في لوحات البريطانية الباكستانية فايزة شيخ
ألوان تمتزج بقطوف من الحكمة
تتداخل حروف كلمات مستمدة من كتب بلغات مختلفة، مع الألوان في لوحات الفنانة البريطانية من أصل باكستاني فايزة شيخ، صانعة «كولاجا» تشكيلا خاصا يحمل فلسفة الفنانة، وسعيها «الفني» لتضمين أعمالها رسائل متنوعة، تحمل هموما وقضايا سياسة واجتماعية.
وقالت شيخ التي عرضت نحو 20 من لوحاتها أخيرا، في في قاعة كابيتال كلوب في مركز دبي المالي العالمي «أتخذ مقتطفات من بعض الكتب المقدسة ومقاطع شعرية بلغات مختلفة، وأحاول ترجمتها الى اعمال فنية باستخدام الاوراق الذهبية والفضية والبرونزية»، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»، أنني «أحاول إعطاء روح لتلك اللوحات من خلال دمج الالوان الجريئة التي تكتسب تلك الصفة من سطوعها وقوتها، وتتحد مع الكلمات التي اخترتها فتظهر بشكل متجانس».
رسائل
وعن الرسائل التي تبثها شيخ من خلال لوحاتها، حيث يتناول جل أعمالها انتقادا للأوضاع السياسية والاقتصادية وغيرها، ذكرت أن «الانتقاد بالنسبة إلي يأتي دائما من السؤال وليس الجواب، فأنا لست محللة سياسية بل أنا انسانة مراقبة لكل ما حولي من مجريات»، مشيرة إلى أن من اقرب الأوضاع التي تتصدى لها أعمالها التمييز، والفقر، وصورة الانسان المسلم عالميا. وتابعت «أنا كمسلمة اعيش في بريطانيا لمست بعض التشكيك في إنسانيتي بعد احداث 11 سبتمبر، وأسعى كفنانة للدفاع عن القيم النبيلة»، مؤكدة أن لوحاتها تحمل نظرة متفائلة للحياة، على الرغم من تلك الهموم التي تتناولها، معتبرة أن أعمالها «خير دليل على هذا التفاؤل، إذ تمجد الحياة والانسان».
وعن تضمينها للحروف والاقتباسات المتعددة من لغات مختلفة في لوحاتها، قالت الفنانة فايزة شيخ «أردت ان يفهم الناس ما أريد ايصاله من خلال بضع كلمات تنوع مصدرها بين القرآن، والشعر، وعبارات من فلاسفة كبار، لكي أترجم الألوان الى فكرة يستوعبها المتلقي». وأضافت شيخ التي وصفت نفسها بالباكستانية المسلمة كإنسانة وبالعالمية كفنانة، أن «الإبداع يجب ان يحمل رسالة هادفة ويحتم عليه ايضا أن يصلح ما أفسدته السياسة».
واعتبرت أن السر في لوحاتها يكمن في ألوانها الجريئة التي تستحقها كل قضية تتناولها الفنانة التي أضافت «موضوعاتي بشكل عام تحتمل ان تتوسع في مضمونها، وهذا التوسع يظهر جليا في تقنية الالوان التي استخدمها، إذ إن التنوع في نوع اللون يعطي مساحة اكبر للعقل لكي يبتكر ويقترب من الجنون ايضا في بث تلك الالوان الى اللوحة»، مشيرة إلى أنها تقنية الكولاج الذي هو نوع من الفنون يستخدم فيه الفنان اكثر من حالة فنية للتعبير عن لوحته، حيث يمزج الخط بالرسم تارة، وقصاصات الورق والالوان تارة اخرى، وهو ما فعلته شيخ في جل لوحاتها.
أرضية مشتركة
لا تنكر الفنانة البريطانية من أصل باكستاني فايزة شيخ، أن أحداث 11 سبتمبر غيرت نظرة الغرب للمسلم، مهما كانت جنسيته، و«خلقت فجوة كبيرة بين الشرق والغرب، ومازلنا نتلمس آثارها ونعاني نتائجها، ولكن وعلى الرغم من الويلات التي مرت على كثير من المسلمين الذين يعيشون في مجتمعات غربية، ظهر جانب مشرق من تلك الاحداث، حيث خلقت اهتماما غير عادي من قبل كثيرين تجاه البحث عن كل ما يتعلق بالمسلمين». مشيرة الى انها لا تشعر في بريطانيا حاليا بأي سلوك عنصري تجاهها، لأنها من خلال الفن استطاعت أن تبني ارضية مشتركة لا جنسية لها، وبالتالي فرضت احتراما بطريقة غير مباشرة من قبلهم، خصوصا في تمسكها بأصولها الباكستانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news