نيللي كريم: الجميلات يخـــشين الكومـــيديا
قالت الممثلة المصرية نيللي كريم إن «الجميلات يخشين الكوميديا، أو على الأقل يتحاشين التخصص فيها، لأنها تتطلب أداء وزينة مختلفة قد تؤثر في موقعهن بين الفنانات الفاتنات»، مضيفة ل«الامارات اليوم» التي التقتها في دبي، ان «تلك الخشية لا تعني، بالضرورة، أن الجميلات لن يبدعن في الكوميديا، ولكن هناك «فنانات يفقدن ألقهن لو تخلين عن الزينة المبهرة»
واوضحت نيللي ان «مشاهد الاستيقاظ من النوم في الدراما العربية عموماً هي أبرز مثال لذلك، فالنجمة تصحو بكامل زينتها، وكأنها منتهية للتو من حفل ساهر، دون الالتفات إلى أن هذه المبالغة لا تخدم واقعية المشهد الذي تقوم بتجسيده».
العودة إلى الأوبرا
العودة إلى الأداء في الأوبرا هي أهم أحلام نيللي كريم التي تعتقد حسب تصريحها لـ«الإمارات اليوم» بأنه «ترف غير قابل للتحقيق إلا إذا دفعت آثار الأزمة الاقتصادية باتجاه مزيد من الاقتصاد في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني»، مضيفة «درست الإخراج الأوبرالي وعروض الباليه وعشقت العزف على البيانو والأورغ، وأتطلع إلى العودة لتلك الأجواء النابضة بالحركة والحياة، لكنه يبقى حلماً يبعد كلما اقتربت منه بسبب تواتر الإستعداد لأعمال جديدة بين التلفزيون والسينما». والعمل الفني بالنسبة الى نيللي متعة تعيشها طوال فترة تصوير المسلسل أو الفيلم، «عندما ظهرت بشكل لافت في «فوازير رمضان» لأول مرة، لم أكن أعلم أن الطريق ستصبح معبدة بعد ذلك لعالم جديد على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، لكنني رغم ذلك لا أزعم بأنني ممثلة محترفة، بل هاوية تستمتع بتلبس تفاصيل شخصية ما، أتعايش معها منذ قراءة السيناريو وحتى تصوير آخر مشاهد العمل |
نيللي التي لا تترك مناسبة إلا وتؤكد من خلالها امتنانها الشديد لمسلسل «وجه القمر» الذي جمعها في بداياتها مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، قالت حول تأخر تصوير فيلمها الجديد «الرجل الغامض بسلامته»، الذي تأجل تصويره على مدار عام كامل «لم تكن ثمة إشكالية بيني وبين هاني رمزي كما روج البعض، بل انشغال كل منا ببعض الأعمال الأخرى أعاق تصويره في الوقت المناسب، لكنه الآن أضحى شبه جاهز، وسيكون في دور العرض خلال موسم الصيف الحالي».
ورغم رفضها صيغة المراهنة على فيلم أو عمل بعينه إلا أن نيللي حرصت على التأكيد أن «الرجل الغامض بسلامته» سيقدمها في شخصية جديدة، «بعد أن ارتبطت بدور الفتاة الأرستقراطية ابنة الباشا أو رجل الأعمال الثري، نجحت في توديع هذا الدور على الأقل حتى إشعار آخر بدءا من فيلم (سحر العيون) ودور الفلاحة البسيطة (كابر)، حرصت على مزيد من التنويع في طبيعة الشخصيات، وهو الخط نفسه الذي يسير فيه العمل الجديد».
الفنانة نيللي المولودة لأم روسية وأب مصري شجعاها على دراسة الرقص في سن مبكرة عبر كبرى المعاهد الروسية المتخصصة، فضلاً عن دراسة الأورغ والبيانو والمسرح في سن لاحقة، تقلل من دور ملامح وجهها في الحيلولة دون ترشحها لأدوار البنت المصرية البسيطة «شبهي لأمي الروسية لايقللة من مصريتي الخالصة»، مضيفة «تحديت نفسي في أدوار شديدة التنوع كنت ألجأ في كل منها لمعايشة تفاصيل شخصيات حقيقية يشبه واقعها ملامح الشخصية الدرامية، لدرجة أنني أصبحت أختار أدواري على أساس أيها يمنحني مزيداً من التلون والتنوع بعيداً عن الاختباء خلف أقنعة المساحيق».
