إيرادات مزاد الدار في دبي بلغت 55.5 مليون درهم
«شادوف» محمود سعيد.. الأغلى في «كريستيز»
كشفت دار «كريستيز» للمزادات العلنية العالمية امس، أن مزاد «الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة» الثامن، الذي نظمته في فندق أبراج الإمارات في دبي، حقق مبيعات بلغت نحو 55.5 مليون درهم (15.1 مليون دولار)، بينما لم تتجاوز القيمة التقديرية الأولية المعلنة للأعمال المشاركة قبيل انعقاد المزاد الـ4.8 ملايين دولار، فيما سجلت لوحة الفنان المصري محمود سعيد «الشادوف» رقماً قياسياً كأثمن لوحة حديثة لفنان في منطقة الشرق الأوسط .
فاتح المدرّس
حظيت لوحة رائد الحركة التشكيلية في سورية الفنان فاتح المدرس، التي حملت عنوان «وداعاً للآلهة» في مزاد كريستيز باهتمام خاص، وعرضت تلك اللوحة في بيروت أول مرة في مزاد علني للدار بعد ان عرضت في متحف تشيلسي للفنون. وتعود اللوحة الى عام 1986 ،أي بعد 10 أعوام على اندلاع الحرب الأهلية في بيروت، تلك المدينة التي تبناها فاتح المدرس موطناً له. وتمثل اللوحة صرخةَ احتجاج أمام قادة أداروا ظهورهم لمدينة المدرس الحبيبة. ومثلما هو الأمر في أعماله الأخرى، تظهر الأشياء في تلك اللوحة متصلةً متواصلةً في ما بينها، كما تتساوى وتتماهى الأجسام والأشكال مزيلةً كل الحواجز بينها. ويمكن تشبيه ذلك بلوحة فسيفسائية تظهر تدفقاً طبيعياً من البشر والوجوه والنساء والأطفال، في ما بين السماء والأرض. ومن أعمال فاتح المدرّس الأخرى المشاركة في المزاد لوحة «وجهك الخاص» التي رسمها في بداية عطائه، إذ تعود هذه إلى عام 1959 ،ولوحة «الأم والطفل» التي تعود إلى بداية ستينات القرن الماضي، ولوحة «الحب» التي تعود إلى الفترة نفسها. |
وذكرت الدار في بيان ان هذه نتائج المزاد الذي افتتح، اول من امس، تؤكد الطبيعةَ المميزة للأعمال الفنية المشاركة من جهة، وشغف المقتنين من حول العالم باللوحات والمنحوتات التي يبدعها رسّامو ونحاتو المنطقة من جهة أخرى. وافادت الدار بأن تقسيم المشترين كان 64.5٪ من الشرق الأوسط، 16.5٪ من أوروبا، و28٪ من الأميركيتين، و1٪ من آسيا.
وتنافس مزايدون من 16 بلداً على الأعمال المشاركة عبر الإنترنت. وعرضت في المزاد لوحة «الشادوف» للرّسام المصري محمود سعيد، والتي تعود إلى عام ،1934 وسجلت رقماً قياسياً كأثمن لوحة حديثة لفنان في منطقة الشرق الأوسط، حيث بيعت بـ8.8 ملايين درهم (2.4 مليون دولار). وتصدرت اللوحة من حيث القيمة كل الأعمال المعروضة في المزاد من مقتنيات الدكتور محمد سعيد فارسي التي بيعت كاملة بنحو 8.7 ملايين دولار.
حضور مصري
لم تكن لوحة سعيد وحدها التي استأثرت باهتمام المقنين بروائع الفن المصري الحديث، إذ حرص كثير من المشاركين في المزاد على اقتناء أعمال محمود مختار وحامد ندا وعبدالهادي الجزار، إذ كان من السهل ملاحظة ان معظم مقتنيات الدكتور فارسي كانت لفنانين من مصر، وعلى رأسهم محمد سعيد الذي عرضت له خمس لوحات من أهمها لوحة الشادوف التي تمثل الالة اليدوية الخشبية الصنع التي كان يستخدمها الفلاحون المصريون لتخزين المياه، ولوحة أشرعة النيل، ولوحة منظر من البقاع في لبنان، حيث صور سعيد المشهد وكأنه يحلق فوق سماء في طائرة، فالمنظر مرسوم من فوق يُظهر جمال طبيعة لبنان، والالوان المستخدمة هي مستمدة من الشجر والزهر والسماء.
كما شمل المزاد أعمالاً للفنان المصري عبدالهادي الجزار، اقدمها لوحة «صندوق الدنيا»، وهو الصندوق الذي يحلم به الكبار قبل الصغار، واستعان الجزار فيه بمشاهد من الموالد المصرية التي تقام في المناسبات الدينية، فظهرت البهرجة في الالوان، وبانتقائه لابطال لوحته وهم مهرجون يلفون حول الصندوق الذي يحوي الكثير من الامنيات. أما لوحة «رأس نوبي» للفنانة تحية حليم، فتؤكد تأثر الفنانة بأبناء النوبة التي عشقتهم، واعتبرتهم «أطيب مخلوقات بشرية على وجه الارض». ومن الاعمال المصرية التي عرضت في مزاد كريستيز منحوتة برونزية اللون عنونت بـ«عند لقاء الرجل» وهي للنحات المصري محمود مختار.
للشعر مكان
كان للشعر مكان في بعض أعمال المزاد، فلوحة التشكيلي الليبي علي عمر، التي حملت عنوان «الشهاب» ارادت ان تعطي للحرف العربي ميزة تعلق بالذاكرة، حيث تظهر اللوحة الاحادية اللون ابياتاً للشاعر أبي فراس الحمداني معاتباً فيها سيف الدولة، واستطاع عمر ان يخلق من خلالها خطاً فنياً مميزاً، يجعل الناظر اليها يستشعر ذاك الزمان، ويعاتب مع ابي فراس سيف الدولة، فمن خلال اللون الاقرب الى الارجواني اعطى عمر عمقاً اكبر للوحته وجذب المشاهد لها.
وشكل الشعراء محوراً مهماً في اعمال الفنان والنحات الايراني برويز تنافولي، ربما لأنه يرى فيهم تحرراً يميزهم عن بقية البشر، فهم يحلقون بأبيات شعرهم دون قيود، ويظهر هذا التفسير بشدة بمنحوتته التي حملت عنوان «الشعراء والمجسم» التي هي عبارة عن مجسم برونزي يبرز فيه فن العمارة الاسلامية ومغطى بشكل كامل بابيات شعرية غير مفهومة لتداخل حروفها مع بعضها بعضاً. ويفسر النحات من خلال ما كتبه اسفل المجسم «اريد من هذا المجسم الاشبه بمنزل عصفور ان يعبر عن خيبة امل الشاعر في الحب، ووجدت ان اجعل من صدر هذا المجسم قفصاً، اشارة الى ان على العاشق ان يكتم شغفه امام الناس الذين لا يعطون للحب قيمة ويعتبرونه جريمة».
وكان للفنانين الواعدين نصيب في مزادات كريستيز إذ عرضت لوحة للفنان الاميركي المصري يوسف نبيل، الذي لم يبلغ الـ40 من عمره، تحت عنوان «النجمة»، وقصد بها نبيل كوكب الشرق أم كلثوم، ورسمها عام .2007 والواضح من اللوحة ان نبيل استمد فكرتها من حفلة غنائية لأم كلثوم، فركز على إيماءات كوكب الشرق وطقوسها الخاصة أثناء الغناء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news