‏‏‏مواطن سبعيني يصنع السفينة الأضخم في المنطقة الخليجية

باحاجي إلى إفريقيا بسفينة خشبية‏

محمد عبدالله باحاجي أمام سفينته الخشبية. الإمارات اليوم

‏ينهمك المواطن محمد عبدالله باحاجي (70 عاماً)، في رأس الخيمة في هذه الأيام بوضع اللمسات النهائية على سفينته الخشبية، التي تم تصنيفها بأنها الأضخم في المنطقة الخليجية، حيث تم تجهيزها بمحرك قوة 700 حصان وغرف للنوم والطبخ ومولد للطاقة الكهربائية وأجهزة لتكييف الغرف وخزانات لحفظ مياه الشرب.

ويقول باحاجي الذي يملك ورشة متخصصة في صناعة السفن الخشبية، على شاطئ المعيريض برأس الخيمة، إن السفينة الخشبية التي بلغت كلفتها أكثر من مليوني درهم صنعها لأجل استخدامها في أداء الاعمال التجارية الخاصة مع بعض الدول الإفريقية مثل الصومال، حيث تبلغ حمولتها 800 طن.

ويبدو باحاجي برأي البعض، بما يصنع الان، مثل هذه السفينة الخشبية الضخمة كحال من يسبح عكس تيار الزمن، مقارنة بما شهدته صناعة السفن من تطور عصري مذهل، لم يعد فيه موطئ قدم للسفن والمراكب المصنوعة من الخشب، الأمر الذي أفقدها مكانتها في الساحة البحرية، بل أجبرها على مغادرة المياه بشكل نهائي، لتبقى منكفئة على الشواطئ أو في ساحات الــتراث والمتاحف.

لكن باحاجي، وهو الذي قضى نصف قرن من الزمان يصنع المراكب الخشبية في المنطقة الخليجية، يجادل عن قناعة راسخة مفادها بأن السفن الخشبية وجدت لتبقى بصفة دائمة تمخر عباب المحيطات والبحار، لافتاً الى انها تتمتع بمزايا مهمة تتفوق بها على نوعية السفن الحديثة، مثل بقائها صالحة لسنوات عديدة دون ان تكون عرضة للصدأ.

ويتابع قائلاً: «في حقيقة الأمر فإن ما حدث من انحسار لوجود السفن والمراكب المصنوعة من الخشب، ليس نتيجة لعيب أو قصور فيها، وانما بسبب ما طرأ من تحول في أساليب الحياة المعيشية والاقتصادية في المجتمعات الخليجية».

وعلى مدى عام ونصف كانت ورشة باحاجي أشبه بخلية نحل، تعج بالحركة المنظمة، حيث توزع فريق يتألف من 18 عاملاً على ثلاث مجموعات عمل، كانت المجموعة الأولى تقوم بتصنيع الأخشاب بمقاسات محسوبة بدقة متناهية، بينما انهمكت الأخرى في رص القطع الخشبية على هيكل السفينة، وتفرّغ فريق المجموعة الثالثة لتثبيت القطع الخشبية على هيكل السفينة اعتماداً على المسامير الضخمة.

وبالرغم من ان مهنة صناعة المراكب الخشبية جلبت له الكثير من الرزق، والشهرة، بيد أن باحاجي لم يتمكن حتى الان من إقناع أحد من أبنائه ليمارسها، وان كان يرى ان ابتعاد الأبناء عنها ليس من مصلحة المجتمع، وبرأيه فإن أفضل طريقة لتشجيع الأبناء على تعلّمها يتم عن طريق ربطها بالمناهج الدراسية أو إقامة الورش الفنية.

واستعداداً لانطلاق السفينة الخشبية في رحلات بحرية، ترسو السفينة الخشبية في خور رأس الخيمة، حيث يقوم العمال بوضع اللمسات النهائية عليها، وتتمثل في التوصيلات الكهربائية وتجهيز مستودع الشحن وغرفة النوم وغرفة طبخ الطعام وتعبئة الخزانات بمياه الشرب وغير ذلك.

وبحسب باحاجي نفسه فإن سفينته الخشبية عندما تبحر فإنها ستتوجه الى الشارقة لفحصها من قبل مكتب السفن، بغية الحصول على الترخيص الذي يفتح لها الطريق لتمخر عباب البحر في أول رحلة لها باتجاه إفريقيا.‏

تويتر