المصمّمون اللبنانيون يغزون عالم الأزياء

إيلي صعب. رويترز

احتل مصممو الأزياء اللبنانيون، خلال السنوات القليلة الماضية، مكانة بارزة في أهم قاعات ومهرجانات عروض الأزياء حول العالم. وقد جعل كبار المصممين اللبنانيين مثل إيلي صعب وجورج شقرا وزهير مراد وجورج حبيقة وعبد محفوظ، من بيروت عاصمة للأزياء في الشرق الأوسط بلا منازع. مصمم الأزياء اللبناني عبد محفوظ قدم آخر عروضه لخريف وشتاء 2009 / 2010 في روما وسط مجموعة من أشهر مصممي العالم، فما سر تفوق مصمم الأزياء اللبناني عن غيره من المصممين العرب في جرأة تصميمات الأزياء وبراعتها؟

يقول عبد محفوظ «يتميز اللبناني بانفتاحه ورغبته الدائمة في التطور، وعلى الرغم من الظروف التي مر بها لبنان، فلاتزال الظروف مواتية لتطور هذا الفن»، وأضاف «مصمم الأزياء اللبناني يعمل وفق معايير عالمية، فهو يقدم تصاميم مبتكرة غير مكررة ويستخدم أفضل أنواع القماش». شهد موسم الصيف في لبنان عروض أزياء صاخبة، إضافة إلى الحفلات والأعراس، وقد تصل كلفة فستان عرس يحمل اسم مصمم أزياء مشهور الى نحو 100 ألف دولار.

ولايزال مصممو الأزياء في لبنان يجدون من يدفع هذه المبالغ الباهظة حتى في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثر بها بعض المصممين في الغرب، فمعظم الزبائن من أثرياء ومشاهير لبنان ودول الخليج. وتكثر في لبنان متاجر بيع الملابس والأزياء التي تحمل اسم أشهر المصممين عالمياً ولبنانياً، وفي ظل اشتداد المنافسة على الساحة اللبنانية يحاول عدد من المصممين الصاعدين إثبات وجودهم في بيروت علها تكون الانطلاقة الى العالمية.

وتقول عائشة رمضان وهي مصممة أزياء لبنانية تعرض بعض تصاميمها رغبة منها في الترويج لاسمها «عرف لبنان بحروبه لكنه في الوقت عينه عرف بانفتاحه وتعدديته»، وترى عائشة أن «المرأة اللبنانية منفتحة أكثر ولا تمانع من تجربة كل ما هو جديد وغريب، فهي أقل تقيداً في حدود العادات والتقاليد»،

وإذا كان هذا ما يطلق العنان لمخيلة عائشة كما قالت، فإن الأمر مختلف بالنسبة لعبد محفوظ الذي يرى أن «المسألة لم تعد مسألة إلهام، ولا يتعلق الموضوع بالمرأة ان كانت لبنانية أم عربية. بالنسبة لي ما يحقق لي النجاح في هذه المهنة هو الاطلاع على المعارض العالمية والخبرة والعلاقة المباشرة مع الزبائن، بالاضافة الى حبي للمهنة وللبنان».

إذا كان انفتاح المرأة اللبنانية عن غيرها من النساء العربيات نسبياً أو استعدادها الدائم لدفع الغالي والثمين في سبيل جمالها وأناقتها كما يقول البعض هو أحد أسباب نجاح مصممي الأزياء اللبنانيين، فإن الوضع السياسي هو بالطبع عامل أساسي، ومع الهدوء السياسي الذي تشهده البلاد حالياً يتوقع مصممو الأزياء المزيد من الازدهار في بيروت خصوصاً مع عودة أسبوع الموضة في لبنان.

تويتر