مشروع لتطوير عواصم الفراعنة فــي الدلتا
أعلن المجلس الأعلى للآثار في مصر عن تبني مشروع لتطوير وحماية عواصم الدلتا القديمة، الواقعة في ثلاث محافظات في شمال البلاد هي كفر الشيخ والغربية والشرقية. وأوضح المجلس في بيان أول من أمس، أن المشروع يشمل أربع عواصم قديمة هي «تل بسطة وصان الحجر (تانيس) في الشرقية وبوتو تل الفراعين في كفر الشيخ وسايس صا الحجر في المنطقة الغربية».
وكانت صان الحجر (تانيس) عاصمة لمصر في عصر الاسرة 21 (نحو 1085-945 قبل الميلاد)، وكانت تل بسطة مركزا لعبادة الآلهة «باستت» التي اتخذت رمز القطة، وأصبحت عاصمة للبلاد في عصر الاسرة 22 (نحو 945-715 قبل الميلاد)، وكانت سايس صا الحجر عاصمة الاسرة 26 (نحو 664-525 قبل الميلاد)، أما بوتو تل الفراعين فهي الأقدم، إذ كانت عاصمة الوجه البحري في عصر الدولة الحديثة المسمى بعصر الامبراطورية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد).
وقال رئيس قطاع الآثار المصرية صبري عبدالعزيز، إن «المشروع ينفذ للمرة الاولى لحماية تلك العواصم وإنقاذها من مخاطر التعديات والصرف الصحي والمياه الجوفية المنتشرة في دلتا مصر»، إضافة الى استمرار أعمال الكشف عن آثار تلك المدن القديمة وإعدادها لتوضع على خريطة الزيارة الاثرية.
وأضاف أن التطوير يتضمن إنشاء أسوار حول هذه المواقع الاثرية، التي كانت تفتقر إلى وسائل الحماية على مدار مئات السنين، وإنشاء متحف مفتوح بالموقع لكل مدينة، يشمل عرضاً مكشوفاً لعناصرها المعمارية، وأبرز القطع الاثرية التي تحكي تاريخ كل عاصمة من تلك العواصم.
ولم يتضمن البيان توقيتاً تقريبياً للانتهاء من المشروع ولا تكلفته الاجمالية، لكنه ذكر أن تطوير وحماية منطقة صان الحجر سيتكلفان 50 مليون جنيه مصري (نحو 8.8 ملايين دولار»، منها ثمانية ملايين جنيه مصري لإنشاء مخزن متحفٍ مؤمن، إضافة إلى سور طوله ثلاثة كيلومترات.
وقال المشرف على آثار الوجه البحري محمد عبدالمقصود، إن مشروع تطوير تل بسطة انتهى بالفعل، وأصبح الموقع أول عاصمة قديمة في الدلتا يتم تطويرها. ضمن مشروع يأمل أن يحول المنطقة إلى مكان جذب سياحي عالمي في الدلتا لأول مرة، بعد أن كان الاهتمام مركزاً على مناطق شهيرة مثل آثار الاقصر في جنوب البلاد. وأضاف أن مشروع تطوير سايس صا الحجر بدأ بالتوازي مع تطوير بوتو تل الفراعين، التي كانت مركزاً مهماً في عصر الدولة الحديثة، وفيها آثار مهمة لرمسيس الثاني وغيره من الملوك.