مواطنة مسؤولة عن 2000 من المهندســين والصيادلة
فـاطمة النعيمـي: زايد فتح لنا أبواب العلم
تجسد المواطنة فاطمة بنت نايع النعيمي تلك المكانة المرموقة التي بلغتها المرأة الإماراتية، وما تحقق لها من نجاحات باهرة في ساحة العمل بالقطاع الخاص، فقد تخطت بكفاءة مهنية نادرة كل المحيطين بها من الرجال، لتجلس على قمة إدارة مهمة في الشركة التي تعمل فيها، حيث يعمل تحت إدارتها طاقم ضخم من الموظفين والموظفات، معظمهم من حملة الشهادات في الصيدلة والهندسة.
قيادة
وتؤكد فاطمة أن «الفضل في ما تحقق للمرأة الاماراتية يرجع من بعد الله سبحانه وتعالى إلى القيادة الرشيدة لبلادي والسياسة الحكيمة التي أرساها والدنا المغفور له الشيخ زايد الذي منح فتاة الامارات كامل حقوقها، وفتح لها أبواب العلم مشرعة لتنهل منه بمختلف مراحله ودرجاته».
ومع أن فاطمة كانت تحلم منذ الصغر بأن تكون طبيبة ترتدي البدلة البيضاء، وتضع على كتفيها السماعة الطبية لتساعد المرضى على تجاوز آلامهم، لكنها وجدت نفسها بعد حصولها على الثانوية تتجه نحو الدراسة في كليات التقنية امتثالا لرغبة أسرتها، حيث تخصصت في تقنية الحاسوب.
وفي تعليق لها على ذلك تقول «بصراحة وجدت في كليات التقنية ما حقق طموحي، وهي من وجهة نظري فكرة يستحق القائمون عليها كل التقدير، لأنها أسهمت بفاعلية في إنقاذ مستقبل العديد من أبناء وبنات الوطن الذين كان يمكن ان يتوقف بهم قطار التعليم في محطة الثانوية العامة، لكن بفضل تلك الكليات حصل العديد من المواطنين على تأهيل مهني بصورة عصرية متطورة ما جعلهم الخيار الأول لأرباب العمل خصوصاً في القطاع الخاص».
مفارقات
لكن من المفارقات الغريبة أن فاطمة نفسها لم تكن الخيار الأول عندما تقدمت للمنطقة التعليمية بمؤهلاتها للحصول على وظيفة معلمة في مجال تخصصها المهني وهو الحاسب الآلي.
وتعلق فاطمة على ذلك «بعكس ما توقعت، فالطريق إلى الوظيفة العامة لم تكن مفروشة بالورد، بل كانت للأسف الشديد شاقة وتبعث الاحباط، فقد باءت كل محاولاتي للعمل في مهنة التدريس بالفشل الذريع، علما بأنني طرقت كل الأبواب التي خطر لي ان وراءها الوظيفة التي أتطلع اليها، وخضعت للكثير من المقابلات في رأس الخيمة ودبي»، لكنها ولعشقها مهنة التدريس قبلت بالعمل لمدة عام سكرتيرة في مدرسة نائية، و«مقابل مكافأة مقطوعة كنت أحصل عليها من عائدات المقصف المدرسي».
بطالة
وكغيرها من المواطنين والمواطنات فإن فاطمة لم تفكر بالعمل في القطاع الخاص، لأن المعلومات المتوافرة عنه لم تكن مشجعة، سواء من ناحية الرواتب أو القبول بالمرأة المواطنة موظفة، لذلك عندما عيل صبرها في انتظار الحصول على وظيفة معلمة، آثرت الجلوس في البيت، لكنها وبعد فترة بطالة استمرت ثلاث سنوات فوجئت يوما باستدعائها لإجراء مقابلة في شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار ».
وتستطرد قائلة «في واقع الأمر، فإن تلك الفرصة كانت ثمرة جهود قامت بها أمي من دون علمي، وتم اختياري لأعمل في وظيفة منسقة إدارية، وبعد ذلك تدرجت إلى وظيفة نائبة لشؤون الموظفين، ثم تسلمت لاحقاً إدارة القسم كاملا، لأكون بذلك أول مواطنة في الشركة تتبوأ المنصب الاداري الذي يقدم خدمات لأكثر من ألفي موظف وموظفة داخل الدولة وخارجها أكثرهم من الصيادلة والمهندسين».
مزايا
وتضيف فاطمة «أستطيع التأكيد على أن الصورة المنقولة عن أداء المرأة المواطنة في القطاع الخاص تبدو لدى الكثيرين مغلوطة والدليل المقنع على ذلك تجربتي المهنية الناجحة بكل المقاييس، ففي غضون سبع سنوات فقط وصلت اعتماداً على الكفاءة والتميز في الوظيفة قمة إدارة شؤون الموظفين».
وبحسب فاطمة، فإن القطاع الخاص يتمتع بمزايا وظيفية عدة مقارنة بالقطاع العام، «فالموظف هناك يستطيع المضي قدماً ومن غير توقف باتجاه تحقيق الطموحات الوظيفية التي يشتهيها، لأن المعيار المتبع في هذا الخصوص يقوم على التفوق والتميز، بينما الموظف في القطاع الحكومي ليس أمامه سوى التذرع بالصبر في مواجهة نظام الدرجات».
صرامة
ولأن فاطمة الآن تتولى إدارة شؤون الموظفين التي من واجباتها معالجة قضايا يومية لمئات الموظفين داخل الدولة وخارجها، والتي يصنف بعضها أحياناً بأنها قضايا شائكة، لكن عندما تعرض عليها لا تكون عصية عن الحل، وهي تعزو ذلك الى سياستها القائمة على ترك أبوابها مفتوحة لتستقبل كل من يرغب في استشارتها، أو الحصول على خدماتها الوظيفية، لقناعتها بأن ذلك «يصب في خانة تهيئة بيئة عمل مثالية ومريحة، يشعر الجميع فيها بالاطمئنان والرغبة في العطاء»، لكنها مع ذلك تحتاج أحياناً إلى أن تبدو «أكثر صرامة في تطبيق الاجراءات ومواجهة المشكلات التي تطرأ».
وهي تقول «صحيح أنني أكون مجبرة على التعامل بشكل صارم مع بعض القضايا، وخصوصاً التي أشم منها رائحة الاستهتار بالنظم والقوانين، وكذلك محاولات التسيب في العمل، فحينئذ لا يكون أمامي ملاذ غير تطبيق العقوبات، وبما تمليه عقود العمل المعمول بها». لكن فاطمة تستدرك أنها ليست بحال من الأحوال «امرأة حديدية»، وإنما تجد نفسها دوما «منحازة دون تردد للموظف والموظفة الذي بحوزته سجل حافل من العطاء الوظيفي، أو الذين في حاجة فعلية للتحفيز ورد الجميل، وأيضاً من هم في حاجة إلى وقفة انسانية».
توطين
ومن منطلق شعورها الوطني، فإن فاطمة «مهتمة جدا هذه الأيام بجذب العديد من المواطنين للعمل في الشركة، إذ أسعى جاهدة مع أقسام الشركة لايجاد وظائف لأكثر من 200 مواطن ومواطنة»، قامت بتسجيلهم أخيرا أثناء معرض للتوظيف جرت فعالياته بمركز المعارض.
وهي تقول «الخبر الجيد أن ادارة جلفار تركت أبواب التوظيف مفتوحة على مصراعيها ومن غير سقف محدد أمام المواطنين والمواطنات خريجي الصيدلة والهندسة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news