مصطفى سعيد: المهرجان فرصة للأجيال الجديدة. تصوير: جوزيف كابيلان

تحية للأصالة من أبــوظبي‏

‏تنطلق مساء غد فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويستمر حتى 15 مايو الجاري، بمشاركة نخبة من كبار المطربين العرب، إلى جانب مواهب صاعدة تمتلك الموهبة، من مختلف الدول العربية. يستهل المهرجان أمسياته بحفل يجمع الفنان الإماراتي سعيد السالم مع الفنان التونسي لطفي بوشناق، بمرافقة فرقة موسيقية من الإمارات، تحت عنوان «أنغام من الإمارات»، كما يخصص إحدى أمسياته لتكريم الفنان الراحل محمد عبدالوهاب، يحييها الفنان المصري مدحت صالح بمرافقة أوركسترا يقودها المايسترو عمرو سليم، وتقام بعنوان «تحية إلى محمد عبدالوهاب»، ويأتي هذا المهرجان بمثابة التحية من أبوظبي للأصالة الموسيقية.

 ‏نجوم وأمسيات

يضم المهرجان في أمسياته باقة من الفنانين، منهم كنان العظمة الذي يشارك مع فرقة «حوار»، والفنانة ريما خشيش في إحياء الأمسية الرابعة، وسفيرة التراث الأندلسي نسيمة مع الفنان الفلسطيني سيمون شاهين، في أمسية الثلاثاء 11 مايو، تليها أمسية الفنان صباح فخري، وتحيي أمسية الخميس 13 مايو الفنانة كريمة الصقلي بمرافقة اوركسترا «ميستو» بقيادة المايسترو نبيل عزام، وتشترك الفنانة السورية وعد بوحسون مع فنانة المقام العراقي عايشة رضوان في إحياء أمسية الجمعة، وتحمل الليلة الختامية من المهرجان نكهة إيرانية من خلال فرقتي «نيستان» و«زارباغ» الإيرانيتين. كما يتضمن المهرجان مجموعة من المحاضرات، تقدم بالتعاون بين بيت العود وجامعة زايد وجامعة السوريون وجامعة نيويورك.‏

وأشار مدير إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عبدالله العامري، إلى إن «الدورة الحالية من المهرجان تشكل حلقة مهمة في سلسلة مبادرات الهيئة لتكريم كبار الفنانين من أصحاب التجارب العريقة في الإبداع غناءً ولحناً، أودعم المواهب الصاعدة التي رسمت لنفسها خط الإبداع من خلال السير على خطى مبدعين كبار تستلهم منهم ألق التجربة وسحر الحضور، فتبرزُ أمام الأنظار مضمخةً بعبق التراث الغنائي العريق لهؤلاء العمالقة.

وأوضح أن «انغام من الشرق» وجد ليستمر، فمشروعات الهيئة بشكل عام تقوم على الاستمرارية، وتهدف إلى تعزيز الحراك الفني في الإمارة، وتطور الأنماط الموسيقية والثقافية وفق خطط مدروسة. وأكد أن المهرجان استطاع أن يثبت حضوره بين الفعاليات التي تهتم بالتراث الموسيقي الاصيل في العالم العربي، مع حرص القائمين عليه على تفرده بينها، وعدم تكرار الأنماط الموسيقية التي تقدمها المهرجانات الأخرى.

جابر جاسم

وأعلن العامري في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، في مركز «الموسيقى في المسرح الوطني»، عن إصدار إدارة الثقافة والفنون في الهيئة والتراث، كتاب بدايات الأغنية في الإمارات «جابر جاسم.. رحلة الريادة من أبوظبي إلى الإذاعات العربية»، حتى أصبح جاسم يمثل صوت الإمارات الأول برصيد بلغ نحو 90 أغنية في ثلاثة عقود، «ومن خلال هذا الكتاب الأول من نوعه من حيث تناوله الأغنية الإماراتية نسعى لنعيد إلى الذاكرة تجربة الفنان الإماراتي جابر جاسم الذي حقق بجهوده وموهبته حضوراً فنياً مميزاً من خلال عناوين أغانيه التي لاتزال في ذاكرة الأجيال».

وعبّر الفنان الإماراتي سعيد السالم عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، موضحاً أنه سيقدم خلال الأمسية الافتتاحية مجموعة من الأغنيات التراثية الإماراتية التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب أهل الإمارات والخليج، من بينها أغنيات «سيدي يا سيد ساداتي» التي سيقدمها دويتو مع الفنان لطفي بوشناق، و«أه منك»، و«يا حبيب القلب»، و«ونسيناكم».

فعاليات تعليمية

وأشار عازف العود مصطفى سعيد إلى أن هناك مهرجانات كثيرة وأحداثاً فنية تقام في العالم العربي، معظمها يهتم بنمط موسيقي واحد فقط، على عكس «أنغام من الشرق» الذي يهتم بأكثر من نمط وتقليد. كما يمتاز بالفعاليات التعليمية والتثقيفية التي تسهم في تعليم الأجيال الجديدة، وتسفر عن موسيقيين حقيقيين متعددي الثقافات، بما يؤدي إلى قيام نهضة موسيقية تشبه تلك التي قامت في العصر العباسي.

وقال لطفي بوشناق إن مثل هذه المهرجانات مطلوبة، ولابد من دعمها بكل الأشكال، في ظل ما يحدث في القنوات الفضائية العربية التي أصبحت تعد بالمئات، ولكن يظل السؤال عن ما تقدمه، وهل يعبر عن ثقافتنا وماضينا ومستقبلنا أم لا. معتبراً أن المهرجانات تتيح الفرصة للفنان لإبلاغ رسالته في إطار يليق بهذه الأمة وتاريخها الفني الكبير. واعتبر بوشناق أن الغناء أصبح السلاح الوحيد الذي مازال العرب يملكونه لإثبات هويتهم وتلميع صورتهم. وعن تقديمه الغناء الصوفي، أوضح أن «الغناء بالنسب لي صوفي أو لا يكون، فالفنان يجب أن يصل إلى الحالة القصوى من الاندماج، وأن يرتقي بإحساسه وبالجمهور». أشار إلى أنه ليس حارساً على التراث، ولكنه غرف منه، وفي الوقت نفسه على الفنان أن يكون مرآة لعصره الذي يعيش فيه، وما يشهده من تغيرات، وألا يقف عند حدود التراث والتاريخ. ‏

الأكثر مشاركة