«صباح دبي» إطلالة بنكهة مختلفة
كاميرات في الهواء الطلق في مدينة دبي للإعلام، ومدير مسرح يسعى إلى تنظيم حركة المارة حتى لا تشوش على فتاتين يستمتعان بقهوة الصباح، وغرفة كونترول محمولة تؤكد أن ثمة حدثاً يُنقل على الهواء مباشرة. مشهد بات مألوفاً عند التاسعة من صباح كل يوم بالنسبة للكثيرين الذين ألفوا وجود سحر الميرازي وليال عبدالله خلال التصوير اليومي لبرنامج «دبي هذا الصباح».
| «أبوعيسى» مذيعتا برنامج «دبي هذا الصباح» لا تعلمان حتى الآن الاسم الكامل لمخرج البرنامج، وهو باسل ابوالفلات، فقد اعتادتا مخاطبته بكنيته الشهيرة «أبوعيسى»، نظراً للأجواء الأخوية التي يتميز بها مناخ العمل. وعلى الرغم من أن كلاً من سحر وليال تتشاركان في أن دلالة اسم كل منهما توحي بتواقيت مغايرة لما يؤشر إليه اسم البرنامج الصباحي، في مصادفة نادرة، إلا أن كليهما يمثلان يومياً ثنائية منسجمة، تنافس بقوة الكثير من البرامج الصباحية على فضائيات أخرى. تلك الثنائية حسب تصريح مصادر من أسرة البرنامج ل«الإمارات اليوم» جعلت المذيعتان يقفزان على الكثير من «المطبات والمواقف التي قد تظهر فجأة في مثل هذه البرامج التي تبث مباشرة».
|
«الإمارات اليوم» عايشت تجربة تصوير إحدى حلقاته التي تزامنت مع دخول البرنامج عامه الثالث. حيث أجواء التصوير في مكان مفتوح وحيوي خارج جدارن الاستديو، قبل انتقاله إلى مكان مغلق مع بدء فصل الصيف مع الاحتفاظ بإطلالة مميرة على برج خليفة وشارع الشيخ زايد من الطابق 13 لمبنى غرفة تجارة وصناعة دبي.
الجلوس أمام الكاميرا في هذا التوقيت المبكر لبرنامج مباشر يعني أنه لا مجال للتأخير أو الوقوع في فخاخ أزمات السير. وقالت سحر «أستيقظ يومياً عند الخامسة صباحاً، من أجل الوصول إلى مركز الأخبار في مدينة دبي للإعلام في وقت يسمح لي باستعراض بعض مواد الإعداد مع رئيس تحرير البرنامج فيصل سي صابر، وزميلتي ليال عبدالله، وأيضاً التجهيز الخاص بالماكياج المناسب للأجواء الصباحية والتصوير الخارجي». الميرازي التي تعتبر الوجه الوحيد الذي حافظ على ثباته في تقديم البرنامج منذ انطلاقته تربطها علاقة صداقة مع زميلتها ليال، ما أفرز تناغماً ملحوظاً في الأداء جعل تقسيم الفقرات بينهما يقوم على سيناريو محكم فيه كثير من الرشاقة والحيوية.
الطلة الصباحية المبكرة لا تعني عند الميرازي قلة تواصل وعدد المشاهدين فهي تتوقع أن «كل المديرين وكبار الموظفين يمتلكون جهاز تلفاز خاصاً في مكاتبهم، فيما يوفر الكثير من المؤسسات شاشات تلفزيونيـة في أماكن مختلفة، سواء للمتعاملين معها، أو لموظفيها»، ما يجعلها ترفض بشكل قاطع أن تكون البرامج الصباحية موجهة فقط لربات البيوت.
وأضافت «هذا التوقيت المبكر يمنحنا أفضلية لا تتوافر في الكثير من فئات البرامج الأخرى، وهي أننا الأكثر مشاهدة وجذباً للمشاهدين في أماكن عدة من العالم الأمر الذي تؤكده إحصاءات اتصالات المشاهدين التي تشير إلى أن نسبة كبيرة من المتصلين هم من الولايات المتحدة وأوروبا والأميركتين، وهو أمر نابع من جاذبية دبي مدينةً عالميةً تشكل فعالياتها وأحداثها أهمية كبرى لدى الكثيرين».
مراجعة
الانتهاء من بث الحلقة عند11 صباحاً لا يعني بطبيعة الحال انتهاء يوم العمل، بل يبدأ التحضير لحلقة اليوم التالي. ومراجعة المواقف التي حدثت على الهواء مباشرة. وعلى الرغم من ذلك، فإن سحر تجمع بين أداء مقدمة نشرة الأخبار التي تقدمها عند الثالثة عصراً، وأهم سمات البرامج الصباحية المتعلقة بسلاسة اللغة، وتناول الموضوعات المطروحة والانتقال بين الفقرات المختلفة بأريحية، مشيرة إلى أن «الجمع بين المجالين يضفي مزيداً من الرصانة والمشروعية للمذيع في أن يكون أول طلة لمشاهدي القناة في الصباح الباكر، بكل ما تحمله إمكانات الطلة الأولى في إضفاء انطباع إيجابي عن خصوصية الشاشة وجاذبيتها، والأهم إيفاؤها بتوقعات المشاهد منها، عبر برنامج صباحي يهتم بالجانب الاجتماعي والثقافي والصحي ولا يغفل المعلومة والخبر السياسي والاقتصادي وغيره مما يقع في إطار اهتمام المشاهدين المفترضين للبرنامج».
قهوة
تناول قهوة الصباح مع المشاهدين متعة تستحق الإعداد الجيد، بحسب ليال التي ترى أن الحفاظ على ارتداء العباءة الإماراتية «حق مشروع لتوصيل جانب من الهوية الثقافية لمجتمعي إلى الآخر». وأشارت إلى أن «الأهم من ذلك هو إيصال انطباع إيجابي لحقيقة النهضة الحضارية الشاملة التي نعيش تفاصيلها في دبي والإمارات بصورة عامة». صباح ليال أيضاً يبدأ عند الخامسة فجراً، لكنها لا تخفي سراً أن مفعول قهوة الصباح التي تتناولها بالفعل أمام الكاميرا ذات تأثير مختلف عن غيرها، وأوضحت «يومي الجمعة والسبت أشعر بحاجة إلى الكوب نفسه فأقوم بإعداده، لكنه في كل مرة أكتشف أن مذاقه يختلف كثيراً عن ذلك الذي أتناوله بصحبة المشاهدين على الهواء مباشرة من يوم الأحد وحتى الخميس».
وعن أهم شروط مقدمة البرامج الصباحية، قالت ليال «أعتقد أن التفاؤل هو التيمة الرئيسة التي يجب أن يتمحور حولها الأداء هنا، وهو أمر مرتبط بعوامل عدة منها نبرة الصوت، الابتسامة الحاضرة غير المفتعلة، الصفاء الذهني والحضور، والأهم من ذلك التعامل مع أي مفاجآت بعيداً عن التوتر، لأن مشاهد البرنامج الصباحي قد يتردد في العودة إلى برنامج صباحي لا يمنحه حالة الاستبشار بيوم سعيد، في الوقت ذاته عليك إمداده بتقارير تستوفي معايير الإفادة والبعد عن التعقيد».