البرد القارس.. أبرز صعاب واجهتها المغامرة الإماراتية

إلهام القاسمي: «الرحـلة القطبيــة» غيّرت شخصيتي

إلهام القاسمي بعد عودتها بـ10 أيام لاتزال تشكو من آثار الرحلة. تصوير: لؤي أبوهيكل

كان البرد القارس والاختلاف الحاد في درجات الحرارة من أبرز الصعوبات التي واجهت إلهام القاسمي في رحلتها إلى القطب الشمالي، حسب ما أكدته المغامرة الإماراتية التي عادت من «رحلتها القطبية» أخيراً، في المؤتمر الصحافي الذي أقيم أمس في مقر المكتب الرئيس لـ«طيران الإمارات»، بحضور ممثلين عن الشركات التي رعت الرحلة التي اعتبرتها إلهام «تجربة ذاتية بامتياز، غيرت شخصيتي»، لافتة إلى أهمية هذه الرحلة في حياتها، لأنها مكنتها من التحدي، متأثرة بأقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، التي تدعو إلى المغامرة والتجربة، مهدية النجاح الذي حققته إلى رئيس الدولة وحكام الإمارات، وكل امرأة إماراتية.

دعــــــم عائلي

قال عبدالغفور القاسمي، والد إلهام القاسمي، أن الدعم العائلي الذي وفرته لها العائلة مكنها من الوصول إلى النجاح، «عندما أبلغتني عن الرحلة التي تريد أن تقوم بها ظننت أنها رحلة سياحية، وبالتالي اعتقدت أنه يمكنني مرافقتها. ولكن حين شرحت لي تفاصيل الرحلة، أعترف أني في البداية خفت كثيراً عليها، ولكن على الرغم من قلقي تركت الخيار لها». ولفت إلى أن التدريب الذي قامت به قبل البدء بالرحلة جعله يطمئن قليلاً لأن شروط السلامة متوافرة، مشيراً إلى أن «إلهام تتميز بروح المغامرة منذ طفولتها، فقد كانت تسعى دائماً إلى استكشاف المناطق الجديدة وترافقني في كثير من رحلاتي إلى أميركا وغيرها من البلدان».

 

 وقالت إن هذه الرحلة تعتبر من تجاربها الأهم التي عاشتها في حياتها، لأن المرء عليه أن يقرر القيام بأشياء مختلفة في حياته ليتمكن من التقدم في الحياة عموماً، وان «نشوة الشعور بالانجاز لا تتحقق بالأشياء البسيطة التي نقوم بها في حياتنا اليومية». ولفتت إلى أن الميلين الأخيرين في رحلتها كانا الأجمل، لأنها بدأت تشعر بأنها وصلت إلى عالمها الخاص، وأكدت أنه على الرغم من وجود من يشاركها الرحلة إلا أن «إحساس كل شخص يصل إلى هذه النقطة يكون مختلفاً، وبالتالي فإن هذا يجعل التجربة فردية بكل المقاييس».

آلام

أشارت إلهام القاسمي إلى أنها، بعد 10 ايام من عودتها، لاتزال تعاني من بعض التشققات في الأصابع بسبب البرد القارس الذي عانت منه كثيراً، لافتة إلى أنها كانت تمارس رياضة التزلج يومياً لمدة ثماني ساعات، وذلك كي تمنع عن نفسها الإحساس بالبرد الذي كان يؤدي إلى تجمد أصابعها ويعيق حركتها، بالإضافة إلى آلام أخرى في الركبة والكوع بفعل درجات الحرارة المنخفضة التي سببت لها الوجع في العضلات. واضافت ان «الرحلة غيرت في شخصيتي كثيراً، فقبل الرحلة كانت جريئة ولكن حذرة جداً، بينما اليوم انا قادرة على الإقدام على أي مغامرة دون تردد».

أما بخصوص وزنها، قالت أنها عادت لوزنها الطبيعي، كونها عملت على زيادة وزنها قبل بدء الرحلة، وفقدت الزيادة خلال الرحلة. وعبرت عن احساسها اثناء الرحلة «ما رأيته لدى وصولي الى الدرجة 90 من خط العرض في القطب الشمالي كان رائعاً، فالثلج يتحرك على الماء، وبالتالي كل من يسير لاحقاً ليصل إلى هذه النقطة سيجدها قد تغيرت بفعل حركة الثلج، ما يجعل كل تجربة خاصة ومختلفة لكل مستكشف».

ونفت أن تكون فوجئت أو صدمت بأشياء تعيق الرحلة أو تجعلها تتراجع.

وقالت أن حركتها فقط هي التي كانت بخلاف توقعاتها، فقد كانت تتوقع أن تكون أسرع في السير.

تمرين

قال مدير شركة «لوماكس» ومدرب إلهام، جوش هنين إن «التحضير الذي يسبق الرحلة يعتبر اساسا لنجاحها، وقد بدأنا مع إلهام بالتمارين الرياضية لنضمن لها اللياقة والمرونة التي تجنبها الجروح أثناء رحلتها». ولفت إلى أن اللياقة التي تعتمد لإعداد أي شخص لمثل هذه الرحلة تعتمد على تكرار الحركات بشكل أساسي، ليتمكن من بناء العضلات جيدا، موضحا أن التغذية مهمة للمغامرين لذا يخضع المعامر لفحوص عدة، للتأكد من أنه لا يعاني من مشكلات حساسية أو أمراض في المعدة تمنعه من تناول أغذية محددة. واضاف «نبدأ بتقديم وجبات غنية بالدهون في الأسابيع الثلاثة التي تسبق الرحلة، وبالتالي تكسبه القليل من الوزن الذي يخسره لاحقاً». وأكد المدرب الاسترالي أن كل مغامرة تتطلب نوعاً مختلفاً من التمارين التي تناسب طبيعة المكان الذي يقصده المرء، وطبيعة المغامرة.

تويتر