«أبواب الغيم» يودّع مــراكش بعد معركتين
قطع مسلسل «أبواب الغيم» شوطا مهما للوصول إلى شاشة شهر رمضان المقبل، عقب انتهاء مرحلة تنفيذ العمل في صحراء المغرب بنجاح، ويبقى أمام «أبواب الغيم»، العمل المأخوذ من خيال وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مرحلتان في صحراء تدمر وريف دمشق، ليستكمل المراحل الأربع التي وعد بها لانتهاء تصوير الملحمة البدوية الجديدة التي يقدمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي هدية للعائلة العربية في رمضان. وعلى مقربة من مدينة مراكش المغربية، بدأت قبل أشهر العمليات الفنية لتمهيد مكان تصوير المرحلة الثانية من «أبواب الغيم» التي شارك فيها نحو 50 ممثلا، بالإضافة إلى ما يقارب الـ1000 فارس وكومبارس، مدعومين بـ200 فرس مدربة تدريبا احترافيا على المعارك الحربية نفذوا معارك ومشاهد احتفالية كبرى بالعمل، بالإضافة إلى 200 جمل، حيث قدموا خلال هذه الفترة معركتين كبيرتين نفذتا بأحدث الطرق العالمية في التصوير، واحتضنت ثلاثة مواقع تصوير، في مراكش وسيدي بوعثمان، مشاهد التصوير تلك، والمعروف عن مواقع التصوير تلك أنها شهدت تصوير أعمال سينمائية عالمية خلال السنوات الخمس الماضية نظرا لأهميتها الجمالية. وكانت كاميرا المخرج حاتم علي بدأت بتصوير مشاهد العمل في صحراء المرموم بدبي في أولى مراحل العمل في شهر مارس الماضي، ثم انتقل طاقم العمل إلى المنطقة الصحراوية بمراكش في المغرب لتنفيذ المرحلة الثانية وسط أجواء مثالية للتصوير مع الأجواء التي يتم التصوير فيها في هوليوود مقارنة بحجم المعدات والتقنيات والعقلية التنظيمية التي تدير العمل.
اقتراحات إبداعية
يأتي مسلسل «أبواب الغيم» من إنتاج المكتب الإعلامي لحكومة دبي، ليشكل استمرارية للصيغة الفكرية التي قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في الأعمال التي عرضت من خياله وأشعاره، والتي تبدو ذات ملامح إنسانية خالصة، وتبنى المكتب الاعلامي تقديم تصورات فنية ترقى لهذا التوجه الفكري في إنجاز الأعمال الدرامية الراقية التي تعانق حضور العائلة العربية بأفكار جيدة، وشكل فني راقٍ ليكون بمثابة رسالة إنسانية عصرية لهذه العائلة، ولهذا المشروع المستقبلي والذي بدأ بمسلسل «صراع على الرمال». وقال المخرج الفنان حاتم علي إن «(أبواب الغيم) ينتمي إلى صيغة مغايرة للأعمال البدوية بشكلها التقليدي الذي قدمت فيه في السابق»، منبها إلى جهود كبيرة قدمها المكتب الإعلامي لتحقيق فرجة درامية مختلفة فناً وفكراً، وواعداً بتقديم اقتراحات جديدة في الموسم الرمضاني المقبل. وذكر ان العمل استعان بخبرة الخيول الاسبانية التي تحقق حضورا مهما في معارك العمل التي قامت بين القبائل العربية في مرحلة من القرن الـ،19 وقد عكست جانبا من الحياة التي كانت موجودة بين القبائل العربية، مشيرا إلى أن المجازفين الإسبان الذين أدوا الحركات المطلوبة منهم بدقة شديدة حققوا جهودا لافتة بقيادة المدرب العالمي ريكاردو كروز المختص بتنظيم معارك حربية مفتوحة، وسبق لخيوله أن قامت بالمشاركة في الكثير من الأعمال السينمائية مثل «الساموراي الأخير»، و«مملكة السماء». وأكد علي أن التقنيات المستخدمة في