‏أسلوب دعائي جديد لمسلسلي «عجيب غريب» و«ريح الشمال»‏

‏نجوم يجوبون الشارقة بسيارات كلاسيكية‏

الفنان أحمد الجسمي أحد أبطال مسلسل «عجيب غريب» يقود سيارة كلاسيكية. تصوير: ساتيش كومار

‏تخلت شوارع الشارقة عن تقليديتها، وبدا كأن الإمارة تتأهب لحدث من نوع خاص، وكانت المفاجأة لكثيرين بوجود أبطال مسلسلي «عجيب غريب» و«ريح الشمال» في جزأيهما الثاني يتجولون في شوارع المدينة بسيارات تعود معظمها إلى منتصف القرن الماضي، وكأن الأمر أشبه بمشاهد درامية تصور للتو دون أن يُلاحظ وجود كاميرات تصوير تلفزيونية.

تفاصيل الحدث تقود إلى احتفاء المنتج المنفذ للعملين الفنان أحمد الجسمي بالممثلين المشاركين في كل منهما، بمناسبة الانتهاء من تصوير آخر مشاهد الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي الذي يأخذ طابع «السيت كوم» (عجيب غريب ) الذي يشهد عودة مدير قناة دبي الفضائية عبداللطيف القرقاوي إلى الإخراج الدرامي، وبدء تصوير الجزء الثاني من مسلسل «ريح الشمال» المبحر في خصوصية البيئة الإماراتية منتصف القرن الماضي.

وعلى الرغم من ذلك لم يكن الأمر مجرد مبادرة فردية بل حدثاً كرنفالياً منظماً تعاونت لإقامته جهات عدة منها شرطة الشارقة ونادي ومتحف الشارقة للسيارات الكلاسيكية الذي انطلقت منه جولة النجوم، لتبدأ المسيرة من حيث تستقر السيارات في متحفها وتنتشر في عدد من الشوارع الرئيسة في الشارقة، قبل أن تستقر على أطراف إمارة عجمان وبالقرب من إمارة أم القيوين في موقع تصوير المشاهد الأولى من «ريح الشمال» الذي استدعى إقامة نموذج حي متكامل لقرية تراثية تحاكي ملامح وتفاصيل البيئة التقليدية القديمة.

توزيع أدوار

عملية اختيار كل فنان للسيارات وتوزيع الأكثر جهوزية منها على كل منهم كان اشبه بمهمة توزيع الأدوار بينهم في مسلسل واحد، بعض الاقتراحات في كلا السياقين تبدو قابلة للتفاوض، وفي الحالتين يجب أن تكون هناك مزاوجة بين طبيعة الفنان وما يُرشح له، وهو الأمر الذي جعل الفنان الكويتي محمد المنصور يصر على اختيار سيارة تعود لأربعينات القرن الماضي رافضاً أدنى مساومة على استبدالها، فيما اختارت مواطنته شهد الياسين سيارة من طراز كاديلاك تعود للعام ،1935 لكن الإماراتي محمد العامري كان أكثر إيغالاً في القدم حيث اختار سيارة من طراز بوغاتي العريقة موديل ،1927 وفضل الفنان عبدالرحمن الملا سيارة كروفر موديل .1963

الفنان أحمد الجسمي وصف الحدث بأنه معادل موضوعي جديد لتقليدية فكرة عقد مؤتمر صحافي للإعلان عن الانتهاء من تصوير «عجيب غريب» في جزئه الثاني، وبدء تصوير الجزء الثاني أيضاً من «ريح الشمال»، وأضاف « كنا نتطلع إلى مغامرة لا تفتقد عنصري الإثارة والتشويق للزملاء الفنانين وهو أمر رحب به مدير نادي ومتحف السيارات الكلاسيكية في الشارقة أحمد الجروان، وذلل الصعاب أمام إقامته قائد عام شرطة الشارقة حميد الهديدي»، لافتاً إلى أن «عدداً كبيراً من تلك السيارات سيتم الاستعانة بها في مشاهد من العمل وبشكل خاص في ما يتعلق بمعسكر الاحتلال الإنجليزي في خمسينات القرن الماضي».

