قرية التراث والغوص تشارك في فعاليات الدورة 15 لمهرجان دبي للتسوق. من المصدر

الفعاليات التراثية.. دفء وحنين للماضي

كأنك تدخل عالماً آخر، عالماً مختلفاً، ترى فيه النساء وهن يعملن بالحياكة، والرجال في بيع الأعشاب والمواد المختلفة، والأطفال يلهون ببراءة على أراجيحهم وألعابهم الخشبية، كل ذلك ضمن طبيعة أخاذة في قرية التراث والغوص في منطقة الشندغة التراثية التي تشارك في فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان دبي للتسوق. وتأخذك منطقة الأكشاك ومنصات البيع إلى بقعة غريبة وفاتنة تزخر بالدفء، وتخيّم عليها نفحةٌ من التواضع والبساطة تشعر فيها بالسكينة وهدوء الحواس، مخلفاً وراءك الصخب الذي يملأ المدينة، مفعماً بإحساسٍ منعش، وكأن الزمن قد توقف وتجمَد في فترة ينعم فيها الجميع بالسعادة والرضا.

وتستقطب قرية التراث والغوص حشوداً كبيرة من الزوار والسياح من مختلف الجنسيات والثقافات من خلال عروضها الفريدة التي تناسب الأذواق والفئات العمرية كافة، بما في ذلك الاطلاع على مدارس الماضي، ومحتويات غرفة العروس والمطابخ القديمة، فضلاً عن منحها الزوار فرصة تذوق الطعم الرائع للمأكولات والأطباق التقليدية.

وتمنح هذه النشاطات، المستوحاة من نمط حياة أجدادنا العرب القدماء الذين استوطنوا هذه الأرض الطيبة، الزوار والمقيمين فرصة لإلقاء نظرة على الأيام التي خلت، حيث لم تكن الحياة بهذه السهولة، ولم يكن الحصول على مقومات العيش أمراَ يسيراً كما هو اليوم، إلا أنها كانت أياماً جميلة، استقى خلالها أجدادنا سعادتهم من المتع البسيطة، إذ كانوا نادراً ما يشتكون أو يتذمرون من قسوة الواقع، وهذا ما تمثله هذه القرية الساحرة بمقاربتها لحياة الأجداد مقارنة مع مجتمعنا المعاصر، حيث تتوافر لنا وسائل وسبل الراحة كافة. وتقدم قرية التراث والغوص في منطقة الشندغة مساحة للتأمل في دروس الماضي وعبره، ولتعلم كيفية التحلي بالتواضع والصبر والقناعة. وبعيداً عن أكشاك البيع والأنشطة التقليدية، تقدم قرية التراث على مسرحها عروضاً ورقصات تراثية، تمنح الزوار أوقاتاً ممتعة مليئة بالترفيه والفائدة.

الأكثر مشاركة