تصوير «أبواب الغيم» تعد الأولى من نوعها في العالم العربي والكاميرات التي تم التصوير بها تعتبر ذات شهرة في مجال التقنيات التي تستعين بها الأفلام والمسلسلات العالمية، لافتا إلى أن غرفة المونتاج التي تعتبر سابقة في الدراما العربية بمثل المعدات المتوافرة فيها والتي تم تجهيزها لتتنقل مع العمل ولتنتهي مبكرا عمليات مونتاج المسلسل. وأنهى علي تصوير سبع حلقات حتى الآن حيث انتقل طاقم العمل بالكامل إلى تدمر في سورية من أجل تصوير المرحلة الثالثة من «أبواب الغيم» ضمن سيناريو يمتد لـ100 سنة بين عامي 1815 و،1915 وأشار المخرج السوري إلى أن «أبواب الغيم» يؤسس لمرحلة جديدة في الدراما البدوية العربية والتي دعم توجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال النصوص والأشعار التي أثرى بها الذاكرة العربية في هذا الاتجاه، لافتا إلى أن أشعارا مهمة ومرتبطة بذاكرة المكان في الصحراء بقصصها وحكاياتها قد صاغها سموه ليقدم من خلالها رسائل إنسانية في الدراما العربية، مشيرا إلى أن العمل سيعرض بصياغة مختلفة للمشهد الدرامي والشعر المرتبط به ارتباطا وثيقا وحالة انسجام وترابط لأول مرة في الدراما العربية. يشار إلى أن المخرج حاتم علي باشر قبل أيام قليلة تصوير المرحلة الثالثة من «أبواب الغيم» في صحراء تدمر السورية مستفيدا من ظروف المناخ المعتدل هناك، ومن المتوقع أن ينتهي من هذه المرحلة مطلع الشهر المقبل.
رصد للبيئة البدوية
يرصد مسلسل «أبواب الغيم» تطور الحياة في الجزيرة العربية، من خلال رصد مصائر عدد من الشخصيات في فترة زمنية مضطربة، شهدت وجود قوى مختلفة في تجاذباتها (أتراك وإنجليز)، تركت تأثيرها في حياة هؤلاء البشر. غير أن العامل الأهم في بلورة الشخصيات التي يتحدث عنها العمل، هي صراع هذه الشخصيات مع ظروف حياتها القاسية، حيث يجهد العمل في إبراز طموح هذه الشخصيات في حياة كريمة، حرة، عبر شبكة معقدة من العلاقات الإنسانية من حب، وغيرة، وأنانية، وكرم، وتضحية، تحوّل العمل إلى ملحمة كبيرة، بتعدد شخصياتها، وحكاياتها، ضمن إطار تاريخي، يعتمد على مرجعيات زمانية ومكانية محددة. ويركز العمل على علاقة البدوي بتفاصيل حياته، بأرضه، وعاداته، ومنظومة تقاليده الاجتماعية، وعلاقته بالخيل كشريك أساسي في حياة مضنية متقشفة، كل ذلك في محاولة للكشف عن سر «البدوي» هذه الشخصية الخاصة، التي تعرضت للتهميش في الأدب والفن، وربما التاريخ أيضاً، عبر معالجات سطحية، أدت إلى تنميط هذه الشخصية وحرمانها من عمقها الإنساني، ومن دورها التاريخي بالقدر نفسه.
مائدة منوّعة
يجمع مسلسل «أبواب الغيم» جنسيات عربية عدة في عمل درامي واحد، وقدم السيناريو للعمل عدنان عودة، والمسلسل من بطولة غسان مسعود، وسلافة معمار، وقصي خولي، وعبدالمحسن النمر، ومحمود سعيد، وندين نجيم، وديمة بياعة، وتاج حيدر، وورد الخال، وفادي إبراهيم، وآخرين. ويقود طاقم الديكور المهندس الخبير ناصر الجليلي والموسيقى التصويرية لطارق الناصر والملابس لرجاء مخلوف، في حين يتولي فريق الماكياج المكون من خمسة فنانين بقيادة الخبير الإيراني عبدالله سكندري تقديم تصورات جديدة على وجوه الممثلين. والتصوير لنزار واوية، والإضاءة لعباس شرف.