً، والشيخ طحنون بن محمد والشيخ سرور بن محمد والشيـخ سيف بن محمد والشيخ مبارك بن محمد الذين خصـصوا لي ايضـاً راتـباً شـهرياً كل واحد منهم 100 روبية، إضافة الى إصلاحي لسيـارات المغفور له الشيخ زايد رحمه الله، وكان عملي في الكراج عبارة عن تبـديل الزيوت وإصـلاح وتـبديل الاطارات وتصليح الاعطال البسيطة وغسيل السيارات، إضافة الى إصلاح سيارات بعض الاشخاص من التجار الذين كان لديهم سيارات في ذلك الوقت، حيث كنت اقوم بتبديل الزيت بمبلغ خمسة روبيات وتصليح الاطارات بمبلغ خمسة روبيات، وكنت وقتها أُعدّ الوحيد في مدينة العين الذي قام بانشاء كراج في العين، إضافة الى اعتباري اول ميكانيكي في العين».

وتابع «في مقابل عملي في الكراج كنت اقوم بتعليم الاشخاص قيادة السيارات وكانوا يأتونني من العين والبريمي، ومراعاة لضعف الدخل عند الناس لم اقم برفع رسوم التعليم، حيث كنت اقوم بتدريب الشخص الواحد لمدة 10 ايام مقابل 10 روبيات، وكان هنالك اقبال في تلك الفترة على التعلم، واعتبرت اول شخص يفتح كراجه لتعليم قيادة السيارات في ذلك الوقت، وبقيت على هذا الوضع في تصليح السيارات وتعليم القيادة لمدة 18 عاماً، وبعد ذلك اغلقت الكراج نتيجة انتشار الكراجات في مديــنة العين».

ويضيف البلوشي «تعلمت قيادة السيارات حينما كنت اقوم بتصليح السيارات في الكراج، كنت وقتها اقوم باخراج السيارات وادخالها ومن هذا الامر تعلمت القيادة، وكان شراء السيارات مقتصراً على الشيوخ والتجار، والسيارات المنتشرة في ذلك الوقت هي اللاند روفر المعروف بـ(الجيب) والشفر (الشفروليه) والدوجات (الدوج) والعريبيات التي كانت تستخدم قديماً في الجيش، وكان شراء السيارات فقط في دبي، علماً بان سعر اللاند روفر في تلك الفترة في الوكالة كان يصل الى 12 الف روبية، واسعار السيارات القديمة من نوع اللاند روفر (الجيب) التي بها اعطال تصل لمبلغ 700 أو 800 روبية، وأول سيارة اشتريتها كان سعرها 3500 درهم موديل 1957 ،من شخص قد استعملها لمدة سنة فقط». مشيراً الى أنه مازال يقود السيارات حالياً، ويتنقل بين البيت والعزبة بشكل يومي.

علي البلوشي مع أحد أبنائه ومجموعة من أحفاده.

الأكثر مشاركة