«قول يا طير».. متّهم بخدش الحياء
يعد كتاب «قول يا طير» الذي يضم حكايات خيالية فلسطينية من الكتب التي أثيرت حولها ضجة، إذ تعرض الكتاب للمصادرة منذ ثلاثة أعوام بقرار من وزارة التربية والتعليم، وسحب من المدارس، بدعوى أنه يحتوي على ألفاظ خادشة للحياء، مادفع اتحاد الكتاب الفلسطيني ومثقفين وكتّاباً إلى إصدار بيانات يدينون فيه قرار الوزارة، معتبرين أنه تطاول على التراث وطمس لجزء من الهوية الفلسطينية.
ويسجل ««قول يا طير» الصادر عام 2001 وترجم للغات عالمية عدة، لمؤلفيه الدكتور شريف كناعنة من جامعة بير زيت، وأستاذ الأدب العربي في جامعة إدنبره في اسكتلندا الدكتور ابراهيم مهوّي، 45 قصة خرافية روى معظمها نساء في جميع أنحاء فلسطين (الجليل والضفة الغربية وغزة)، لأطفالهن بأسلوب مبسط، قريب من عقولهم، وتم انتقاؤها باعتبارها الحكايات الأكثر رواجاً بين أبناء الشعب الفلسطيني، ولقيمتها الفنية جمالياتها وحسن أدائها، ولما تبرزه من ملامح عن الثقافة الشعبية في فلسطين، حسب مؤلفي «قول يا طير» اللذين أضافا أن «الداعي الأساسي إلى وضع الكتاب ليس الحفاظ على فن قصصي نسائي كان واسع الانتشار عندما كان الشعب الفلسطيني يمارس ثقافته على كامل أرضه فحسب، بل أيضاً كي نعرض صورة علمية وموضوعية للثقافة العربية النابعة من أرض فلسطين ومن تراثها الإنساني الذي تضرب جذوره في عروق التاريخ. ولإبراز خصوصية هذه الثقافة كان علينا أن نضع الحكايات باللغة العربية الدارجة التي رويت بها، وأن نرفقها بدراسة معمقة على مستويات عدة تبرز الملامح الوطنية لهذه الثقافة».
بينما رأى بعض من هاجموا الكتاب أنه يحتوي على «ألفاظ بذيئة وساقطة»، ومن الممكن أن يعلم الأطفال سلوكيات خاطئة مثل الكذب والغش والخداع والألفاظ البذيئة، وكذلك الكبار أيضاً، ناصحين بألا يكون بأيدي الطلبة، وطالبوا بحذف بعض العبارات أو الألفاظ قبل توزيعه على الأطفال والطلبة، وزكت بعض الفتاوى إتلاف «قول يا طير» وسحبه من المدارس، بدعوى أنه يضم قصصاً «تخالف ديننا وعاداتنا وأعرافنا الطيبة»، مشيرة إلى أن التراث غير مقدس ولا معصوم.
أما اتحاد الكتاب الفسطيني فقال في بيان إن «هذا الفعل يشكّل سابقة خطرة تنمّ عن جهل فاضح لقيمة التراث، ويهدّد معظم كتب التراث التي باتت جزءاً من ثقافتنا»، وأضاف «يحدث هذا التطاول تحت ستار خدش الحياء العام، المفهوم الذي يمكنه أن يتوسّع ليكون سـيفاً على عنق كل تراث، وكل تـفكير حرّ لا يحظى بقبول عناصر التخلـف والجهل في المجتمع».