تشكيلية إماراتية أعادت رسم «الوطن العربي» بمعايير فنية
ابتسام عبدالعزيز: آن الأوان لتغيير خــريطة الفن القديمة
ألغت الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز الحدود السياسية والأبعاد الجغرافية لخارطة الوطن العربي، وجردتها من قيود الأحكام والأعراف الدولية، وأعادت رسمها وفقاً لمعايير فنية تجريدية ونظامية، حملت ملامح السلام، بخطوط صارمة، حددتها لغة الفن، فكونت أشكالاً هندسية، استوحتها الفنانة من أسماء تلك الدول، التي رمزت لحروفها بأرقام وضعت في رسم بياني لتشكل نقاط التلاقي بينها حدوداً لكل دولة.
«إعادة رسم الخريطة 2010»، عمل فني جديد يراد به إلغاء خرائط الدول العربية الحالية، وإعادة رسمها بحدود الفن الثلاثي الأبعاد، بعيداً عن سياسة واقتصاد واستقرار أمن تلك الدول، الفنانة ابتسام عبدالعزيز طرحت من خلال عملها تساؤلات «حول تأثر الفن بالأزمة المالية»، وتناولت المشهد الفني في خارطتها الجديدة التي حولت دولاً كبرى من حيث المساحة إلى مجرد خط، وبحسب قولها «آن الأوان لتغيير مفهوم وملامح الخريطة القديمة، التي عجزت عن تفسير المشهد الواقعي للأمكنة والرموز الفنية في الدول».
إيران في خريطة
قالت الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز، انها هدفت من رسم حدود دولة إيران ضمن خريطة 2010 الخاصة بالدول العربية، نبذ الصراعات السياسية ونصرة السلام من خلال الفن، مضيفة أن «دولة إيران تعد إحدى أقوى دول الشرق الأوسط في مجال الفنون، وتنافس الدول الغربية، وتضم إيران نحو 672 مركز فنون ومتحفاً، إضافة إلى معارض ومؤسسات أكاديمية ومشاركات فنية، ما يعني أن إضافتها ضمن خريطة ،2010 تعزز من واقع الفن في الشرق الأوسط».
دول وارتفاعات فنية
كشفت إحصاءات واقع الفنون في خارطة ،2010 المستخدمة في تحديد ارتفاعات الدول، عن أن إيران الأكثر ارتفاعاً، كونها تمتلك أقوى واقع للفنون بمعدل 672 مركزاً ونشاطاً فنياً، تلاها لبنان بمعدل189 نشاطاً فنياً، وجاءت مصر ثالثاً بـ159 نشاطاً فنياً، ثم العراق ،107 والإمارات .103 في المقابل تظهر الإحصاءات الواقع الفني المتدني للسعودية الذي لم يتجاوز 22 نشاطاً ومركزاً فنياً، أما الكويت وقطر فبلغا 18 نشاطاً فنياً، بينما لم تمتلك الصومال وجيبوتي وموريتانيا أي نشاط فني.
وتقول عبدالعزيز عن فكرة عملها الذي ستشارك به في معرض دبي العالمي للفنون ضمن مشروع «بدون»، إن العمل الذي أطلقت عليه «إعادة رسم الخريطة 2010»، حوّل خارطة الدول العربية، إضافة الى إيران، إلى عمل تركيبي ثلاثي الأبعاد، يجسد أشكالاً هندسية ضمن مجسم بمساحة مترين طولاً * أربعة أمتار عرض، رسمت الحدود بنظام رقمي حوّل حروف الدول إلى أرقام، وضعت في رسم بياني، ومع التقاء نقطتين يرسم خط يحدد ملامح خريطة الدولة بشكل هندسي متكون بحسب حروف الدولة»، مضيفةً أن «عدد الحروف للدولة يزيد من عدد الخطوط المتكونة وبالتالي يصبح الشكل الهندسي المتكون أكثر تعقيداً، الأمر الذي أراه مناسباً لرسم خريطة جديدة للعالم العربي، خصوصاً أن النظام خلا من التعقيدات الاقتصادية والصراعات السياسية».
ومزجت عبدالعزيز بين نمطي الفن النظامي والتجريدي في تنفيذ الخريطة الجديدة، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعلوم المعاصرة، خصوصاً أن الفصل بين الفن والعلم لا يمكن وقوعه، فهما متلازمان، وتضيف الفنانة أن النظام المستخدم في رسم الخريطة «قائم على عناصر رياضية تحمل بعداً دقيقاً في التفكير، ويربط بينها علاقة منظمة، إذ لا يمكن للمشاهد أن يفهمها، إلا إذا تمتع بالجوانب الدقيقة التي يضمها، كما أن استخدام الفن التجريدي الذي يتميز بأشكال ذات طابع هندسي زاد من قوة وصرامة العمل»، لافتة إلى أن «عنصر الدقة يعد عاملاً مشتركاً في رسم الخريطة الحالية والجديدة، إذ إن الخطأ في حساب الأرقام يغير حدود الدول».
وأجرت الفنانة بحثاً عن واقع الفنون في الدول، لتتمكن من تحديد ارتفاعات دول الخريطة المحددة بأشكالها الهندسية، وتقول عبدالعزيز إن «الهدف الرئيس من العمل، هو التعرف إلى مدى تأثر الفن باقتصاد الدول، في ظل الأزمة المالية، ومن خلال تحويل خريطة الدول العربية (وإيران التي تعتبر إحدى أقوى الدول في الفنون)، إلى عمل تركيبي هندسي ثلاثي الأبعاد، رسم من حروف تلك الدول، وتمت الاستعانة في تحديد ارتفاعات الدول أو الأشكال الهندسية، بإحصاءات تضم أرقاماً حقيقية حول واقع الفنون في الدول، فمثلاُ عدد متاحف الفن المعاصر في الدول، وصالات العروض الفنية، والبرامج الفنية الأكاديمية المطروحة على المستوى الجامعي، والمؤسسات الفنية، وتبين أن الفنون في الدول الفقيرة والغنية تأثرت كثيراً بالأزمة المالية، وإن كان التأثير الواضح في الفقيرة منها»، لافتة إلى أن «الفن موجود وسيبقى لا محالة، إلا انه لن يوازي احتياجات المجتمع الأساسية من خدمات رعاية صحية، وتعليمية، في ظل الأزمة الاقتصادية»، وبالنظر إلى المشهد الفني لخارطة ،2010 تتساءل الفنانة عن واقع المشهد الفني لخارطة تلك الدول في عام ،2020 وهل سيكتب للفنون البقاء والتعايش مع الأزمة الاقتصادية!».
خريطة الفنون الجديدة التي تقترحـها الفنانة. من المصدر
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news