‏‏

‏«شو هالإيام».. فن ملتزم يجوب شوارع عمّان‏

الفرقة تجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية. من المصدر

‏يسعى أعضاء فرقة «شو هالإيام» الأردنية إلى محاكاة جزء من هموم الشارع بالغناء والموسيقى، معتبرين أن واجب الفن هو مواجهة القبح بالجمال، حتى لو تعذر عليه طرح حلول لقضايا ومشكلات اجتماعية واقتصادية. واستطاعت الفرقة التي تتكون من تسعة موسيقيين وتقيم حفلاتها في أزقة وشوارع العاصمة الأردنية عمان، أن تكتسب بعض الجماهيرية، اذ يتفاعل مع فنها الملتزم كثيرون.

 ضد الرائج

انطلقت فرقة «شو هالإيام» الأردنية عام 2006 ،عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان، وتعمل على مواجهة المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالأغنية، حسب قائمين عليها. ولا يقتصر أداء الفرقة على أداء الأغاني السياسية فقط، حيث تغنّي الفرقة عدداً من الأغاني العاطفية لعدد من الفنانين، من بينهم مرسيل خليفة، والشيخ إمام، وزياد رحباني، وفيروز وتانيا صالح، وغيرهم من الفنانين، وتتصدى الفرقة للفن الرائج حالياً أو ما أطلقت عليه «الفن الذي تتحكم فيه الأموال».‏

عن بداية تأسيس «شو هالإيام»، قال عضو الفرقة بهاء عثمان لـ«الإمارات اليوم» عبر الهاتف «بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، ذهبت إلى الجنوب اللبناني برفقة مجموعة من الشباب الأردنيين، وهالنا ما رأينا من دمار، فقررنا تنظيم مجموعة من الأعمال التطوعية، للإسهام في اعمار لبنان، لكن مساء بيروت يفرض نفسه، حيث كنا ننهي يومنا مع آلاتنا الموسيقية بادئين العزف والغناء سعياً لرفع الروح المعنوية للخارجين من الحرب».

بعد عودة الفرقة إلى الأردن، وجد الشباب انفسهم مصرين على تكرار التجربة اللبنانية في بلدهم، فغنوا في شوارع وأزقة عمان القديمة للوصول إلى نبض الشارع الأردني، وفاقت ردة الفعل التوقعات، حيث اندمج الناس معهم، وصفقوا وغنوا مع الفرقة الوليدة، حسب عثمان الذي أضاف أن تجربة «شو هالإيام» استطاعت ان «تدمج الموسيقى الشرقية والغربية، بعيداً عن الخط النشاز، فالغيتار والعود يعزفان لحناً مشتركاً، وكم جميل أن نغني مواويلنا على ألحان غيتار إلكتروني».

وعما اذا استطاعت الفرقة ان تتحدى السائد في ما يتعلق بنمط الأغنية العربية قال عثمان «الغناء والموسيقى في العالم العربي أصبحا ينحصران في نمط (الستيريو تايب) بمعنى أن المبدع إما أن يكون ضمن ذلك النمط أو نصيبه التهميش، وتلك الآلية في التعامل أجبرت كثيرين من المغنين العرب على تفتيت الجملة العربية على موسيقى الروك، الأمر الذي ينتج عنه كلمات عربية مكسّرة على ايقاع غربي»، معتبراً ذلك بمثابة أزمة في هوية الأغنية حالياً، لأن اللغة العربية لها إيقاعها وجملتها الموسيقية، ذاهباً إلى أن تاريخ التأليف الموسيقي «يطوّع اللحن وليس الكلمة ولكن بما أن الطرب أصبح (سوقاً) فلا ضير من تطويع اللغة لقالب موسيقي مختلف للجمع بين الشرق والغرب».

يعود سبب تسمية الفرقة «شو هالإيام» إلى واحدة من أغاني الملّحن اللبناني زياد الرحباني، التي تقول كلماتها «شو هالإيام إلي وصلنالا.. قال انه غني عم بيعطي فقير.. كن هالمصاري قشطت لحالا..ع هيدا نتفة وهيدا كتير»، حسب عثمان الذي قال ان «الرحابنة وفيروز جزء لا يتجزأ من حياة معظم العرب، والأردنيون لهم علاقة من نوع خاص مع فيروز التي لا يبرح صوتها فطورهم الصباحي، وللاسم معنى كبـــير، وكأن تلك الأغنية تحديداً كانت تتــنبأ بما وصل اليه حالنا».‏

تويتر