«نسيج اللوحات».. معرض فني ينادي بوحدة الأمم
افتتحت فانديما غاليري، أول من أمس، معرض نسيج اللوحات لأربعة فنانين من الهند، هم مانيشا جاويد وجونجان أرورا وألكا راجوفانشي وشريدها أيير، في فندق كمبينسكي في مول الامارات، ويستمر المعرض حتى 23 من الشهر المقبل. وترتبط أعمال الفنانين الاربعة، الذين ينتمون لمدارس فنية متباينة، بفكرة الخيط وتجسيده على أساس أنه يجمع دائما ولا يفرق، وهو هاجس عالمي على حد تعبير أكبرهم سناً الفنانة ألكا راجوفانشي. فالمرور بين اللوحات والأقمشة المترامية على أرض القاعة يشعر الزائر بأنه جزء من المكان، سواء في تلمس الخيوط التي رسمت وجوها وطبيعة تنادي بالوحدة العالمية أو من خلال ارتداء الأقمشة نفسها التي نسجت عليها اياد توشك أن تكون جزءا من الجسد.
فمانيشا جاويد تعمل على دفع خيوطها على اللوحة الصماء وكأنها تدفع بالعلاقات الانسانية إلى عالم روحي من الصعب تفسيره، وعن هذا قالت «أريد من خلال لوحاتي المنسوجة أن أظهر الرابطة بين الصوفية، حيث الدنيويات والسماويات تذوب في بعضها بعضا». مشيرة الى انها تستخدم تشكيلات الخيوط «للتعبير عن الاتحاد غير الظاهر بين الناس من مختلف العروق والأجناس».
فانديما غاليري في كل سنة تقدم فانديما غاليري في دبي، جدولا يتضمن زيارات أبرز الفنانين من حول العالم لعرض لوحاتهم وأعمالهم الفنية في فندق كمبينسكي مول الإمارات، وهذا النهج الذي بدأته هذه الصالة عام ،2009 تحاول من خلاله ربط المواطنين والمقيمين في الدولة مع فنانين من مختلف المدارس، حيث تحرص على ان تجمع بين الفنانين الذين تتقارب وجهات نظرهم في صالة واحدة، وهذا العام بدأت فانديما غاليري جدولها بدعوة الفنان البريطاني لي مارتين في معرضه الخاص الذي حمل عنوان «مخلوط»، ونسيج اللوحات هو المعرض الثاني، يليه معرض السوري بسيم الريس الذي سيحمل عنوان «على الحائط»، وأسماء كثيرة لفنانين عالميين. |
في المقابل يستخدم، جونجان أرورا الذي مارس فن النسج بالخيط واعتبره تيمته الخاصة التي يريد ان يلف العالم من خلالها، منذ ثلاث سنوات، حيث يريد لهذا الخيط على حد تعبيره، أن «يجمع بين الامم ويوحدها تحت خيمة كبيرة»، وقال ايضا «أستخدم رسوماً تريد اللجوء الى الحب والوحدة، فالايدي مثلا تريد ان تلتف حول الجسد لتكون جزءا منه، وهناك وجوه هي في الحقيقة وجوه هندية، لكنها تريد ان تكون على أجساد من كل جنسيات الأرض»، مؤكدا أنه «من خلال تلك الرسوم أصل الى الهدف المرجو من فني، حيث المناداة بالحب والعالمية والابتعاد عن العنصرية والتفرقة».
ووافقته الرأي أول منسقة معارض فنية في الهند وأكبر العارضين سناً ألكا راجوفانشي «أستخدم قماش الساري، لأنه معروف عالميا بأنه من الهند»، وأضافت «أنسج رسومي عليه بشكل يدعو للمحبة والسلام، ويتواءم مع جميع المعتقدات والثقافات»، وأضافت «احرص على تلاقي التوازن بين اللون والشكل المطبوع على المنسوجات التي أختارها، حيث تنسدل على اجساد من يرتديها بسلاسة واطمئنان معبرة عن رغبتهم في السلام»، وتتبع راجوفانشي ايضا اسلوب رسم لوحات مصغرة تضعها في اطارات خشبية وتعلقها على سلاسل من الاحجار الكريمة لتصنع منها حلي النساء.
أما بالنسبة لشريدهار أيير، فهو يبحث من خلال لوحاته في أسرار وغموض الجزء الأيمن والأيسر من دماغ الانثى والذكر، وهو بهذا يبتعد قليلا عن الفنانين الثلاثة إلا انه يشعر بتناغم كبير في الفكرة، «أبحث عن تجسيد التفاعل بين الجنسين حيث أثبت نظرية ان الذكر يكمل الانثى والعكس صحيح ايضا»، وقال «إلهامي منصب على نظرية انصهار شخصية يين ويانغ اليابانية التي تبحث دائما في استكشاف تضاريس القديم والمجهول من خلال التحام الجسد»، وبهذا يؤكد أيير «أن الوحدة بين الجسدين تؤدي إلى وحدة العالم كله».