أنطوان شويري.. إمبراطور الإعلان العربي
يمثل رحيل أنطوان شويري خسارة كبيرة ومؤثرة لصناعة الإعلان في الوطن العربي إذ يعد واحداً من رموزه وأبرز الشخصيات فيه. واستطاع شويري، الذي رحل أول من أمس عن 69 عاماً، بعد معاناة مع المرض، أن يبني إمبراطورية إعلانية ضخمة تسيطر على حصص كبيرة في سوق الإعلان العربية.
قاد الراحل الإعلان بفاعلية كبيرة ، مثل مجموعات إعلامية مختلفة من أبرزها قناة «إل بي سي» الفضائية في لبنان، «الجزيرة»، «الحياة»، مؤسسة دبي للإعلام، وصحيفتا «النهار» و«السفير» اللبنانيتان. وبعد توليه في الفترة الأخيرة إعلانات محطة «إم بي سي» وغيرها من الفضائيات الكبرى، اسس اتحاد المعلنين في بلدان مجلس التعاون الخليجي عام .2005
يعد الراحل بكل المقاييس واحداً من أقوى الشخصيات الاقتصادية العربية. قاده طموحه في عام 1973 إلى مجال الإعلانات بعد أن عمل محاسباً في مجلة «مغازين»، مع بدء الحرب اللبنانية عام 1975 انتقل شويري الى فرنسا فتولى الوكالة الحصرية للإعلانات لمطبوعات عدة منها «الحوادث» و«الوطن العربي»، وأخذ يطرح أفكاراً ريادية مثل توزيع الإعلانات على كاسيتات أفلام الفيديو لأن الإعلان كان ممنوعاً في بعض الدول العربية، فراجت الفكرة الى أن بدأت المحطات العربية تُدخل الإعلانات في برامجها. وأسهمت أفكاره الإعلانية المبتكرة في توليه تسويق محطات تلفزيونية عدة، وبدأ يؤسس شركات الوكالات الحصرية للإعلانات في وسائل إعلامية عدة الواحدة تلو الأخرى، وكان أول من روج لتعدد شركات الوكالات الحصرية بحيث تمكّن من تأمين مداخيل لمؤسسات إعلامية عدة في شكل عادل وفق اتساع جمهورها، ما دفع البعض الى شن حملات عليه نظراً الى تسويقه الإعلان للكثير من المؤسسات ونجاحه في تدبير الأرباح لها، بعلاقاته مع شركات الإعلان. ولعب شويري دوراً اساسياً في تأسيس محطة «إل بي سي» التلفزيونية أواسط الثمانينات، واستطاع بوكالته الحصرية لتسويق الإعلانات على شاشتها، تأمين انطلاقتها بقوة ومن ثم ازدهارها.
عُرف الراحل بأنه صاحب الأحلام الكبيرة في الحقل الرياضي، حيث وظّف طاقته الإعلانية ليجعل من كرة السلة «حالة لبنانية خاصة»، واعتبر باني نهضتها، بعدما قارع منتخب لبنان نظيره الصيني وبلغ نهائيات بطولة العالم للمرة الأولى عام .2002 كما روّج لصيغة الدوري العربي ـ الغرب آسيوي لكرة السلة، على غرار ما هو قائم في أوروبا. ولم تبعده استقالته من رئاسة نادي الحكمة عام 2004 عن الوسط الرياضي، إذ ثابر على رعاية نشاطاته ومساعدة أنديته، وإطلاق أفكار ترويجية في مصلحته، فضلاً عن رعايته أنشطة اجتماعية وسياحية وإعلانية وإعلامية.