خشيش والعظمة في رابع أيام «أنغام من الشرق»
موشّحات بنكهة الجاز في أبوظبي
أمسية امتزج فيها الشرق والغرب؛ ليقدما معا حوارا موسيقيا فريدا، هكذا جاءت الليلة الرابعة من ليالي وأمسيات مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويستمر حتى 15 مايو الجاري. وتميزت الأمسية التي أقيمت مساء أول من أمس على مسرح أبوظبي في منطقة كاسر الأمواج، بتجاوزها الإطار التقليدي المعتاد للموسيقى العربية عبر التجربتين الموسيقيتين اللتين قدمهما المهرجان إلى عشاق الطرب، وجمع بينهما، على الرغم من اختلافهما فنيا.
ريما خشيش أعادت الجمهور إلى زمن الأصالة الموسيقية. من المصدر |
بصوتها منفردا من دون مصاحبة الموسيقى؛ بدأت الفنانة اللبنانية الشابة ريما خشيش، الحفل وهي تقدم قصيدة الشاعر أحمد رامي «أيها الفلك»، التي لحنها الموسيقار محمد القصبجي، وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم، لتعيد خشيش الجمهور باقتدار إلى زمن الطرب الجميل، وتعلن بقوة في أول إطلالة لها على جمهور الإمارات عن إمكانات صوتية متفردة، وخبرة عميقة في توظيف صوتها والتحكم فيه، وكشفت عبر هذه الأغنية عن هوية فنية عربية أصيلة، لتقدم بعد ذلك موشح «فتن الذي» للفنان المصري فؤاد عبدالمجيد، الذي قدمته بمرافقة أعضاء فرقتها الموسيقية من الجنسية الهولندية وآلات موسيقية غربية، وهي الكونترباص والدرامز «الإيقاع» والساكسفون، في توليفة غريبة على سمع وعين الجمهور العربي، وتميزت به خشيش منذ انطلاقتها، حيث عمدت إلى المزاوجة بين الموشحات والمقامات العربية الأصيلة وموسيقى الجاز، في مغامرة محسوبة، بدا واضحا أن حجر الأساس فيها صوت خشيش نفسه، وهو ورقة الرهان التي استطاعت بها «مطربة المثقفين» كما أطلق عليها، أن تأسس لتجربتها وتحقق لها الجماهيرية التي تحظى بها بين الجمهور اللبناني والعربي. بعد ذلك قدمت خشيش من كلمات وألحان عصام الحجالي أغنية «هايدي الاغنية إلك» من ألبومها «فلك»، بمصاحبة عازف الجيتار الهولندي مارتن، قبل ان تعود مرة أخرى إلى فؤاد عبدالمجيد الذي تعرفت إليه خلال زيارة لها للقاهرة وعمرها لا يتجاوز 13 عاما، لتقدم من كلماته وألحانه موشح «حرم النوم علينا وغفا»، وعلى الرغم من صعوبة أعمال عبدالمجيد إلا أنها لم تبدُ كذلك مع السلاسة التي أدتها بها خشيش بصوت واعٍ وخبرة واضحة، بينما شكلت الموسيقى الغربية خلفية موسيقية للصوت ليخلقا معا أجواء حوارية بين الشرق والغرب.
ومن أغنياتها السياسية؛ قدمت ريما خشيش أغنية «حفلة ترف» من كلمات وألحان ربيع مروة، مشيرة إلى أن الأغنية تعكس الوضع السياسي في لبنان «واللي محرم علينا النوم»، لتعود من جديد إلى مصر، «التي ليس لنا غنى عنها» كما أشارت، وإلى موشحات فؤاد عبدالمجيد لتقدم له موشحاً لم تقم بتسجيله بعد بعنوان «أتمنى»، رافقها خلاله عازف الكونترباص توني أوفر والتر، كما قدمت لعبدالمجيد «عشقت مها»، ومن أغنيات الفنانة أسمهان قدمت أغنية «افرح يا قلبي»، كما حرصت الفنانة اللبنانية على تقديم أفراد فرقتها، وهم توني أوفر والتر على الكونترباص، ومارتن على الجيتار، ويوري هونينغ على الساكسفون، وعلى الدرامز بوست لايبارت، قبل أن تختم فقرتها وسط تصفيق وتحية الجمهور.
«حوار» موسيقي
الفقرة الثانية من الأمسية، على اختلافها لم تكن بعيدة عن أجواء الحوار الموسيقي العالمي، من خلال عازف الكلارنيت كنان العظمة وفرقته «حوار» التي تضم المطربة ديما أورشو، إلى جانب عصام رافع على آلة عود والتأليف الموسيقي، وكنان أبوعفش على التشيللو، وعمرو المصري على البركشن، ودي فيليبس على الكونترباص، وخلال الحفل قدم العظمة معزوفات ومقطوعات موسيقية جاءت مثل حواريات بين الآلات المختلفة، في حين شكل صوت أورشو خلفية مكملة لها، كما شكلت المعزوفات تقاطعاً ناجحاً بين الجاز والموسيقى العربية والكلاسيكية، ومن المقطوعات الموسيقية التي قدمها، «رقصة» من تأليف غانم حداد، و«صباح» من تأليف كنان أبوعفش.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news