عروض راقصة تهدف إلى التوعية حول السكري. تصوير: لؤي أبوهيكل

«لحن الحياة».. رقص لدعم مرضى السكري‏

‏‏اتحدت الأصوات غناء، وتشابكت الأيدي وترافقت الخطوات الراقصة في عرض «لحن الحياة»، الذي قدمته فرقة «فيوجين»، في المسرح الاجتماعي ومركز الفنون في «مول الإمارات»، أول من أمس، لدعم مرضى السكري. وتمكنت الفرقة من خلال الغناء من نقل الحضور إلى قارات العالم المختلفة عبر لوحات راقصة بدأت من إفريقيا ووصلت إلى الشرق الأوسط والهند وأوروبا وانتهت في أميركا والبرازيل. ويهدف الحفل الذي أقيم برعاية «لاند مارك»، إلى دعم مرضى السكري، من خلال التبرعات، والتوعية التي تم الحرص على أن تكون متوافرة في المعلومات التي قدمت عن المرض قبل كل عرض راقص، وكذلك الوثائقي الذي عرض في منتصف الحفل وأبرز المرض بأنواعه ومضاعفاته.

إيقاعات

بدأت العروض الراقصة التي قدمتها الفرقة وهي من جنوب إفريقيا، مع الرقصات الإفريقية والإيقاعات الخاصة بها، والتي تمكنت من أخذ الحضور إلى عالم الغابات، مع أزياء مستوحاة من جلود النمور.

 

‏محاربة الجهل

بدأ العرض مع فتاة صغيرة ترقص الباليه، وجدت صندوق صغير فتحته وركضت ترقص به، من دون أن تظهر للجمهور ما بداخل الصندوق. وبعد انتهاء الفرقة من تأدية كل لوحة راقصة، كانت الفتاة الصغيرة تعود بالصندوق وتحمله إلى فتاة أخرى تكبر أكثر فأكثر مع كل لوحة، في رمزية إلى وجوب نقل التوعية من جيل إلى جيل، لمحاربة الجهل، وليكون الجميع قادراً على مجابهة المرض والحد من انتشاره.‏

واستغلت الرقصات لتمرير رسائل حول المرض، فكانت بداية كل رقصة تحمل قصة تناسبها، فعرضت الكثير من القصص التي بينت كيف يمكن أن يكتشف الإنسان مرضه، سواء بالعودة إلى الوراثة تماماً كالفتاة التي شعرت بالتعب وتذكرت معاناة والدتها، أو حتى الرجل الذي لم يعد قادراً على لعب الكاراتيه بسبب مرضه.

من الشرق الأقصى ولعبة الكاراتيه، تم الانتقال إلى الشرق الأوسط وقدمت لوحة رقص شرقية، كان أداء الفتيات فيه تقنياً، وخالياَ من روح الرقص الشرقي، ولكنه تم ربط الشرق الأوسط بالمأكولات الشهية التي يجب أن تكون صحية أكثر لتناسب المرضى وتخفف كذلك من انتشار المرض. أما اللوحات التي قدمت الهند وأوروبا وأميركا، فقد اعتمدت على الأزياء البسيطة، فبدت وكأنها عروض يقوم بها مجموعة شباب في ساحة معينة ليترجموا أحاسيسهم من خلال الغناء والرقص الحر، وكان ذلك بارزا مع اللوحة التي قدمت على أغنية «هيل ذا وورلد» للراحل مايكل جاكسون.

وإلى جانب اللوحات الراقصة، كان هناك أكثر من أغنية قدمت من قبل المغنين في الفرقة الجنوب إفريقية، وقد تميّزت الأغنيات بكونها تحمل معاني سامية وتدعو إلى المحبة. وختم العرض الراقص مع لوحة ألهبت الجمهور، حيث قدمت الفرقة الأغنية الشعبية «ذا كاب أوف لايف» (فنجان الحياة) لريكي مارتين، وكانت الرقصة المقدمة برازيلية تميّزت بالحماسة وسيطرة الفرح وروح الشباب عليها.

وثائقـي

وعرض الحفل فيلماً وثائقياً عن مرض السكري، بين كيفية انتشار المرض حول العالم. وركز الفيلم الذي عرف بنوعي المرض، وكيف يكون الأول وراثياً، والثاني يتسبب به أسلوب الحياة، على الأطفال المصابين. وسلط الفيلم الضوء على حياة الأطفال التي تكون عادية كونهم قادرين على اللعب وممارسة نشاطاتهم الحياتية، ولكن المشكلة تكمن في الغذاء السليم الذي يجب أن يرافق العلاج، كون الأطفال يرغبون في الحلويات بشكل خاص. وعرض الوثائقي الذي شدد على المرض في البلدان الأفريقية الفقيرة، الآثار الجانبية التي يمكن أن يتسبب بها المرض على الأعضاء وكذلك الكلى والنظر في حال لم يتم أخذ العلاج اللازم.

وقالت مديرة «لاند مارك» التي أسست برنامج دعم السكري، رينوكا جاكتياني، إن «الفن يجمع الناس مع بعضهم بعضاً اجتماعياً ويحثهم على الابتكار، لذا كان هذا العرض الراقص بالنسبة لنا وسيلة يمكن من خلالها إكمال العمل الذي بدأ بمسيرة دعم السكري». وأضافت «اخترنا العمل على مرض السكري كون نسبة المصابين حول العالم مرتفعة، وبالتالي هذا يشعرنا بأننا جزء من المجتمع، ولهذا عملنا مع المدارس، كما أننا سنعمل مع المراكز الغذائية لنركز التوعية حول التغذية السليمة». ورأت أن التوعية هي أكثر ما يحتاج إليه المجتمع، وان هكذا فعاليات لا يمكن أن تصل لكل الناس، ولكنها بلا شك ستشدد على التوعية حول المرض، كما أنها بطريقة ما يمكنها أن تسعد الناس. ‏

الأكثر مشاركة