نيللي كريم التي دخلت الفن بعد أربع سنوات فقط من ولادتها عام 1972 في الإسكندرية، وقادها في سن الـ10 سنوات لتعلم الرقص على أنغام الباليه في روسيا، أن مهنة «الستايليست» المتخصص في اختيار الأزياء والملابس هي أحد أسرار نجاح الأعمال الكبرى، مضيفة أن «كثيرين يغفلون في الدراما العربية أهمية هذا التخصص، وكثيراً ما يجتهد الممثل أو المخرج في هذا المجال دون دراية يعتد بها، وربما يؤدي ذلك إلى فشل عمل كان من الممكن أن يكتب له النجاح، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتكررة سواء في السينما أو التلفزيون العربيين».
واضافت نيللي أن «احترام هذا التخصص المهم في العمل الدرامي كان أحد مفاتيح نجاح فيلم (1/صفر) الذي حظي بجوائز عدة في مهرجان دبي السينمائي وتم تكريمه أيضاً في مهرجانات سينمائية عربية وعالمية متعددة»، موضحة «قمت بدور ريهام الفتاة المحجبة البسيطة، وكان من المهم اختيار أزياء وملابس تناسب الخط الدرامي للشخصية، لذلك كان هناك حالة من التفاعل مع تلك الشخصية بالذات لأن الجمهور كان أكثر تصديقاً لها».
ونفت أن تكون قد تعرضت لضغوط لأدائها دور فتاة محجبة في المسلسل، «الجدل النقدي لم تثره شخصية ريهام لأنها بالفعل كانت متسقة مع نماذج لنمط من الفتيات يعيش بيننا، لكن ربما دور إلهام شاهين في تجسيد نموذج لزوجة مسيحية تسعى للانفصال عن زوجها رغم استحالة ذلك هو ما أثار قدراً من الجدل لكنها بالفعل مأساة حقيقية أيضاً وملموسة».
وحول صعوبات تقمصها لدور فتاة بسيطة تسكن أحد الأحياء الشعبية، خصوصا ان ملامحها اوروبية في فيلم (1/صفر)، قالت «الأمر لا يتعلق بأن ملامحي غير مصرية، أو أنني لا اصلح إلا لأدوار ارستقراطية، بل كانت هناك دقة شديدة في اختيار ملابس تناسب هذه الشخصية النمطية، وهو أمر أعتقد أنه أحد مكامن القوة في العمل»، مشيرة الى ان الجمهور كان من الممكن ألا يتعايش أو يصدق شخصية ريهام ما لو تكن بالفعل نجحت في نقلها بكامل تفاصيلها من الواقع إلى شاشة العرض.
ورفضت نيللي التي حققت حضوراً تلفزيونياً في رمضان الماضي عبر مسلسل «هدوء نسبي» فكرة الحديث عن كونها طرفاً دائماً في ثنائية فنية، طرفها دائماً ما اصطلح على تسميته بـ«نجم شباك» سواء كان هاني رمزي أو مصطفى شعبان أو عدداً محدوداً آخر من الممثلين الشباب، مضيفة «هناك فارق بين الثنائيات على النحو الذي كان في أفلام الستينات، ووجود عدد من افلامي مع ممثلين معينين، لأن الأمر لم يتحول لدي إلى ظاهرة، فالعمل السينمائي أو التلفزيوني الحديث لا وجود لمفهوم الثنائيات فيه»، مبينة ان الفنان الجيد هو من يبحث عن النص الذي يقدمه لجمهوره بشكل جيد. أما مسألة اختيار الطرف الآخر الذي يلعب دور البطولة فإنها مسؤولية المخرج، ولا يمكن لفنانين أن يشكلا ثنائياً باختيارهما، بقدر ما يكون الأمر مرتبطاً بطبيعة أدوار وأيضاً اختيارات المخرج، حسب قولها.