«تحية من دمشق إلى هافانا»
قدمت فرقة «تشيللي» لموسيقى أميركا اللاتينية في دار الاوبرا السورية أول من أمس، عرضاً موسيقياً حمل عنوان «تحية من دمشق إلى هافانا»، لكن لا علاقة لهذا الحدث بتشيلي، الدولة الاميركية اللاتينية، على الرغم من أن المحتفلين وقفوا دقيقة صمت حداداً على ضحايا الزلزال الاخير فيها، كما لم يحمل الحفل أي بعد سياسي في ربطه لعاصمتين «ممانعتين» كدمشق وهافانا.
«تشيللي» هي فرقة سورية معظم عازفيها من خريجي المعهد العالي للموسيقى في دمشق. وعن هذه التسمية ذكر دليل الحفل أنه «جاء من تشيللي، التي تعني الفلفل الحار، تلك النبتة الآتية من إفريقيا، التي تشتهر دول أميركا اللاتينية بزراعتها». وعن توجهها نحو موسيقى أميركا اللاتينية، يقول مديرها دلامة شهاب «كنا نحس بالضياع في خضم الموسيقى التجارية الطاغية». ويضيف «لم يكن معقولاً أن نوظف آلاتنا الموسيقية (يعزف الترومبيت) في الموسيقى السائدة والتجارية». ويؤكد شهاب «حينما وجدنا كل (الستايلات) موجودة من حولنا، قررنا أن نتجه إلى موسيقى السالسا، والتشاتشاتشا، والمامبو». أما لماذا الموسيقى الكوبية، فيجيب «لأنها البلد الأكثر تعبيراً عن هذه الأنواع الموسيقية مجتمعة». ويكتظ المشهد الثقافي السوري بالعديد من الفرق الموسيقية الشابة التي تجرب حظوظها في مختلف الاتجاهات، في ظل فوران موسيقي لافت، وعدم وجود فرص حقيقية لتوظيف الموسيقيين بما يعود عليهم بمردود ملائم.
«تشيللي» قدمت مجموعة من المقطوعات والأغنيات الموسيقية لكل من إبراهيم فيرير وآرتور ساندوفال وتيتو بوينتي وروبين غونزاليس ومونغو سانتاماريا. ولم تقدم الفرقة مقطوعات لأسماء أعلن عنها في البرنامج الذي وزع من قبل، وهي للمغنية الشهيرة غلوريا استيفان وملكة السالسا الراحلة سيليا كروز.
وقال الموسيقي ناريك عبجيان «كل الترتيبات على الخشبة، الملابس والعناية بالديكور ومشاركة الراقصين وعرض الصور، بإمكانها أن تصنع جواً جميلاً، باعتبار الموسيقى لايف». ولكن عبجيان يلاحظ أن «التفاعل من بعض موسيقيي الفرقة كان أقل مما تستحقه هذه الموسيقى»، ويرى أن «مكان الحفل ليس دار اوبرا»، وأن «الجمهور ليس مكانه الكراسي». ويرى أن «بإمكان جمهورنا أن يحس بتلك الموسيقى»، حيث «الايقاعات مشتركة بين موسيقى المنطقتين، وأن كانت تحمل أسماء مختلفة».
ومن الآلات الموسيقية المستخدمة في الحفل الكونغا والبونغز والتيمبالس والماراكاس والكلافي، والغييرو. وذهب العازفون إلى حد ارتداء ملابس كوبية، خصوصاً القبعات والشالات على العنق، فيما شاركهم راقصون من فرقة «ايكو سالسا للرقص اللاتيني» السورية. وفي خلفية الفرقة كانت الصور تتوالى طوال الحفل، لمؤلفين ومغنين وعازفين من أميركا اللاتينية.