دعوات إلى وقف المسلسل.. وأخرى تطالب باستمراره

«أوراق الحب».. يوسّـع دائرة الجدل

«أوراق الحـب» تبايـنت الآراء حوله بعـد بدء عرضـه على قـناة «أبوظبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي الأولى». من المصدر

ردود فعل متباينة رافقت بدء عرض مسلسل «أوراق الحب» على قناة «أبوظبي الاولى» من فنانين وجماهير عبر مواقع ومنتديات على «الإنترنت»، ما وسع دائرة الجدل حول المسلسل هذا السجال أعاد إلى الأذهان السجال الذي فجره مخرج العمل الأردني إياد الخزوز عندما قال إن هذا العمل «أول مسلسل إماراتي يحترم شروط اللهجة الإماراتية»، فضلاً عن استبعاد ممثلين بعدما تلقوا سيناريو العمل.

 تباين آراء

 

طالبت الفنانة ملاك الخالدي بقبول تجربة «أوراق الحب» من حيث فكرة تشجيع الطاقات التمثيلية والإخراجية والفنية الخليجية والعربية في النشاط الإيجابي على ساحة الدراما الإماراتية، وأوضحت «هناك كثير من الأخطاء غير المقبولة التي وقع فيها العمل، والتي امتدت قبيل بدء تصويره قبل أن تنعكس على مشاهد العمل في صورتها النهائية». وأعربت الخالدي التي كانت مرشحة لأحد الأدوار الرئيسة في العمل قبل اعتذارها عن قناعتها الشديدة بقرار الاعتذار، مضيفة «عندما شاهدت حلقات من (أوراق الحب) ولمست ردود الفعل السلبية من قبل مشاهدين عبر رسائل الـ«بلاك بيري»، تملكني مزيد من التيقن بصواب هذا القرار».

ودافع بلال عبدالله عن إشكاليات اللهجة الإماراتية في المسلسل، «بخلاف مسلسل (أشحفان القطو) غير القابل للتكرار، ليس هناك مسلسل وحيد يمكن الادعاء أنه يمثل تماماً اللهجة الإماراتية»، موضحاً «نحن الإماراتيين تأثرنا كثيراً بتعدد الجنسيات في مجتمعنا المفتوح، فضلاً عن تباين بين لهجة أهل البادية وأهل البحر وأهل المدينة، وأهل الجبال، لذلك فمبرر عدم الاتفاق على لهجة صريحة في الدراما أصبح مقبولاً بعد (أشحفان)».

وطالبت البعض بوقف بث المسلسل، فيما أشار آخرون إلى مغالطات فنية وواقعية وأخرى تتعلق باللهجة المحلية في المسلسل الذي يشارك في بطولته ميساء مغربي، وشهاب جوهر وهدى الغانم وعلاء النعيمي وسعاد علي وبلال عبدالله.

وفيما فضل المخرج إياد الخزوز عدم التعليق، مرجئاً رده على ما يقال إلى حين انتهاء عرض المسلسل، أعرب الفنان بلال عبدالله عن انزعاجه الشديد من الحملة التي يتعرض لها العمل، معتبراً إياها «مندرجة في سياق أهداف ذاتية لا تخدم تطور الحركة الدرامية في الإمارات»، في الوقت الذي رحبت الفنانة ملاك الخالدي التي اعتذرت سابقاً عن العمل باجتهاد بعض الفنانين غير الإماراتيين في محاكاة اللهجة الإماراتية، مبدية تحفظات عدة على المسلسل. أما الفنانة موزة المزروعي فضمت صوتها إلى قائمة المطالبين بوقف عرض العمل، معتبرة أن «التشويه والمغالطات الكثيرة التي يحملها خطر على الذوق العام وتكوين النشء بصفة خاصة».

 رفض

قالت موزة المزروعي لـ«الإمارات اليوم» إن «كلامى ليس رأياً شخصياً، بل رأياً عاماً يتفق معي كثير من الفنانين الإماراتيين في أن العمل مدّعٍ على الدراما الإماراتية». وأضافت «على الرغم من ادعاء (خلجنة) النص الأردني، إلا أن المسلسل لا يحمل أي ايحاء بأنه إماراتي سواء من حيث اللهجة أو المحتوى الذي يجافي الواقع الإماراتي، إضافة إلى أن معظم ممثليه واجهوا صعوبات كبيرة جعلتهم يفشلون في إقناعنا بأن العمل ينتمي إلى البيئة الإماراتية»