الجسمي الذي خاض المغامرة قائداً ماهراً لإحدى السيارات الكلاسيكية رأى أن أبرز جماليات الحدث هو «تلك العلاقات الإنسانية العميقة التي يلمسها الجميع بين الفنانين الإماراتيين والخليجيين بعيداً عن سلبيات المنافسات غير الصحية»، مضيفاً «مر الحدث وكأننا كنا جميعاً على خشبة مسرح كبير يتفاعل معه الجمهور، الذي بدا هو الآخر كأنه يشاهد نجومه لأول مرة، وهو أمر انعكس بالإيجاب على معنويات أبطال العملين الذين يشكلون قوام أسرة شركة جرناس للإنتاج الفني التي تنتج «عجيب غريب» و«ريح الشمال» لمصلحة مؤسسة دبي للإعلام».

الفنان محمد المنصور أحد الأبطال الرئيسين لـ«ريح الشمال» كان واحداً من أكثر الفنانين تفاعلاً مع التجربة التي اعتبرها «عودة للزمن الجميل»، فيما اعتبرت الفنانة أسمهان توفيق اختيار هذا النمط من السيارات مناسباً لأجواء المسلسل الذي يعود بالمشاهد فعلياً لتواريخ صناعتها، ولكن بأحداث اجتماعية تنسج على أرض الإمارات بخلفية ثقافية خليجية.

وأضافت «نعلم أن هناك جهداً تمثيلياً كبيراً ينتظرنا، لكننا جميعاً بدأنا نشعر بأن تصوير الجزء الثاني الذي يتوقع أن يستمر لنحو شهرين سوف يكون بمثابة مغامرة فنية واجتماعية ممتعة سواء بسبب سيادة روح الأسرة الواحدة، او توافر كل هذا الكم من الفنانين المجيدين الحريصين على تقديم منتج درامي على مستوى عالٍ من المهنية».

مفاجأة اجتماعية

إضافة إلى تلك الأجواء الدافئة، فإن المفاجأة الاجتماعية كانت حاضرة أيضاً من خلال ترتيب أسرة العملين للاحتفال بعيد ميلاد الفنانة أسمهان توفيق التي أعربت عن امتنانها لهذه اللفتة التي ظلت خافية حتى فاجأها مدير الإنتاج الفنان محمد حسين بكعكة الاحتفال لينهال الفنانون بعدها عليها بعبارات التهاني المختلفة، في لحظة أقل ما توصف به بأنها شديدة الحميمية بين الفنانين الذين تحلقوا حولها.

محمد حسين نفسه كان بمثابة رجل وراء الأحداث كما فضل أن يصفه لـ«الإمارات اليوم» معظم الفنانين المنتمين للعملين، رادين له بشكل مباشر هذه الفكرة وقال محمد حسين «خشبة المسرح هي معلمي الأول، إلا أنني من خلال إدارة إنتاج «جرناس» التي يديرها الجسمي تبلورت لدي تجارب ثرية خلال فترة زمنية وجيزة لا تتجاوز ثلاث سنوات»، وأضاف «تعلمت الكثير من خلال الجسمي الفنان أولاً والمنتج ثانياً، وهو ما جعله يصر على إقامة قرية تراثية كاملة في الجزء الأول، قبل أن نقوم بهدمها كاملاً واستبدالها بأخرى تكلفت نحو 850 ألف درهم في الجزء الثاني، فقط من أجل الإخلاص لقاعدة حتمية إقناع المشاهد بواقعية المشاهد التمثيلية، لاسيما أن هناك فاصلأً زمنياً بين الجزأين يصل إلى نحو 10 سنوات، وهو أمر اعتدنا أن يكون مغيباً عن هموم المنتج ما دام سيترتب عليه أعباء إضافية على ميزانية العمل».

الفنان الإماراتي محمد العامري أحد ابطال «ريح الشمال» خرج من المغامرة منحازاً إلى اقتناء سيارة كلاسيكية واصفاً قيادتها بـ«المتعة» على الرغم من معاناته في بداية تشغيلها.

الفنان عبدالرحمن الملا أيضاً كان شديد التردد في الإقدام على قيادة مركبة كلاسيكية متوقعاً أن يسبب كارثة مرورية في ظل اختناق الشوارع والدوارات بالسيارات والمشاة، لكنه اكتسب ثقة مضاعفة عندما علم بأن «كل شيء مدروس» على حد تعبيره، وأن «شرطة الشارقة قد أعدت ترتيبات خاصة للمسيرة».‏

تويتر