وأشارت المزروعي إلى وجود مقومات عدة تدعم حالة الرفض العامة التي يواجهها المسلسل، منها تزييف الواقع في كثير من محاوره الأساسية، وتصوير الحياة منفتحة وخالية من ضوبط أخلاقية مرفوضة على أنها ظاهرة بين بناتنا، وبشكل خاص في مجتمع الجامعة وخارج حدود الوطن، متسائلة عن مغزى إصراره على الزج بشخصية إماراتية تقوم بجريمة سرقة في لندن. وأكدت أن «محاولات الممثلين نطق اللهجة الإماراتية جاءت سطحية ومشوهة، لذلك لا أرى مبرراً لاعتبار العمل إماراتياً لمجرد أن جهة الإنتاج هي شركة إماراتية، وكان بالإمكان تسميته مسلسلاً عربياً ولن يقلل ذلك من قيمة العمل».

ثوابت

الفنانة ملاك الخالدي التي اعتذرت عن عدم المشاركة في العمل حرصت على إبداء التقدير لأي مسلسل يستقطب ممثلين خليجيين للتمثيل باللهجة الإماراتية، معتبرة أن أي جهد يؤدي إلى إنتاج مسلسل داخل الإمارات يجب أن يكون مُقدراً. وأضافت «هناك الكثير من اللغط سبق عرض المسلسل، على الرغم من أن الساحة الفنية في الدراما الإماراتية مفتوحة ومرحب فيها دائماً بكل الطاقات الخليجية والعربية، لكن الإشكالية التي وقع فيها مخرج «أوراق الحب» هو اصطدام تصريحه الإشكالي بثوابت تاريخية لا يقبل أي فنان إماراتي تجاوزها، الأمر الذي جعل مزيداً من الأضواء تُسلط على أي إخفاق فني في العمل على النحو الذي نلمسه الآن وبصورة واضحة.

وأضافت الخالدي «(أوراق الحب) خرج منزوع الصلة بالواقع واللهجة الإماراتيين، حاملاً إشكالات فنية عدة، كانت من الممكن أن تمر بسهولة لولا الملابسات السلبية التي استبقت تصوير العمل»، وأكدت أن «التعاون الفني المرحب به يجب ألا يتجاوز خط خصوصية الثقافة والهوية الإماراتيتين».

من جانبه، ألمح الفنان بلال عبدالله إلى ما أسماه «نظرية المؤامرة الفنية» في ما يتعلق بحملات الرفض الكثيرة التي تطالب بوقف عرض العمل، مضيفاً: «لا يمكن أن تكون إشكالات نقاء اللهجة الإماراتية، أو التطرق إلى بعض الجوانب السلبية في الجتمع مبرراً لكل هذا الهجوم الذي يجب أن ينظر إليه في سياق التنافس بين بعض جهات الإنتاج على كعكة الأعمال الدرامية، مبيناً أن «الفنان الإماراتي هو ضحية تلك التنازعات دائماً، فرغم النهضة الدرامية التي عاشتها قنواتنا المحلية كان الممثل الإماراتي يبدو محظوظا إذا ظفر بعمل وحيد سنوياً، لا سيما ان المنتج المنفذ كان يساوم فقط الإماراتيين على أجورهم، والآن ومع وجود تنامٍ في عدد الشركات يبدو الوضع بالنسبة للبعض غير صحي من أجل معاودة احتكارهم الإنتاج».

إشادة

قال بلال إن «المسلسل لم يواجه برفض من قبل الجمهور كما يتم الترويج على مواقع الكترونية، لأنني شخصياً تصلني كثير من عبارات الإشادة من الجمهور، لكن للأسف الحملات المنظمة التي تستغل مواقع ومنتديات على الإنترنت تشوش دائماً الرأي الآخر». وأضاف «هاتفني كثير من الزملاء بمجرد أن قبلت دوري في المسلسل، بعد انسحاب فنانين إماراتيين، لكنني قلت بصراحة شديدة إنني ضد التكتلات، وقد أعجبتني فكرة المسلسل وتحمست للدور». متسائلاً عن أسباب عدم الهجوم على مسلسلات قديمة تظهر فيه الفتاة الإماراتية في مواقف تمثيلية أكثر جرأة مما تظهر عليه الفنانة ميساء مغربي في دور «مهرة» التي يشكل افتتان «حمد» بها - الذي يؤدي دوره الممثل البحريني شهاب جوهر - أهم المحاور الأساسية في العمل.

تويتر